استضافت أكاديمية مانيبال للتعليم العالي في دبي حفل التخرج السنوي لطلبتها يومي 14 و15 نوفمبر 2025، في فندق جيه دبليو ماريوت ماركيز بدبي. وشهد الحفل، الذي أقيم على مدار يومين، تخريج 722 طالباً وطالبة ضمن 43 دفعة موزعة على 39 برنامجاً دراسياً، ليرتفع عدد خريجي شبكة الأكاديمية إلى أكثر من عشرة آلاف خريج.
واكتسب حفل التخرج لهذا العام أهمية خاصة لتزامنه مع الاحتفالات بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيس أكاديمية مانيبال للتعليم العالي في دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وخلال مسيرتها الممتدة على مدى ربع قرن، نجحت الأكاديمية في ترسيخ حضورها كمؤسسة بارزة للتعليم العالي في المنطقة، مستندة إلى سجلّ حافل بالنمو والتطور. وتحظى الأكاديمية بترخيص من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقدم برامج معتمدة من هيئة الاعتماد الأكاديمي (CAA) ضمن مجموعة واسعة من التخصصات تشمل الهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، وإدارة الأعمال، وعلوم الحياة، والهندسة المعمارية، والتصميم، والفنون الحرة، والتجارة. وقد أسهم التزام الأكاديمية بالجودة الأكاديمية والابتكار في ترسيخ مكانتها كإحدى الجامعات المرموقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وحضر حفل التخرج نخبة من كبار الشخصيات ورواد القطاع. وشهد اليوم الأول كلمات ألقاها كل من سعادة السيد ساتيش كومار سيفان، القنصل العام للهند في دبي والإمارات الشمالية، والدكتورة شانيلا لايجو (الرئيسة التنفيذية لمجموعة مستشفيات ومراكز ميدكير الطبية)، والسيد برنارد مارتيريس (الرئيس التنفيذي للثقافة وعضو مجلس الإدارة التنفيذي في شركة في إف إس جلوبال). وتضمن اليوم الثاني كلمة رئيسية للأستاذ الدكتور جي. جاياكومار، نائب رئيس كلية مانيبال الجامعية في ماليزيا. كما شهد الحفل حضور السيد ساثار الكرن مؤسس (ART UAE & Forestification)، إلى جانب كبار قيادات أكاديمية مانيبال للتعليم العالي، ومنهم الفريق الدكتور إم. دي. فينكاتيش، نائب رئيس أكاديمية مانيبال للتعليم العالي؛ والدكتور سودهيندرا شامانا، نائب رئيس أكاديمية مانيبال للتعليم العالي في دبي؛ والسيد نيرانجان جاياكومار، الرئيس التنفيذي لشركة مانيبال للتعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ورئيس الأعمال الدولية، بالإضافة إلى ممثلين من كلية مانيبال الجامعية في ماليزيا.
في كلمته خلال الحفل، هنأ الدكتور سودهيندرا شامانا، نائب رئيس أكاديمية مانيبال للتعليم العالي في دبي، الخريجين، مشيداً بأهمية هذه المناسبة وما تمثله من محطة بارزة في مسيرة الأكاديمية. وقال: يتمحور الفصل المقبل لأكاديمية مانيبال للتعليم العالي في دبي حول تخريج كوادر لا تكتفي بالتكيف لمواكبة التطور التغيير، بل تقود مساراته. ومع احتفالنا بالذكرى السنوية الـ 25 عام على تأسيسنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، نؤكد مواصلة التزامنا برعاية المفكرين والمبدعين القادرين على المساهمة في صياغة اقتصاد المعرفة في المنطقة. تركيزنا واضح يتمثل في تعزيز التكامل مع القطاعات والاستثمار في البرامج التي تستشرف المستقبل، وإزالة العوائق المالية التي قد تحدّ من انطلاقة المواهب. يجب أن يشعر كل طالب يغادر حرمنا الجامعي بأنه قادر على تحقيق قيمة حقيقية، سواء في قطاع الأعمال أو البحث العلمي أو الخدمة العامة أو أي مسار آخر”.
