في إنجاز شبابي مبتكر يعكس روح الإبداع والالتزام بالاستدامة، ابتكر أربعة طلاب مقيمون في دولة الإمارات ويبلغون من العمر 17 عامًا، وهم: يوفان ساولاني، أيان محمد، موليك سافلا، وأثارفا مهرا، كرسيًا يحمل اسم “كير تشير” CareChair، بهدف تحسين تجربة التعلّم داخل الصفوف الدراسية للطلاب ذوي التنوّع العصبي.

استلهم الطلاب الفكرة من خلال ملاحظاتهم للتحديات التي يواجهها بعض زملائهم ممّن يعانون اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه (ADHD) وصعوبات حسّية أخرى، والتي قد تعيق تركيزهم وتفاعلهم في الصف. ووفقًا لدراسة نُشرت عام 2023 في مجلة الصحة في منطقة الشرق الأوسط، فإن نحو 4% من الأطفال في سنّ الدراسة في الإمارات مشخصون باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه. ومن هذا المنطلق، صُمّم الكرسي بميزات تجمع بين البعد الإنساني والوظيفي لمساعدة الطلاب على تجاوز التململ وتعزيز شعورهم بالراحة والثقة، بما يساهم في دمجهم ضمن بيئة الصف.

يتميّز “كير تشير” بقاعدة جلوس ممتدة تتيح وضعيات مرنة، مع دمج أدوات لتفريغ التوتر مثل ألعاب تفريغ التوتر التقليل القلق، إضافة إلى أدوات حسّية قابلة للتبديل لتناسب احتياجات الطلاب المختلفة. وتأتي جميع العناصر الحسية مصنوعة من مواد معاد تدويرها، بما في ذلك مكعب روبيك وسبينر، تأكيدًا على التزام الفريق بالاستدامة. كما صُمّم الكرسي على هيئة دبّ وديّ يمنح إحساسًا بالأمان والدعم النفسي، ويحتوي على عناصر ملمسية مهدئة مثل المطاط المانع للانزلاق، لمساعدة الطلاب على التركيز أثناء الدرس.

وقال يوفان ساولاني: «رسالتنا هي جعل الصفوف أكثر شمولًا عبر إزالة العوائق أمام تفاعل الأطفال ذوي التنوّع العصبي. يُمكّن “كير تشير” الطالب من تنظيم طاقته وانفعالاته بأقلّ قدر من التشويش على سير الحصّة، ويخلق مساحة يشعر فيها بالهدوء والأمان والثقة للتعلّم.»

وأظهرت التجارب الأولية نتائج واعدة؛ إذ أشار أحد المستخدمين إلى أنّ المساحة الواسعة للكرسي تتيح حركة وراحة أكبر للطالب، فيما ساعدت خصائص التفريغ الحسيّ الخفيّة على الحفاظ على التركيز دون لفت الانتباه. كما أفاد المعلمون بانخفاض التململ وتحسّن المشاركة داخل الصف.

ويعتزم الطلاب تنفيذ طرح تدريجي للكرسي في مدارس «أركاديا» في الإمارات، بدءًا من مدرسة أركاديا البريطانية في مثلث قرية الجميرا، ومدرسة أركاديا العالمية في الفرجان، حيث سيتم وضع “كير تشير” في مكاتب المرشدين وبعض الصفوف المختارة، تمهيدًا للتوسّع إلى مدارس أخرى على مستوى الدولة. ويتطلّع فريق المخترعين إلى ترسيخ الكرسي معيارًا مرجعيًا لبيئات التعلّم مستقبلاً.

وقال يوفان ساولاني: «هدفنا هو جعل الصفوف أكثر شمولًا عبر إزالة العوائق أمام تفاعل الطلاب ذوي التنوّع العصبي. كير تشير يمنح الطالب القدرة على تنظيم طاقته وانفعالاته بأقلّ قدر من التشويش على سير الحصّة، ويخلق بيئة يشعر فيها بالهدوء والأمان والثقة للتعلّم.»

وأظهرت التجارب الأولية نتائج إيجابية؛ حيث أشار أحد الطلاب المستخدمين إلى أنّ التصميم الواسع للكرسي أتاح له المزيد من الراحة والحركة، بينما ساعدت خصائص التفريغ الحسي المدمجة على تعزيز تركيزه دون لفت الانتباه. كما لاحظ المعلمون انخفاضًا في التململ وزيادة في المشاركة داخل الصف.

ويخطط الفريق لطرح الكرسي بشكل تدريجي في مدارس «أركاديا» في الإمارات، بما في ذلك مدرسة أركاديا البريطانية في مثلث قرية الجميرا ومدرسة أركاديا العالمية في الفرجان، حيث سيتم وضعه في مكاتب المرشدين وعدد من الصفوف المختارة قبل التوسع لاحقًا إلى مدارس أخرى. ويطمح المخترعون الشباب إلى أن يصبح الكرسي معيارًا لبيئات التعلّم في المستقبل.
رحلة تطوير الكرسي لم تخلُ من التحديات، إذ تطلّبت الموازنة بين الراحة والوظائف الحسية تصميم نماذج أولية عدة وجلسات بحث مع طلاب ومعلمين. وقال أيان محمد: «حرصنا على أن يكون الكرسي عمليًا وغير ضخم، وقابلًا للتكيّف مع مختلف الاحتياجات. ومن خلال التجريب المستمر استطعنا الوصول إلى التصميم الأمثل.»

ويتطلع الفريق إلى التعاون مستقبلًا مع خبراء العلاج الوظيفي واختصاصيي التعلّم لصقل التصميم، مع بناء شراكات ورعايات تتيح إنتاجه على نطاق واسع ليصل إلى أكبر عدد من المدارس.

واختتم موليك سافلا: «رؤية الطلاب يتفاعلون مع الكرسي وسماع أنه حسّن بالفعل تركيزهم وثقتهم بأنفسهم كان لحظة مؤثرة بالنسبة لنا. لقد أدركنا أن هذا المشروع يتجاوز كونه تجربة مدرسية ليصبح منتجًا قادرًا على إحداث فارق حقيقي في حياة الطلاب. تعلمنا أن الابتكار الحقيقي في التعليم يبدأ من التعاطف، فحتى التغييرات الصغيرة داخل الصف قادرة على تحويل تجربة التعلّم لدى الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة».