حنيـــنٌ يبـــكي
غابَ الحبيبُ، وليلُ الحـــزنِ مُضطرِبُ
والقـــلبُ في وحشــةِ الأشـــواقِ يَلتَهِبُ
قد كنتَ وعدي، ولكنْ خِنتَ ما وَعَدَت
عينـــاكَ، يا وجعًــا في الــروحِ يَنسكِبُ
أهــديتُ قلبــيَ ، لا أرجــو ســـوى أمَلٍ
فصـــارَ يُسفَــحُ في أيّـــاميَ الطَّـــــرَبُ
كـــم كانَ دفـــؤكَ لـــي مــأوًى ألوذُ بهِ
فصـــارَ جُرحًــا على الأهـدابِ يَنتصِبُ
يــا مــن جعلــتَ سُكــوني نـــارَ أسئـلَةٍ
وفـي يقينــي تنــامَى الشـــكُّ يرتقـــبُ
علّمتَنــي أنَّ بعــضَ الحُــبِّ مَـذبَحَــــةٌ
وأنَّ مَــن صــدقــوا بالـــوُدِّ يَغتَـــرِبـــوا
مـــا عدتُ أرجو سوى صمتٍ يُؤانسُني
ففـي السّـكــوتِ بقايا الصبـــرِ تَنتحِبُ
قـد كــانَ حُبُّــكَ وَهمًــا فــيَّ يُبحرُني
ظنًّـــــا بأنـّي علـى شـــطِّ المنــى أَرِبُ
لـكنَّنــــي بعدمـــا أدمَيــــتَ أوردتـــي
صِـــرتُ التي مِن رمادِ الحلمِ تَحتَجِبُ
أدركـــتُ أنَّ الهـــــوى نـــارٌ بلا وطـــنٍ
تُبقي الرمادَ، ويَغفو في اللظى الحَطَبُ
فاصمـــتْ، فصوتُــكَ مــاضٍ لا يمرُّ بهِ
إلّا الحنيــنُ، وفــي أعماقــهِ العَطَــــبُ
قـد ضِعتُ فيكَ، ووجهُ الحلمِ مُنقَلِبٌ
والدمــعُ فـــي وجنتي والحُزنُ يَكتتبُ
واليــومَ أدرَكــتُ أنَّ الحُـــبَّ مَــأتمُـــهُ
إن خانَ وعدًا، وغابَ الصدقُ والسَّبَبُ
مـا عـــدتُ أرجــو سوى صمـتٍ أُحدّثُهُ
فالصمــتُ أصــدقُ من وعدٍ بهِ كَــذِبُ
إنّــي أحبّــكَ رغــمَ البُعــدِ، تَعرفُنـــي
فـــي كــلِّ جُــزءٍ صدىً يَبكِي ويَغتَرِبُ
الشاعرة / وفاء فلاح رزق حسن الضبة
فلسطين 🇵🇸







