الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

الاتجاهات الاقتصادية وسوق التأمين في أفريقيا: تحليل شامل

الاتحاد المصرى للتأمين

تحليلاً شاملاً للاتجاهات الاقتصادية المؤثرة على سوق التأمين في أفريقيا، مع التركيز على التحديات والفرص المتاحة. يستعرض التقرير دور قطاع التأمين في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة، مع تسليط الضوء على أهمية التحول نحو التأمين المستدام ودعم قطاع الأعمال والاستثمار. كما يتناول التحديات التي تواجه القطاع والفرص المستقبلية المتاحة لتحقيق نمو مستدام وشامل.

الاتجاهات الاقتصادية وتأثيرها على سوق التأمين

تتأثر أفريقيا وقطاع التأمين فيها بشكل كبير بالاتجاهات والعوامل الاقتصادية العالمية. الصدمات الاقتصادية الناتجة عن الجائحة، الحرب في أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى العوامل المحلية مثل عدم الاستقرار السياسي، أثرت سلبًا على النمو في القارة. ومع ذلك، تظل أفريقيا ثاني أسرع منطقة نموًا في العالم، حيث من المتوقع أن يرتفع النمو الاقتصادي من 3.3% في عام 2024 إلى 3.9% في عام 2025، ليصل إلى 4% في عام 2026، على الرغم من التحديات الجيوسياسية والتوترات التجارية.

في عام 2023، استقر حجم أقساط التأمين على الحياة في أفريقيا بعد تعديل التضخم، متخلفًا عن النمو في الأسواق الناشئة. ومع ذلك، تجاوز معدل اختراق التأمين في أفريقيا لعام 2023 (2.4%) معدل الأسواق الناشئة (1.7%)، وتشير التوقعات إلى نمو إيجابي مع تحسن الوضع الاقتصادي. شهد قطاع تأمين الممتلكات انخفاضًا في حجم الأقساط بنسبة 3.2% في عام 2023، ولكن من المتوقع أيضًا أن يتحسن مع التوقعات الاقتصادية الإيجابية للقارة.

على الرغم من أن معدل اختراق التأمين لعام 2023 لا يزال منخفضًا (1.1%)، إلا أن معظم الاقتصادات التسعة الكبرى في أفريقيا من حيث حجم أقساط التأمين شهدت تحسينات طفيفة أو استقرارًا في معدلات الاختراق مقارنة بعام 2022. تمتلك القارة الإفريقية إمكانات كبيرة لم تُستغل بعد، حيث تضم أكثر من 1.4 مليار نسمة، مما يمثل سوقًا ضخمة يمكن أن تُمكّن صناعة التأمين من تحقيق نمو مضاعف إذا تم تحسين البنية التنظيمية وتوسيع قاعدة الوعي التأميني.

أهمية قطاع التأمين للاقتصاد الإفريقي

يلعب قطاع التأمين في إفريقيا دورًا محوريًا في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يمثل أحد أهم مصادر الاستقرار في الاقتصادات الناشئة. يعمل القطاع كمخفف للصدمات الاقتصادية من خلال تغطية الخسائر الناتجة عن الكوارث أو الأزمات المالية، وكمستثمر طويل الأجل يموّل مشروعات البنية التحتية، والطاقة، والنقل، والاتصالات.

الدول الإفريقية التي تمتلك أسواق تأمين متطورة، مثل جنوب إفريقيا والمغرب ومصر وكينيا، أظهرت قدرة أعلى على مواجهة الأزمات وتقليل الاعتماد على الديون الخارجية. وجود تغطية تأمينية شاملة للأفراد والمشروعات الصغيرة والمتوسطة يساهم في حماية الدخل المحلي، ويقلل الحاجة إلى الاقتراض الطارئ عند وقوع الكوارث أو الأزمات.

تشير الدراسات إلى أن كل زيادة بمعدل 1% في حجم أقساط التأمين كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي يمكن أن ترفع معدل النمو الاقتصادي بمقدار من 0.4% إلى 0.6%، مما يبرز الدور التنموي الحقيقي لهذا القطاع.

