تكبد “دويتشه بنك” أكبر بنوك ألمانيا، خسارة قدرها 1.6 مليار يورو (1.78 مليار دولار) في الربع الأخير من 2019، ليصل إجمالي الخسارة للعام بأكمله إلى 5.7 مليار يورو (6.3 مليار دولار)، في الوقت الذي يجتاز فيه البنك عملية إصلاح باهظة التكلفة.
وبحسب “الألمانية”، تعد هذه هي الخسارة الفصلية الثالثة على التوالي، والخامسة سنويا على التوالي لـ “دويتشه بنك”.
وتعد تلك النتائج أسوأ من التوقعات، حيث كان المحللون يتوقعون في المتوسط أن يتكبد البنك الألماني خسائر بقيمة مليار يورو في الربع الرابع وخمسة مليارات يورو للعام بالكامل.
وتختم تلك الأرقام عقدا مضطربا لـ”دويتشه”، الذي خسر إجمالا 15 مليار يورو على مدى الأعوام الخمسة الماضية، وهو ما يمحو ربحا بقيمة تسعة مليارات يورو حققه خلال الأعوام الخمسة السابقة، ونزل سعر السهم 82 في المائة خلال الأعوام العشرة الماضية.
وأعلن البنك أن إجمالي صافي الإيرادات لعام 2019 بلغ 23.2 مليار يورو، بتراجع 8 في المائة عن العام السابق، بينما ارتفع إجمالي النفقات 7 في المائة إلى أكثر من 25 مليار يورو لأسباب على رأسها إعادة الهيكلة.
ومن المرجح إجراء خفض كبير في حجم قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية في المجموعة، التي كبدتها مليارات الدولارات كغرامات بسبب التورط في ممارسات مخالفة للقواعد، ضمن إجراءات إعادة الهيكلة التي ينفذها كريستيان سيفينج الرئيس التنفيذي للبنك.
ومن المتوقع خفض عدد العاملين بدوام كامل في “دويتشه بنك” بمقدار 18 ألف موظف ليصل إلى 74 ألف موظف بنهاية 2022.
وأدت إجراءات خفض النفقات بالفعل إلى شطب أكثر من 4100 وظيفة بدوام كامل خلال 2019، ما جعل عدد العاملين يصل إلى 87597 موظفا.
وأعلن متحدث باسم المصرف الألماني أنه سيتم صرف مكافآت لمجلس الإدارة، رغم تسجيل خسائر بالمليارات، إلا أنه أوضح أن المكافآت ستكون نصف ما كانت عليه في العام السابق.
وأشار إلى أن كبار المديرين لن يحصلوا على المكافآت المرتبطة بالأداء الفردي، ومن المقرر أن يتقاضى المجلس مكافآت يصل إجماليها إلى 13 مليون يورو (14.3 مليون دولار).
وتستهدف خطة الرئيس التنفيذي للبنك، تركيز البنك بصورة أكبر على تقديم الخدمات المصرفية للشركات وبخاصة الشركات متوسطة الحجم في ألمانيا، والتي تقدم منتجات غير معروفة لكنها حيوية للصناعات الأخرى، وكذلك الشركات العائلية والمؤسسات الدولية، وتحدث سيفينج عن “تحول تاريخي” للمجموعة المصرفية.
في الوقت نفسه، يتمسك البنك الألماني بتوقعاته لتحقيق أرباح مرة أخرى خلال 2020، الذي يتزامن مع الذكرى 150 لتأسيسه، وفي رسالة إلى الموظفين، قال الرئيس التنفيذي للبنك إنه يشعر “بالرضا والإيجابية، رغم الخسائر الهائلة لعام 2019.. كنا نتوقع هذه الخسارة.. وهذا يدل على شيء واحد أكثر من أي شيء آخر، وهو حجم التحول الذي حققه بنكنا العام الماضي.. إذا واصلنا تحقيق التقدم نفسه، الذي سجلناه في الأشهر الستة الماضية، فأنا متفائل للغاية بعام 2020 وما بعده
