في إطار التحضيرات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير، أحد أبرز الأحداث الثقافية في العالم خلال السنوات الأخيرة، كشفت وزارة السياحة والآثار عن تفاصيل الدعوة الرسمية الخاصة بالاحتفالية الكبرى، والتي جاءت بتصميم فني استثنائي يجمع بين الأصالة المصرية القديمة والرؤية المعاصرة في التوثيق الجمالي للحضارة الفرعونية.
وأوضحت الوزارة أن الدعوة لم تُصمم كوثيقة بروتوكولية تقليدية، بل كقطعة فنية تذكارية فريدة تعكس جوهر المتحف وروحه، حيث تم اختيار التابوت الذهبي للملك توت عنخ آمون ليكون المحور الأساسي في تصميمها، باعتباره رمزًا خالدًا لعظمة الفن المصري القديم وأحد أهم مقتنيات المتحف التي طال انتظار عرضها أمام الجمهور في أضخم تجمع حضاري مخصص لحضارة واحدة في العالم.
أُنجزت الدعوة بتصميم وتنفيذ مصري خالص من خلال شركة كنوز مصر للنماذج الأثرية، تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، لتجسد الجمال الفني لمقتنيات الملك الشاب داخل المتحف وتوثق لحظة تاريخية تُسجل في الذاكرة الوطنية.
وأكد شريف فتحي وزير السياحة والآثار أن فكرة الدعوة تتجاوز كونها بطاقة حضور، فهي هدية تذكارية من مصر للعالم، تمثل روح الإبداع التي ميّزت الفنان المصري القديم، وتعبر عن رسالة ثقافية تتصل بجذور التاريخ وتمتد نحو المستقبل.
وأضاف الوزير أن الاحتفالية المرتقبة ستشكل لحظة فاصلة في المشهد الثقافي العالمي، إذ يجتمع فيها الفن والعلم والهوية الوطنية في مشهد مهيب يعكس قدرة المصريين على تحويل التراث إلى مصدر إلهام دائم.
مشيرًا إلى أن تصميم الدعوة جاء ليحمل هذه الفلسفة، في قطعة يمكن الاحتفاظ بها كتذكار للأجيال القادمة، تأكيدًا على أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أثري، بل مشروع حضاري يروي عبقرية الإنسان المصري منذ فجر التاريخ.
من جانبه، أوضح اللواء هشام شعراوي، رئيس مجلس إدارة شركة كنوز مصر للنماذج الأثرية، أن عملية تصميم الدعوة مرّت بعدة مراحل دقيقة امتدت على مدار أسابيع، بدأت من قسم النحت الذي تولّى فنّانوه تجسيد الرموز والزخارف والكتابات الهيروغليفية بدقة تحاكي النسخة الأصلية، ثم انتقلت إلى مراحل الاستنساخ والتذهيب والتلوين، قبل أن تُغلّف الدعوة من الداخل بقماش المخمل الفاخر، لتظهر في صورتها النهائية التي تليق بعظمة المناسبة ومكانة المتحف كأكبر مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين.
أما عن جدول الحضور الرسمي، فقد أكدت مصادر بالوزارة أن الاحتفال سيشهد مشاركة رفيعة المستوى تضم رؤساء وملوك دول وشخصيات ثقافية بارزة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب قيادات الدولة المصرية وعدد من الوزراء والسفراء، مما يعكس مكانة مصر كمركز حضاري عالمي.
كما سيتضمن الحفل عروضًا فنية راقية تروي تاريخ مصر عبر مشاهد موسيقية واستعراضية تجسد مراحل تطور الحضارة المصرية، في حدث يُتوقع أن يُبهر العالم بتفاصيله وتنظيمه الفريد.