الوضع التأميني في القارة الإفريقية

رغم النمو الملحوظ في بعض الأسواق، ما زال معدل اختراق التأمين في إفريقيا متدنّيًا مقارنةً بالمعدلات العالمية، حيث لا يتجاوز متوسط مساهمة التأمين 3% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين يبلغ المتوسط العالمي نحو 7%.

يعود ذلك إلى عدة عوامل متداخلة، من أبرزها: انخفاض الوعي التأميني، ارتفاع معدلات الفقر، نقص البيانات الدقيقة، ومحدودية الابتكار في تصميم المنتجات وضعف الانتشار الرقمي. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تطورًا لافتًا في استخدام التكنولوجيا التأمينية، حيث بدأت العديد من الشركات في تقديم حلول رقمية مبسطة للوصول إلى العملاء عبر الهواتف المحمولة.

التحول نحو التأمين المستدام

التحول نحو التأمين المستدام يربط بين الخدمات التأمينية وأهداف التنمية المستدامة. أصبحت شركات التأمين حريصة على دمج مبادئ البيئة والمجتمع والحوكمة ضمن عملياتها الاستثمارية وتغطياتها، مثل دعم مشاريع الطاقة النظيفة، وتشجيع الشركات على تبني سياسات صديقة للبيئة، والمساهمة في إدارة الكوارث بطريقة أكثر استدامة.

الدور الاقتصادي والاجتماعي للتأمين في التنمية الإفريقية

صناعة التأمين ليست مجرد نشاط مالي، بل هي أحد أعمدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة. التأمين يخلق الثقة في بيئة الأعمال، ويشجع على الاستثمار المحلي والأجنبي، ويعزز قدرة الحكومات على إدارة المخاطر والأزمات دون اللجوء إلى الديون الطارئة أو المساعدات الخارجية.

الدول التي تمتلك نظم تأمين قوية ومستقرة قادرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية بشكل أفضل. شركات التأمين توفّر السيولة الفورية لتعويض المتضررين عند وقوع كارثة طبيعية أو أزمة مالية، مما يمنع انهيار النشاط الاقتصادي أو اضطرار الدولة إلى زيادة الاقتراض.

التأمين متناهي الصغر يمثل وسيلة فعالة لدمج الفئات محدودة الدخل والعاملين في الاقتصاد غير الرسمي داخل المنظومة المالية، مما يساهم في الحد من الفقر، وتحسين مستوى المعيشة، وتمكين المرأة اقتصاديًا.

دور التأمين في دعم قطاع الأعمال والاستثمار

تُعد المشروعات الصغيرة والمتوسطة العمود الفقري للاقتصاد الإفريقي. توفير تغطيات تأمينية مناسبة لهذه الفئة يساهم في استقرار هذه المشروعات واستمراريتها. وثائق تأمين الائتمان التجاري تساعد في حماية المصدرين من مخاطر عدم السداد عند التعامل مع أسواق جديدة.

يدعم التأمين عملية التمويل والاستثمار، إذ يمنح البنوك الثقة في تمويل المشروعات المغطاة تأمينيًا، ويُشجع المستثمرين المحليين والدوليين على المشاركة في مشروعات البنية التحتية والطاقة.

التمويل طويل الأجل ودور شركات التأمين كمستثمر مؤسسي

شركات التأمين تمتلك أصولًا مالية ضخمة على المدى الطويل، مما يجعلها مصدرًا مهمًا لتمويل المشروعات الكبرى التي تحتاج إلى تدفقات نقدية مستقرة وطويلة الأمد مثل مشروعات الطاقة والنقل والإسكان.

يمكن لشركات التأمين أن تكون شريكًا فاعلًا في دعم خطط التنمية المستدامة، من خلال الاستثمار في السندات الخضراء والبنية التحتية المستدامة، والمشاركة في الصناديق الاستثمارية المخصصة للمشروعات العامة والخاصة.

تعزيز القدرة على مواجهة الكوارث والمخاطر المناخية

مع ارتفاع حجم الخسائر الناتجة عن الكوارث الطبيعية، يجب البحث عن حلول مالية مبتكرة. التأمين البارامتري، الذي يقدم تعويضات فورية عند تحقق مؤشرات محددة مسبقًا، يمكن أن يكون حلاً فعالاً لحماية المزارعين والحكومة من تكاليف الطوارئ.

