يشهد القطاع المصرفي المصري خلال الفترة الحالية تنافسًا قويًا بين البنوك في تقديم منتجات ادخارية جديدة تستهدف جذب مدخرات الأفراد وسط تقلبات اقتصادية وارتفاع معدلات التضخم، وتبرز شهادة الادخار الرباعية ذات العائد التراكمي كواحدة من أبرز هذه الأدوات، لما تقدمه من عائد مرتفع يعد من بين الأفضل في السوق.
وتستهدف الشهادة العملاء الباحثين عن استثمار طويل الأجل يحقق لهم نموًا واضحًا في رأس المال مع ضمان الأمان الكامل الذي توفره الأوعية الادخارية البنكية.
تعتمد الشهادة الرباعية على نظام العائد التراكمي، حيث لا يتم صرف الفائدة بشكل دوري شهري أو ربع سنوي، بل تتراكم الفوائد طوال مدة الأربع سنوات ليحصل العميل على أصل المبلغ مضاعفًا تقريبًا عند الاستحقاق.
وتقدم الشهادة عائدًا نهائيًا يصل إلى 100% بنهاية المدة، وهو ما يعادل فائدة تراكمية سنوية تقارب 18.92%، وهي نسبة تجعلها من أعلى العوائد المتاحة حاليًا في المنتجات الادخارية طويلة الأجل داخل البنوك المصرية.
ويبلغ الحد الأدنى لشراء الشهادة 5000 جنيه مصري، مع إتاحة زيادتها بمضاعفات الألف جنيه، ما يجعلها منتجًا مناسبًا لشريحة واسعة من العملاء، سواء من صغار المدخرين أو الباحثين عن استثمار متوسط الحجم.
ويقتصر طرح الشهادة على الأفراد فقط دون الشركات، بهدف دعم توجه البنوك نحو تعزيز ثقافة الادخار لدى المواطنين.
وتتيح الشهادة للعميل إمكانية كسرها أو استرداد قيمتها بعد مرور ستة أشهر من تاريخ الإصدار، ولكن وفق ضوابط يحددها البنك المصدر، وعادة ما تتضمن نسب خصم من العائد المستحق لضمان عدم الإضرار بسياسات التسعير.
كما توفر البنوك إمكانية الحصول على تسهيلات ائتمانية بضمان الشهادة، سواء في شكل بطاقة ائتمان أو قرض شخصي، ما يعزز من مرونة استغلال العميل لأمواله خلال فترة ربط الشهادة.
ورغم أن الشهادة الرباعية ذات العائد التراكمي بنسبة 100% تُعد الأكثر جذبًا حاليًا، فإن السوق يشهد تنوعًا في المنتجات الأخرى التي قد تختلف تفاصيلها.
فبعض البنوك تقدم شهادات ذات عائد متغير في السنة الأولى قد يصل إلى 27% مع صرف دوري شهري أو ربع سنوي، بينما تقدم أخرى شهادات عائدها ثابت ولكن بنسب مختلفة حسب مدة الربط.
هذا التنوع يمنح العملاء فرصة اختيار المنتج الأنسب لاحتياجاتهم سواء كان الهدف تحقيق دخل ثابت أو تعظيم رأس المال على المدى الطويل.
ويُجمع خبراء الاقتصاد على أن توجه البنوك لطرح شهادات مرتفعة العائد يأتي في إطار جهودها لجذب السيولة المحلية والحد من الدولرة، إلى جانب دعم المدخرين في مواجهة ارتفاع الأسعار.
ومع ذلك، ينصح المتخصصون بضرورة دراسة كل شهادة قبل الشراء، وفهم شروط الاسترداد والعائد الفعلي السنوي، لأن الاختلافات بين الإصدارات قد تكون مؤثرة في العائد الحقيقي الذي يحصل عليه العميل في النهاية.
وتظل الشهادة الرباعية ذات العائد التراكمي واحدة من الخيارات القوية أمام المصريين الراغبين في استثمار آمن ومضمون، خاصة لأولئك الذين يفضلون تراكم الفائدة لتحقيق قيمة أكبر عند نهاية المدة، في ظل منافسة مصرفية تهدف إلى جذب أكبر قدر من المدخرات بعوائد متزايدة.









