يشهد مؤشر DAX الألماني تراجعاً بعد اقترابه مؤخرًا من أعلى مستوياته، نتيجة عدة عوامل ضغطت على معنويات المستثمرين، أبرزها تزايد القلق بشأن آفاق النمو العالمي. ويظل الاقتصاد الألماني المعتمد على الصادرات عرضة لتراجع الطلب الخارجي، فيما لم تقدم البيانات الأخيرة تطمينات قوية. في الوقت نفسه، بدأت الضغوط المرتبطة بالتقييمات تظهر بعد موجة ارتفاع قوية، إذ لا تزال مضاعفات السعر إلى الأرباح للمؤشر مرتفعة مقارنة بالمعايير التاريخية.
من بين العوامل الأخرى التي تؤثر سلبًا على المؤشر: المخاطر المتزايدة المرتبطة بالسياسات والصدمات الخارجية، بما في ذلك التوترات التجارية والجيوسياسية والمخاوف من انعكاس سياسات البنوك المركزية. الشركات الصناعية وشركات السيارات الألمانية، التي تشكل جزءًا كبيرًا من المؤشر، حساسة للتقلبات في سلاسل الإمداد العالمية وضعف الطلب الصناعي العالمي وتذبذب العملات، ما يجعل المؤشر أكثر عرضة من غيره في أوروبا عند تراجع شهية المخاطرة.
من الناحية الفنية، يبدو السوق في مرحلة تصحيحية، إذ انخفض المؤشر دون مستوى الدعم طويل الأجل عند 23,300 بعد تراجع بأكثر من 6.5% منذ قمته في أكتوبر. كما وصل مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى أدنى مستوى له منذ تراجعات أبريل، ما يشير إلى ترسخ الميل البيعي على المدى القصير. المستوى التالي للدعم قد يكون عند 23,030 قبل أن يهبط المؤشر دون 23,000 لأول مرة منذ مايو.
بشكل عام، يتبنى المستثمرون في مؤشر DAX نهجًا أكثر حذرًا، متأثرين بتغير المعنويات في الأسواق العالمية مع تطورات الاقتصاد العالمي وتوقعات أسعار الفائدة. وستعتمد التحركات المقبلة للمؤشر على عدة عوامل، منها وضوح بيانات النمو في ألمانيا ومنطقة اليورو، أي تغييرات في سياسة الاحتياطي الفيدرالي، ومستوى الطلب العالمي خاصة من الصين والولايات المتحدة. وحتى تتحسن هذه المؤشرات بشكل واضح، يبقى خطر استمرار الضغط على المؤشر قائمًا، مع احتمال بقائه في نطاق محدود أو تراجعه أكثر.