واستهل معالي السيد ساتيش كومار سيفان كلمته بالتأكيد على متانة الروابط التي تجمع الهند بدولة الإمارات العربية المتحدة، واصفًا إياها بالشراكة القائمة على الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة والتعاون المتواصل. وتناول امتداد هذا التعاون ليشمل مجالات التكنولوجيا واستكشاف الفضاء، وصولاً إلى قطاع التعليم الذي يحظى بأهمية خاصة. وأشار معاليه إلى أن التعليم يفتح آفاقاً واسعة أمام الشباب ويُسهم في تعميق التفاهم بين البلدين، مبيناً أن دولة الإمارات رسخت مكانتها الدولية في هذا القطاع، مستقطبة طلاباً من مختلف أنحاء العالم، وفي مقدمتهم الهند. كما أوضح أن التفوق الذي حققته الدولة في مجال التعليم يعود إلى التزامها المستمر بمعايير الجودة والتميّز، والذي وشكل الأساس المتين لهذا النجاح المتواصل.
وأكدت الدكتورة شانيلا لايجو، بصفتها إحدى خريجات الجامعة، أن العودة إلى جامعتها لا تمثل زيارة اعتيادية، بل لحظة تحمل في طياتها مشاعر راسخة وذكريات مؤثرة. وأعربت عن تقديرها العميق للتكريم الذي حظيت به وهي تخاطب الحضور، موجّهة شكرها لإدارة أكاديمية مانيبال للتعليم العالي على هذه الفرصة، وعلى جهودها في تمكين جيل جديد من الطاقات الواعية والمؤهلة والقادرة على إحداث أثر إيجابي في مجتمعاتها. وذكّرت الخريجين بأنهم، وهم يرتدون قبعات التخرج وعباءاته، يجسّدون مسيرة تراكمت فيها قيم راسخة وتجارب صقلت شخصياتهم وشكلت ملامح رحلتهم المعرفية. واختتمت كلمتها بالتشديد على أن التعلم يظل مسار طويل لا يقف عند حدود التخرج، بل يستمر بوصفه رحلة دائمة، وصولًا إلى أسمى ما يمكن للإنسان أن يبلغه في حياته المهنية والشخصية.
وقدمت أكاديمية مانيبال للتعليم العالي في دبي جوائز الدكتور رامداس م. باي للتميز الأكاديمي والمساهمة المتميزة، والتي تكرم الإنجازات الاستثنائية التي حققها الطلبة خلال مسيرتهم الأكاديمية. وقد نالت سونيدهي برافين بولار جائزة التميز الأكاديمي، وهي أعلى وسام شرف في الحفل. كما تم منح ثمانية خريجين جوائز المساهمة المتميزة تقديراً لإسهامهم البارز في مدارسهم، وهم: سريا بينو، وأسواتي ب. ك، وزينة أحمد، وفيشواناث كودفا، وأمينة سيد، وآني آن مانو، وفايشالي أوم براكاش، وضياء نعمة الله خان. وجرى كذلك تكريم ديفانش كريبالاني لمساهمته المتميزة في الفعاليات الثقافية، ويوفراج باروا لتميّزه في المجال الرياضي.
في كلمته، استعاد السيد برنارد مارتيريس ذكرى ما تزال راسخة في وجدانه، مستشهداً بقول ج. ر. د. تاتا: “أود أن أتحدث إليكم ليس عمّا تعلّمتموه هنا، بل عن كيفية تطبيقكم لما تعلمتموه”. وأشار إلى أن هذه الكلمات تتجاوز حدود المعرفة الأكاديمية، لتلامس منظومة القيم التي نتمسك بها، والخيارات التي نقدم عليها، والطريقة التي نفعّل بها ما اكتسبناه من علم في تفاصيل حياتنا اليومية. وذكّر الحضور بأن جوهر التعلم الحقيقي لا يتجلى في حجم ما نعرفه، بل في أسلوب عيشنا، وطريقة قيادتنا، وكيفية تجسيدنا للقيم التي يسهم التعليم في ترسيخها وبناء رؤيتنا للعالم.
