الأسواق الأمريكية
تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX) بنسبة 1.17% في جلسة الأمس، مسجلاً أكبر انخفاض له منذ 10 أكتوبر. ومنذ بلوغه ذروته الأخيرة في 29 أكتوبر، خسر المؤشر نحو 2.18%.
وجاء هذا التراجع مدفوعاً بشكل أساسي بانخفاض سهم بالانتير (Palantir)، الذي هبط رغم تحقيق الشركة أرباحاً قوية، بعد أن أبدى المستثمرون قلقاً من ارتفاع تقييم السهم الذي يتداول عند مضاعف ربحية مستقبلي يبلغ نحو 217 مرة. كما تراجعت المعنويات تجاه أسهم أشباه الموصلات عالمياً.
من الناحية الأساسية، يمكن تفسير عمليات البيع بعدة عوامل، أبرزها الشكوك حول ما إذا كانت الأسعار تعكس فعلاً الأساسيات الاقتصادية، خصوصاً مع تقييم «بالانتير» المبالغ فيه، ما دفع السهم للهبوط بنسبة 8%. كما تراجعت سعة السوق إلى 1.1 — وهو أدنى مستوى منذ عام 2003 — مما يشير إلى أن المكاسب في المؤشرات مدفوعة بعدد محدود من الأسهم فقط.
ومع دخول الإغلاق الحكومي الأمريكي يومه السادس والثلاثين، بدأت الضغوط تظهر بوضوح على الأسهم، خصوصاً بعد تحذيرات وول ستريت من أن تجاوز الإغلاق شهراً سيبدأ في التأثير السلبي على الأسواق.
تضاربت أيضاً إشارات مجلس الاحتياطي الفدرالي، حيث صعّب غياب البيانات الاقتصادية الجديدة من تقييم مسار الاقتصاد. حتى سهم إيه إم دي (AMD)، الذي تفوق على تقديرات الأرباح والإيرادات بنسبة 3% و6% على التوالي، خسر نحو 3% وسط موجة البيع الواسعة.
من الناحية الفنية، يتداول مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الآن دون متوسطه المتحرك لـ9 أيام (SMA) عند 6,771 نقطة. وعلى الرسم البياني لأربع ساعات، كسر المؤشر خط اتجاه صاعد يربط قيعان 14 و22 أكتوبر و3 نوفمبر.
ورغم ظهور شمعة المطرقة في 3 نوفمبر، فشل المؤشر في الحفاظ على دعم 6,831 نقطة. ويراقب المستثمرون الآن المتوسط المتحرك لـ50 يوماً عند 6,652 نقطة، إذ قد يؤدي كسر هذا المستوى إلى تعزيز الزخم البيعي. أما من الجانب الصعودي، فيبرز
مستوى 6,880 نقطة كمقاومة رئيسية فشل المؤشر في تجاوزها في وقت سابق هذا الأسبوع.
النفط الخام
تراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 1% لتغلق عند 60.63 دولار للبرميل في جلسة الأمس، بعد بيانات معهد البترول الأمريكي (API) التي أظهرت زيادة غير متوقعة قدرها 6.5 ملايين برميل في المخزونات الأمريكية.
وفي جلسة اليوم الآسيوية المبكرة، استقرت الأسعار تقريباً مع ارتفاع طفيف بنسبة 0.05% إلى 60.67 دولار.
تأثرت معنويات المستثمرين في السلع سلباً بقوة الدولار الأمريكي وبتراجع شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.
ومن جانب الطلب، لا يزال ضعف النشاط الصناعي في آسيا وتراجع معدلات تشغيل المصافي يشكلان عقبة أمام توقعات الاستهلاك.
ورغم استمرار شكوك المتداولين في قدرة انضباط الإمدادات وحده على تعويض ضعف الزخم الطلب، فإن إعلان أوبك+ نيتها زيادة طفيفة في الإنتاج خلال ديسمبر قبل التوقف عن الزيادات مطلع 2026 يشير إلى جهود جماعية لاستقرار الأسواق.
وينتظر المستثمرون اليوم تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) لتأكيد الزيادة الكبيرة في المخزونات؛ إذ إن أي ارتفاع إضافي في البيانات الرسمية قد يعزز المزاج السلبي ويدفع أسعار النفط إلى مزيد من الهبوط.
فنياً، يمثل المتوسط المتحرك لـ9 أيام عند 61.03 دولار مستوى المقاومة الرئيس للخام الأمريكي، مع وجود دعم قوي عند 60 دولار.