التحديات التي تواجه قطاع التأمين في إفريقيا

يواجه قطاع التأمين في إفريقيا مجموعة من التحديات البنيوية والتنظيمية التي تعوق النمو وتحد من الوصول إلى الفئات غير المغطاة تأمينيًا، مثل: انخفاض الوعي التأميني، نقص البيانات الدقيقة والمحدثة، تحديات التنظيم والرقابة، نقص الكفاءات البشرية، ومحدودية القنوات الرقمية.

الفرص المستقبلية أمام قطاع التأمين الإفريقي

تُعد القارة الإفريقية من أكثر الأسواق الواعدة عالميًا في مجال التأمين، حيث لا يتجاوز معدل اختراق التأمين 3% من الناتج

أخبار ذات صلة

«مصرف أبوظبي الإسلامي – مصر» يحصد لقب أفضل مؤسسة مالية إسلامية من «جلوبال فاينانس»

شروط الحصول على قرض مبادرة مستورة 2025 رسميًا من بنك ناصر

MDP”إم دي بي” تدعم تطبيقًا رقميًا جديدًا لبنك AGB بعد نجاح بطاقة فيزا للخصم المباشر

بنك القاهرة يُتوج بجائزة “أفضل بنك في معاملات الصرف الأجنبي في مصر لعام 2025” من مجلة World Economic Magazine

بروتوكول تعاون بين “صندوق الإسكان الاجتماعي” و”بنك أبوظبي الأول مصر”

أسعار العملات في مصر اليوم الأحد

أسعار الدولار في مصر اليوم الأحد

أسعار الفائدة الجديدة لقروض التمويل العقاري بعد قرارات البنك المركزي

آخر الأخبار
وزير الإسكان يستقبل مفتي الجمهورية لبحث تخصيص مقرات لدار الإفتاء في المدن الجديدة «مصرف أبوظبي الإسلامي – مصر» يحصد لقب أفضل مؤسسة مالية إسلامية من «جلوبال فاينانس» الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من رئيس وزراء مملكة النرويج البورصة تربح 26 مليار جنيه بختام تعاملات اليوم الأحد مسرحية "تُطبّق العروض والأحلام" على خشبة مسرح مكتبة مصر الجديدة ماس رحيم .. تطلق أولى أغنيات ألبومها الجديد "ضيعتنى" شروط الحصول على قرض مبادرة مستورة 2025 رسميًا من بنك ناصر تفاصيل مشروع saudi landbridge project رسميًا وأهدافه الاستراتيجية رابط منصة الشهادات العامة 2025 الرسمي للتسجيل والاستعلام مواصفات سيارة تويوتا RAV4 2025 رسميًا من تويوتا في أحدث إصدار تفاصيل كراسة شروط بيتك في مصر رسميًا من وزارة الإسكان الرئيس السيسي: «دعم الوقود بالسلف والجنيه اللى بحطه بيترد جنيه وفوائد وأقساط» رئيس الوزراء يلتقى رئيس مجلس إدارة مجموعة أروجلو القابضة العالمية لبحث التعاون في إدارة وتشغيل عدد م... فريق القيادة الجديد يطلق مرحلة جديدة من التميّز في فندق الخالدية بالاس دبي من الريـاض إلى البندقية.. "نور الرياض" ينطلق اليوم ليفتح آفاقًا جديدة للفن السعودي عالميًّا البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يوقع اتفاقيتين دعمًا للاستقرار والتنمية في الجمهورية اليمنية الوحوش تنطلق في ساحات القتال: ببجي موبايل تتعاون مع داينج لايت لتجربة لعب استثنائية تحويل مبنى عمر أفندى بشارع عبد العزيز إلى فندق سياحى دينا فؤاد: فخورة بالمشاركة في الندوة التثقيفية احتفالًا بانتصارات أكتوبر رئيس الوزراء يستعرض مع وزير قطاع الأعمال الفرص الاستثمارية المتوافرة في قطاع السياحة