في اليوم الثاني، استعرض البروفيسور الدكتور جي جاياكومار ملامح رحلته الشخصية، مستشهدًا بمحطات تركت أثرًا عميقًا في مساره الأكاديمي والإنساني، ومقدّمًا خلاصة دروسٍ في النمو والثبات. وذكّر الخريجين بأن التعليم يتجاوز حدود الواجبات والاختبارات، ليرسخ القدرة على اتخاذ قرارات واعية ويغرس فيهم مفهوم العيش لتحقيق هدف معيّن، ويسهم في بناء شخصية أكثر نضجاً واتزاناً. أما رسالته الجوهرية، فتمثّلت في التأكيد على أن النجاح لا يرتبط بما يُنجزه المرء فحسب، بل بما يختار أن يكونه من قيم، وسلوك، ومسار يعبّر عن ذاته بأبهى صورة.
ومن بين الطلبة الحاصلين على أعلى الدرجات في برامجهم الأكاديمية تألق كل من سماح ثيكي فاتيام فيتيل، وسانا فاطمة جي، وحفصة بيند أشرف، وأنكيثا شيبو، ورقية مصطفى سوياتوالا، وديفانش كريبالاني، وسوديكشا باندا، وهانا آن داني، وفيدهي هيتشكومار ثكار، وفاطمة محمد غديالي، ومشاعل أشفق، وأنتو جوزيف، ودارميندرا آر، ومحمد مشتاق إبراهيم خان، وكونال أشوك مولشانداني، ومحمد جافيد بهادور، وأوتام سينغ كاثيات، وسارا داني، وديليسيا جوزيف، وبورما أميرسوهيل سيد أحمد، وتلاسيلا سانديب.
وأكدت الطالبة سونيدهي برافين بولار، الحاصلة على جائزة التميز الأكاديمي، أن دراستها في أكاديمية مانيبال للتعليم العالي في دبي قد أسهمت في تغيير نظرتها إلى نفسها وإمكاناتها بصورة واضحة، مشيرةً إلى أن التشجيع المستمر من أساتذتها ودعم عائلتها كان لهما دور أساسي في نجاحها وتألقها في مسيرتها الأكاديمية.
وأطلقت أكاديمية مانيبال للتعليم العالي في دبي برنامج منح “ماهيلا سارفا شيكشا أبهيان” عام 2015 بدعم من السفارة الهندية في دولة الإمارات العربية المتحدة، تأكيداً لالتزامها بدعم تعليم الفتيات كجزء من رسالتها الاجتماعية. وتتكلف المنحة بتمويل كامل لتعليم الفتيات الهنديات المتفوقات دون سن 21 عاماً، ممن حققن نسبة 80% فأكثر في الصف الثاني عشر ويحتجن إلى دعم مالي لمواصلة دراستهن. وحتى اليوم، استفادت 19 طالبة من هذه المبادرة، ما يعكس التزام الأكاديمية بتمكين الشابات عبر مسارات التعليم. وخلال حفل التخرج لهذا العام، تم تكريم ثلاث طالبات جديدات من الحاصلات على هذه المنحة، وهن أنجالي جيجو، وديفاناندانا أونيبولي ساجيثان، ومينها مريم.
وأعربت إحدى الطالبات الحاصلات على المنحة الدراسية عن امتنانها لهذه الفرصة، موضحة أن هذه المنحة “لا تقتصر على الدعم المالي فحسب، بل تعد تأكيداً على أن أحلامي ممكنة وقابلة للتحقق. وقد أسهم تركيز الأكاديمية على تمكين الشابات في تعزيز ثقتي بقدرتي على تحقيق طموحاتي، وأنا عازمة على الاستفادة من هذه الفرصة عبر العمل الجاد ورد الجميل للمجتمع”.







