فازت جامعة ستافنجر النرويجية بجائزة الصحة والعافية للطاقة البشرية في أبوظبي بقيمة مليون دولار أمريكي ، وهي أول جائزة عالمية من نوعها في قطاع الطاقة، وذلك تقديرًا لابتكارها في مجال الطب عن بُعد القادر على إحداث نقلة نوعية في رعاية العاملين في أماكن العمل النائية أو المعزولة، مثل منصات النفط، ويوفر هذا الابتكار خبرة طبية آنية للعاملين في قطاع الطاقة البحرية والنائية، مما يُعيد تعريف مستقبل الصحة والسلامة في مكان العمل.
جاء ذلك خلال حفل رسمي أقيم على هامش فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك)، الذي يُقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، “حفظه الله”، حيث سلم معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ “أدنوك”، ومجموعة شركاتها الجائزة إلى الجامعة.
تُعدّ جائزة الصحة والعافية في مجال الطاقة البشرية، التي أطلقتها شركتا ريسبونس بلس القابضة (RPM) وبرجيل القابضة بدعم من بروميثيوس ميديكال إنترناشيونال، أول وأرفع جائزة في العالم تُكرّس لتحسين صحة ورفاهية القوى العاملة في قطاع الطاقة.
وتتيح المبادرة الفائزة لجامعة ستافنجر بالتعاون مع شركة إكوينور، إحدى كبرى الشركات العالمية العاملة في مجال التشغيل البحري، للأطباء والعاملين في القطاع الصحي بالمناطق النائية تنفيذ عمليات التصوير التشخيصي في الوقت الحقيقي، تحت إشراف مباشر من خبراء متخصصين يتابعون الإجراء عن بُعد.
في واحدة من أكثر البيئات ضغطًا في العالم، يُتيح هذا الابتكار إمكانية الوصول الفوري إلى الرعاية الحرجة، مما يُسهم في تحسين رعاية المرضى.
وأظهرت الأبحاث حتى الآن أن الممرضات العاملات في الخارج، ممن يفتقرن إلى خبرة سابقة في الموجات فوق الصوتية، قادرات على إجراء فحوصات تشخيصية عالية الجودة بنجاح باستخدام التوجيه عن بُعد. وقد أظهر التطبيق المبكر في الخارج أن التوجيه عن بُعد يؤثر باستمرار على القرارات الطبية، مما يدعم تخطيطًا أكثر أمانًا ودقة للعلاج والإخلاء، وفقًا لنينا هجيرتفيكريم، الباحثة الرئيسية في المشروع بجامعة إلينوي-سانت، ومن خلال دمج هذه المعرفة في برنامج تعليمي رسمي، تهدف جامعة إلينوي-سانت إلى تزويد العاملين الصحيين في الخارج بمجموعة مهارات فريدة: القدرة على الجمع بين الموجات فوق الصوتية بجانب المريض والدعم الفني الفوري.
وتعكس المبادرات التي تم تكريمها ضمن جائزة الصحة والعافية للطاقة البشرية فعالية كبيرة في التصدي لهذه التحديات، من خلال طرح حلولٍ علمية قابلة للتطبيق على نطاقٍ واسع، تشمل العمليات البحرية، والمواقع الصناعية الكبرى، والمشاريع العامة في عدّة قارات.
وقال الدكتور شمشير فاياليل، المؤسس ورئيس مجلس إدارة برجيل القابضة ومؤسس ريسبونس بلس القابضة: “يتجاوز رفاه الموظفين حدود الالتزام المؤسسي، فهو استراتيجية تنموية متكاملة. إن المبادرات التي تم تكريمها اليوم تُثبت أن الاستثمار في رأس المال البشري يُسهم مباشرة في تعزيز مستويات الإنتاجية والاستدامة والابتكار. وفي هذا السياق، أتوجه بأحرّ التهاني إلى الجهات الفائزة التي نجحت في الوصول إلى عشرات الآلاف من موظفي قطاع الطاقة، من خلال توفير حلول علمية قابلة للتطبيق، من شأنها إرساء معايير جديدة في القطاع”.
ومن جهته، قال عمران الخوري، رئيس مجلس إدارة ريسبونس بلس القابضة: “إن حجم التأثير وتنوعه الذي تعكسه مبادرات الفائزين بجائزة الصحة والعافية للطاقة البشرية هو إنجازٌ استثنائي. فمن أطر حوكمة متقدمة للصحة النفسية تخدم الآلاف، إلى تقنيات تشخيص عن بُعد تُحدث تحولاً في الرعاية الصحية بالمواقع البحرية، مروراً ببرامج رفاه شاملة مدمجة في العمليات اليومية، تثبت هذه المبادرات أن صحة الإنسان والتميّز المؤسسي وجهان لعملة واحدة؛ إنها مستقبل قطاع الطاقة”.
رفاهية الإنسان كميزة تنافسية جديدة
وشهد الحفل تكريم شركتي هندوستان بتروليوم كوربوريشن ليمتد الهندية، ومجموعة إن إم دي سي الإماراتية، بمنحهما جوائز في فئات الإشادة العالية، اعترافاً بمساعيهما الحثيثة للنهوض بمستويات الصحة وجودة الحياة في أماكن العمل، وحازت شركة هندوستان بتروليوم كوربوريشن ليمتد على الجائزة لكونها أول جهة في قطاع الطاقة الهندي تُطلِق مبادرة علمية متكاملة تُعنى بالصحة النفسية في بيئة العمل. وقد شملت هذه المبادرة استبياناً لآراء أكثر من 4,400 موظف، كما تضمنت تنفيذ تدخلات دقيقة وموجهة بالتعاون مع المعهد الوطني للصحة العقلية والعلوم العصبية.
وفازت مجموعة إن إم دي سي بجائزة ضمن فئة التميز، تقديراً لإطارها الشامل في مجال الرفاه الصحي الذي شمل أكثر من 10,000 موظف، حيث دمجت المجموعة بين الفحوص السريرية وبرامج الدعم النفسي المبني على الأدلة العلمية، إلى جانب إقامة حملات صحية متواصلة طوال العام في مختلف مواقعها التشغيلية.
تتوافق جائزة الطاقة البشرية تمامًا مع رؤية الإمارات 2031 والاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، اللتين تدعوان إلى دمج الرفاهية في جميع جوانب التنمية الوطنية. لكنها تخدم أيضًا غرضًا أكبر: وضع معيار عالمي جديد للابتكار الذي يركز على الإنسان
استقطبت الجائزة أكثر من 100 مشاركة من جميع أنحاء العالم، وتم تقييمها بناءً على خمسة معايير: التأثير على صحة الموظفين ورفاهيتهم، والابتكار والتفرد، والنهج الشامل، وإشراك الموظفين ومشاركتهم، والاستدامة برؤية بعيدة المدى.







