سجلت أسعار العقود الآجلة للقمح ارتفاعا كبيرا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء لتقترب من أعلى مستوياتها منذ أكثر من 3 شهور في أعقاب تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن المزيد من الهجمات الصاروخية على أوكرانيا، مما يعمق المخاوف من اضطراب إمدادات القمح من أوكرانيا التي كانت معروفة بأنها سلة الغذاء في أوروبا.
واستهدفت الصواريخ الروسية البنية التحتية في 8 مناطق أوكرانية خلال الأيام الماضية، في أقوى ضربات روسية منذ الأيام الأولى للحرب. وقال بوتين إن الهجمات جاءت ردا على الهجوم الأوكراني الذي استهدف جسرا يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا إلى سيادتها في 2014.
وجرى تداول القمح في بورصة شيكاغو الأمريكية للحاصلات اليوم بسعر9.30 دولار للبوشل، وهو ما يقل بشدة عن مستوياته القياسية التي بلغت 13.635 دولار للبوشل في أوائل مارس الماضي مع بدايات الحرب الروسية ضد أوكرانيا، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.
يأتي ذلك في حين صدرت أوكرانيا أكثر من 6.4 مليون طن من الحبوب والأعلاف من موانئ البحر الأسود من خلال ممر التصدير الذي تم افتتاحه في أوائل أغسطس الماضي، في حين أن عدد السفن التي تنتظر إجراءات تفتيشها قبل التوجه إلى الدول المستوردة للحبوب الأوكرانية مازال مرتفعا.
وأشارت بلومبرج إلى أنه مازال هناك أكثر من 80 سفينة حبوب أوكرانية تنتظر تفتيشها من جانب تركيا، وفقا لشروط الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة بشأن السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود التي تحاصرها روسيا منذ بدء غزوها لأوكرانيا في أواخر شباط/فبراير الماضي.
وقال مركز التنسيق المشترك في تركيا المعني بتفتيش السفن والسماح بمرورها يوم الجمعة الماضي إنه يعمل على تحسين طاقته التشغيلية لتسريع وتيرة التفتيش.
وزادت مدة انتظار السفن للتفتيش إلى 9 أيام في المتوسط منذ وصول السفينة إلى اسطنبول، في حين يطالب المركز ملاك السفن بالالتزام بالإجراءات لكي تكون السفن جاهزة للتفتيش في أقل وقت ممكن.
وأدى تكدس السفن في تركيا إلى ارتفاع سعر العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو الأمريكية.
وأضاف المركز أنه يأمل في إنهاء هذا التكدس في أقرب وقت من خلال التعاون مع شركات النقل البحري.