يقف برج القديس توما في مرسا سكالا اليوم شاهداً حيّاً على الإرث العريق للبحر المتوسّط، مستدعياً حقبةً استثنائية اضطلع فيها التجّار والمستكشفون وحماة السواحل بأدوار محورية في صياغة مرحلة من التاريخ اتّسمت بالطموح الإنساني، وحملت وعداً دائماً بالنماء والتواصل الثقافي بين الأمم.
دبي، الإمارات العربية المتحدة – 12 نوفمبر 2025: بعد سنوات من أعمال الترميم الدقيقة، أعيد فتح برج القديس توما أمام الزوّار. ويُعد هذا البرج التاريخي، الذي يعود إلى القرن السابع عشر ويقع في مرسا سكالا في مالطا، متحفاً بحرياً يعرض التراث البحري للجزيرة وعلاقتها المستمرة بالبحر عبر العصور.
وبفضل موقعه الفريد على الساحل الجنوبي لمالطا، يرحّب البرج اليوم بزوار من مختلف دول العالم، بما في ذلك المسافرون من دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة الأوسع، لاستكشاف فصلٍ من تاريخ البحر المتوسّط تلاقت فيه التجارة والملاحة والدفاع الساحلي ضمن روايةٍ مشتركة عن الشجاعة والارتباط الثقافي والمعرفي.
وقد جرى إحياء هذا المعلم التاريخي ضمن مشروع ترميم مشترك بقيمة 3.39 مليون يورو بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبقيادة هيئة الترويج السياحي في مالطا وبالتعاون مع مؤسسة ويرت أرتنا لصون التراث، ليتحوّل البرج إلى وجهة ثقافية حديثة تجمع بين التراث والابتكار والتجربة التفاعلية.
ومن خلال أساليب عرض رقمية وتجارب غامرة وسرد بصري متجدد، يتيح المتحف للزوّار من المنطقة اكتشاف جانبٍ جديد من مالطا التي لا تتوقف عن مفاجأة زوارها بروحها النابضة بالتجارب التاريخية والثقافية.
وقد بُني البرج أساساً عام 1614 على يد فرسان مالطا بهدف حماية السواحل من الهجمات البحرية. وشملت أعمال الترميم الأخيرة تقوية البنية الإنشائية، وإعادة تأهيل الأحجار التاريخية، وتحسين مسارات الوصول، وتركيب أنظمة طاقة مستدامة، ليكون البرج اليوم مهيأً لاستقبال الزوّار ضمن بيئة تتناغم فيها الأصالة وروح الاكتشاف.
ويمثّل برج القديس توما إضافة جديدة للعروض السياحية الموجّهة لزوّار الشرق الأوسط، خاصة العائلات والمسافرين الباحثين عن تجربة ثقافية ثريّة وممتعة في آن واحد.







