أعلنت منصة “السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة”، المبادرة العالمية التي أسستها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” وجائزة زايد للاستدامة، عن اختتام دورة تدريبية جديدة بنجاح ضمن برنامج “وايزر كيرز” في إندونيسيا.
وأقيمت الدورة التدريبية الميدانية التي استمرت خمسة أيام في مدينتي جاكرتا وجاروت، تحت عنوان “تعزيز إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة من خلال صياغة السياسات والابتكار والعمل المجتمعي”، حيث تعرفت المشاركات على تجربة إندونيسيا في مجال الاستدامة. وقد تخللت الدورة نقاشات رفيعة المستوى حول السياسات المتعلقة بالقطاع، فضلاً عن تنفيذ مشاريع عملية على مستوى المجتمع المحلي، بهدف استكشاف دور الحلول الشاملة والمبتكرة في بناء مستقبل مستدام لقطاع الطاقة.
وضمت الدورة تسع منتسبات لبرنامج “الرائدات” التابع لمنصة “السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة”، إلى جانب خمس متخصصات إندونيسيات، حصلن على معلومات قيّمة حول مسيرة إندونيسيا في مجال الطاقة النظيفة. وشملت الجلسات مناقشة الخطة الوطنية للطاقة في إندونيسيا، وآليات تمويل مشاريع الطاقة المتجددة، ودور الشركات المملوكة للدولة في دعم إحداث نقلة نوعية في القطاع. كما زارت المشاركات بعض المشاريع الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، مثل محطة “كاموجانج” للطاقة الحرارية الأرضية، ومشروع “شيراتا” للطاقة الشمسية العائمة، الأكبر من نوعه في جنوب شرق آسيا.
وركّز البرنامج التدريبي بشكل أساسي على إشراك المجتمع المحلي، حيث تعاونت المشاركات مع جمعية “إنتاج القهوة باستخدام الطاقة الحرارية الأرضية” التي نظمت أنشطة جماعية أسفرت عن تطوير حلول عملية لدعم الزراعة المستدامة، والابتكار في نماذج الأعمال، وتعزيز الهوية المجتمعية، والمساهمة في تمكين المرأة المحلية وتزويدها بالمهارات اللازمة لتنمية مهاراتها وقدراتها على مواجهة التحديات.
وفي هذه المناسبة، قالت الدكتورة لمياء نواف فواز، المدير التنفيذي لإدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الاستراتيجية في “مصدر” ومدير إدارة برامج منصة “السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة”: “لقد أتاح برنامج “وايزر كيرز” للمشاركات فرصة فريدة للاطلاع عن قرب على الخطوات التي اتخذتها إندونيسيا لإحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة النظيفة، فضلاً عن التعاون مع النساء في المجتمع المحلي اللواتي يلعبن دورًا رياديًا في هذا القطاع. لقد جسدت هذه الرحلة أهمية ربط المعرفة بالتطبيق العملي، لتشكل تجربة غنية ستترك أثراً ملموساً على تطورهن المهني ومساهماتهن في المجتمع. ويسرنا الإسهام في دعم وتأهيل القيادات النسائية الشابة، وتزويدهن بالمعرفة وفرص التواصل التي يحتجن إليها للقيام بدور فاعل في تطوير حلول مبتكرة وشاملة على مستوى العالم”.
أُقيمت الدورة بالتعاون مع شركاء رئيسيين في قطاعي الطاقة والاستدامة في إندونيسيا، من بينها: أكاديمية الطاقة الإندونيسية، وشركة بيرتامينا للطاقة الحرارية الأرضية، ومجلس الأعمال الإندونيسي للتنمية المستدامة، وشركة الكهرباء الحكومية (بي أل أن)، وشركة بي تي جاوة بالي-مصدر للطاقة الشمسية، وجمعية “كوبي كانايا” للطاقة الحرارية الأرضية، إلى جانب خبراء تقنيين من محطة كاموجانغ للطاقة الحرارية الأرضية ومشروع “شيراتا” للطاقة الشمسية العائمة. وقد أسهمت هذه المؤسسات بدور محوري في تقديم رؤى حول السياسات، إلى جانب تقديم تجارب عملية لحلول مبتكرة في مجال الطاقة النظيفة.
ومن جانبها، قالت كاندرا سري سوتاما، الرئيس التنفيذي للعمليات في أكاديمية الطاقة الإندونيسية: “يسعدنا التعاون مع منصة ’السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة‘ في تنفيذ برنامجها ’وايزر كيرز‘ لعام 2025، الذي يتيح للنساء القياديات من مختلف أنحاء العالم فرصة التفاعل المباشر مع تحديات التحول في قطاع الطاقة. ومن خلال تبادل الخبرات مع المختصين والاطلاع على التجارب الميدانية، نأمل في إيجاد حلول مبتكرة وشاملة تلبي احتياجات المجتمعات”.
ويرتكز برنامج “وايزر كيرز” على ثلاثة محاور أساسية، هي التعليم، والتواصل، والتمكين، ويوفر دورات تدريبية تعزز المهارات القيادية والتبادل الثقافي، وتقدم تجارب عملية في مجال الاستدامة. ويسهم البرنامج سنوياً في ربط المشاركات بالمجتمعات الأكثر تأثراً بالتحديات المتعلقة بالمناخ والطاقة، مما يتيح لهن فرصاً مهمة للتزود بمعلومات قيمة حول سبل إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة النظيفة.
وقالت سلامة الهاجري، مهندسة أولى وإحدى رائدات دفعة 2025: ” لقد كان انضمامي إلى برنامج ’وايزر كيرز‘ التدريبي في جاكرتا بمثابة تجربة غنية وملهمة جمعت النساء والشباب والخبراء والرواد من دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا لتبادل المعارف والخبرات في مجالات الاستدامة، وصياغة السياسات، وتطوير التقنيات، وآليات التمويل، والمشاركة المجتمعية. ومن خلال العمل مع فريق موهوب ومتعدد الخبرات، استطعت المساهمة في تطوير نماذج مبتكرة تدعم المشاريع الاجتماعية وتمكّن المجتمعات المحلية. ولقد عكست هذه التجربة أهمية العمل الجماعي وتبادل المعرفة والتعاون المشترك في مواجهة التحديات العالمية”.
وتمثل منصة “السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة” مبادرة عالمية تركز على تمكين المرأة لتساهم بدور فاعل في إحداث تغيير مستدام من خلال برامج تمتد على مدار العام وتركز على ريادة الأفكار، وتطوير المهارات المهنية والشخصية، وتعزيز المشاركة المجتمعية. وتم إطلاق المنصة في إطار الالتزام الراسخ لقيادة دولة الإمارات بتعزيز دور المرأة؛ تكريساً لرؤية الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيّب الله ثراه”. وانسجامًا مع رؤية دولة الإمارات الهادفة إلى تعزيز الجهود الشاملة وترسيخ مبدأ الموازنة بين الجنسين، تكرّس المنصة جهودها لدعم دور المرأة القيادي في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة والبيئة والتنمية المستدامة.
يشار إلى أنه قد تم إطلاق برنامج “الرائدات” التابع لمنصة “السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة” في عام 2018، وهو يستمر على مدار العام، ويستضيف سنوياً نساء من حول العالم ممن تتراوح أعمارهن بين 25 و35 عاماً، ويتيح لهن المشاركة في ورش عمل تعليمية متخصصة كما يوفر للمشاركات فرص التواصل مع خبراء وشخصيات عالمية بارزة لتحفيز إعداد قيادات نسائية في مجال الاستدامة.