أما خام برنت فيتحرك ضمن نطاق بين دعم عند المتوسط المتحرك لـ20 يوماً عند 63.4 دولار ومقاومة عند المتوسط المتحرك لـ50 يوماً عند 65.4 دولار.
الذهب والفضة
يتحرك الذهب في نطاق عرضي بين 3,886 و4,028 دولار خلال الجلسات الأخيرة، منتظراً محفزات جديدة لتحديد اتجاهه المقبل.
وقد تعرض المعدن الثمين لضغوط بسبب أطول موجة ارتفاع للدولار الأمريكي منذ يوليو، بعد أن أظهر الاحتياطي الفدرالي حذراً أكبر من توقعات الأسواق بشأن تنفيذ خفض إضافي للفائدة في ديسمبر.
تشير الأسواق إلى احتمال بنسبة ثلثين تقريباً لتنفيذ خفض بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، بانخفاض عن التقديرات قبل أسبوعين.
كما ألغت الصين مؤخراً إعفاءً ضريبياً على بعض تجار التجزئة، ما قد يؤثر سلباً على الطلب على الذهب.
نتيجة لذلك، واصل الذهب تحركه ضمن نطاق تداول محدود، مسجلاً ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.85% ليصل إلى 3,965 دولار للأونصة، وذلك بعدما فقدت الأسهم العالمية مكاسبها يوم الأربعاء تحت ضغط المخاوف المتعلقة بارتفاع تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي.
ورغم هذا التراجع القصير، لا يزال الذهب مرتفعاً نحو 50% منذ بداية العام. وتُعد التصحيحات السعرية من هذا النوع طبيعية وصحية بعد موجة صعود قوية.
ولا تزال العوامل الأساسية الداعمة للذهب — مثل مشتريات البنوك المركزية والطلب القوي من المستثمرين الأفراد — قائمة، وقد تدفع الأسعار إلى مستويات أعلى على المدى الطويل.
أما على المدى القصير، فمن المتوقع استمرار التداول بين 3,800 و4,050 دولار.
من الناحية الفنية، يتداول الذهب حالياً عند 3,965 دولار، مع دعم فوري عند 3,916 دولار — وهو المستوى الذي أوقف الهبوط في أواخر أكتوبر — وكسر هذا الدعم قد يدفع السعر لاختبار المتوسط المتحرك لـ50 يوماً عند 3,853 دولار.
أما المقاومة الأقرب فتقع عند 4,030 دولار، ويحتاج المعدن إلى تجاوز الترند الصاعد عند 4,085 دولار لاستئناف المسار الصعودي.
وبالنسبة للفضة، فقد ارتفعت بنسبة 1.04% إلى 47.66 دولار، مع وجود دعم عند المتوسط المتحرك لـ50 يوماً عند 45.96 دولار، وهو ما يتماشى تقريباً مع قيعان أواخر أكتوبر.
ويُتوقع أن يؤدي أي ارتداد من هذا المستوى إلى اختبار المقاومة الأولى عند 47.84 دولار ثم 49.53 دولار.
مؤشر الدولار الأمريكي
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.31% يوم الثلاثاء، مع تصاعد الخلافات داخل الاحتياطي الفدرالي بشأن احتمالات تنفيذ خفض إضافي للفائدة هذا العام. كما ساهمت حالة العزوف عن المخاطرة (Risk-Off) في الأسواق العالمية في تعزيز الطلب على الدولار كملاذ آمن.
واصل الدولار مكاسبه الممتدة من الأسبوع الماضي، عقب اجتماع الفدرالي الذي خُفضت فيه أسعار الفائدة كما كان متوقعاً. إلا أن تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، بأن خفضاً إضافياً في ديسمبر «ليس أمراً محسوماً»، حدّت من توقعات التيسير النقدي.
ومنذ ذلك الحين، أدت التصريحات المتباينة من مسؤولي الفدرالي إلى زيادة حالة عدم اليقين بشأن آفاق الاقتصاد، خصوصاً مع غياب البيانات الجديدة بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي.
ودفعت هذه التطورات مؤشر الدولار لتجاوز مستوى 100 لأول مرة منذ أوائل أغسطس. كما ارتفع الدولار أمام اليورو، ليتراجع زوج اليورو/دولار (EUR/USD) بنسبة 0.32%.
فنياً، يتداول المؤشر فوق المتوسطين المتحركين لـ9 و21 يوماً على الرسم اليومي، مما يعزز التوجه الصعودي.
كما يقترب مؤشر القوة النسبية (RSI) من مستوى 70، ما يعكس قوة الشراء الحالية.







