أعلنت أكاديمية أبوظبي البحرية، المنشأة التعليمية الرائدة في المنطقة للتدريب والتأهيل البحري، والتابعة لمجموعة موانئ أبوظبي (ADX: ADPORTS)، الممكّن العالمي الرائد للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية، عن اختتام فعاليات مؤتمر التقنيات الكمّية في القطاع البحري 2025، الذي يعد أول حدث دولي متخصص في ربط التقنيات الكمّية والذكاء الاصطناعي بمبادرات الابتكار في القطاع البحري.
استضافت الأكاديمية المؤتمر في مقرها في أبوظبي، وذلك خلال الفترة من 8 إلى 9 أكتوبر 2025، حيث أسّس المؤتمر لإطار دولي جديد للتعاون والبحث التطبيقي والأكاديمي، لدفع عجلة التطور والتقدم في القطاع البحري.
استقطب المؤتمر أكثر من 40 متحدثاً ومشاركاً من أكثر من 30 دولة، من بينهم مسؤولين حكوميين، ورواد أعمال، وعلماء حائزين وباحثين مرموقين، حيث تم استعراض سبل توظيف التقنيات الواعدة لإعادة تصور العمليات البحرية، وتعزيز تدفق التجارة، ودعم جهود الاستدامة. وقد تم تنظيم الحدث بدعم ورعاية مجموعة موانئ أبوظبي، وباستضافة أكاديمية أبوظبي البحرية، من قبل مجموعة “فيرنويل”.
كما ضم المؤتمر عدداً من المتحدثين البارزين، في مقدمتهم سعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، الذي ألقى كلمة حول “المرونة الكمّية والسيادة الرقمية الوطنية”، مؤكداً دور الإمارات الريادي في بناء بنية رقمية آمنة ومستدامة. كما استمع الحضور إلى كلمة رئيسية للبروفيسور السير كوستيا نوفوسيلوف، الحائز على جائزة نوبل. وألقى كل من الدكتور ياسر الواحدي، رئيس أكاديمية أبوظبي البحرية، وملاك طرابلسي، الرئيس التنفيذي لمجموعة فيرنويل، كلمتين تم خلالهما تسليط الضوء على أهمية تعزيز التعاون الدولي، وجهود دولة الإمارات في تحويل البحوث والاكتشافات العلمية إلى تطبيقات عملية تخدم المجالات الصناعية والتجارية والبحرية.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور ياسر الواحدي، رئيس أكاديمية أبوظبي البحرية: “يجسد مؤتمر ’التقنيات الكمّية في القطاع البحري‘ التزامنا بإثراء المعرفة، وتعزيز التعاون، والتقدم التكنولوجي. فبدمج التعليم والابتكار معاً، نبني الأسس التي ننطلق من خلالها لتحقيق التنمية المستدامة بما يتماشى مع الرؤية المستقبلية لدولة الإمارات. كما يؤكد هذا الحدث حرصنا على تأهيل الأجيال القادمة بالمهارات اللازمة لمواكبة عصر التحول الرقمي والتقدم العلمي. ومن خلال إطلاقنا للمبادرة الزرقاء خلال هذا المؤتمر، نهدف إلى دعم البحوث والشراكات التي تعزز القطاع البحري بحلول أكثر ذكاءً وأماناً واستدامة، وترسيخ مكانة الأكاديمية الرائدة عالمياً.”
ومن جانبها، قالت ملاك طرابلسي، الرئيس التنفيذي لمجموعة فيرنويل: “يمثل مؤتمر’التقنيات الكمّية في القطاع البحري‘ نقطة انطلاق لموجة جديدة من التحول في القطاع البحري، حيث اجتمع القادة والباحثون والمبتكرون لتحقيق غاية واحدة، وهي ترجمة العلوم المتقدمة إلى تطبيقات عملية تسهم في رفد التجارة، وتعزيز الاستدامة ومرونة الأعمال. وقد أرست مخرجات هذا المؤتمر قاعدة راسخة لمواصلة التقدم في التقنيات الكمّية، والذكاء الاصطناعي، والتميز البحري، تمتد آثارها إلى ما بعد هذا الحدث.”
إطلاق المبادرة الزرقاء – التقنيات الكمية والذكاء الاصطناعي
شهد المؤتمر الإعلان الرسمي للمبادرة الزرقاء، بجهود مشتركة بين مجموعة موانئ أبوظبي وأكاديمية أبوظبي البحرية وفيرنويل. ترسخ المبادرة عبر توظيف التقنيات الكمية والذكاء الاصطناعي، إطاراً متكاملاً يربط التعليم، البحث العلمي، والقطاع الصناعي لتسريع الابتكار في مجالات الاتصالات الكمّية، والاستشعار، والتحسين، والأمن السيبراني، والعمليات البحرية المستدامة. كما تسهم هذه المبادرة في تعزيز الجهود الرامية إلى بناء القدرات التكنولوجية، وتطوير منظومات المعرفة ضمن الاقتصاد الأزرق.
تطبيقات رائدة في التقنيات الكمّية
كشف المؤتمر عن عرضين تجريبيين رائدين لتطبيقات التقنيات الكمّية في القطاع البحري، أحدهما لشركة “آي دي كوانتيك”، حيث عرضت “شبكة توزيع المفاتيح الكمّية” التي تتيح تأمين الاتصالات بين السفن والموانئ، والثاني لشركة “كوانتام جيت”، حيث كشفت عن نموذج أولي للاتصال الكمّي، يتميز بدقته العالية وقدرته على تأمين البيانات وتعزيز الكفاءة التشغيلية عبر الشبكات البحرية.
كما أعلن المؤتمر عن “تحدي التقنيات الكمّية للقطاع البحري 2025″، ومسابقة “من الأبحاث إلى التطبيقات”، حيث تسعى أكاديمية أبوظبي البحرية من خلالهما إلى تعزيز التعاون مع الشركات الناشئة ورواد الأعمال لتطوير شراكات مبتكرة وحلول قابلة للتوسع، تسهم في تعزيز كفاءة الخدمات اللوجستية، ودعم حركة الملاحة البحرية، مع الأخذ في الاعتبار الجهود الرامية إلى خفض الانبعاثات.
جدير بالذكر أن نجاح مؤتمر “التقنيات الكمّية في القطاع البحري 2025” يؤكد مجدداً على مكانة أبوظبي كمركز عالمي للابتكار البحري. فمن خلال توحيدها لجهود المؤسسات الأكاديمية، والجهات التنظيمية، ورواد الأعمال في المجال البحري، ضمن رؤية مشتركة لتعزيز التجارة المستدامة والتقدم التكنولوجي، تواصل الإمارة ترسيخ دورها في إعادة تصور مستقبل القطاع البحري القائم على الابتكار والاستدامة.