ذكرت وكالة أنباء أسوشيتيد برس، إنها لحظة نادرة في الشرق الأوسط عندما يصبح صوت الجمهور أعلى من صوت الحكومات، ولكن سلسلة الانتصارات المفاجئة للمغرب في كأس العالم في قطر أثارت مشاعر الفرح والفخر بين المشجعين العرب الذين طغى -على الأقل للحظة- على الانقسامات السياسية العديدة في المنطقة.
وقالت الوكالة -في تقرير لها من الدوحة نشرته عبر موقعها الإلكتروني- إنه لعل أكثر ما يلفت النظر هو مظاهرة الحب التي تجلت بين الفلسطينيين والمنتخب المغربي.
وأضافت الوكالة، أن المنتخب المغربي لوح بعلم فلسطين بعد فوزه على إسبانيا الأسبوع الماضي، مما أثار إعجاب الفلسطينيين، إذ تم طوال البطولة، رفع العلم الفلسطيني في كل مكان وحمله المشجعون العرب وبعض من غير العرب أيضا- حتى باتت المزحة الطاغية على المباريات هي أن فلسطين هي المنتخب رقم 33 في المونديال، ويرى الفلسطينيون في ذلك إشارة إلى أن الدعم الشعبي العربي لا يزال قويا لقضيتهم، بحسب التقرير.
ونسبت الوكالة إلى أحمد صبري، وهو مشجع شاب فلسطيني -ارتدى العلم الفلسطيني على ظهره- في الدوحة قوله بعد مشاهدة فوز المغرب على البرتغال يوم السبت الماضي “لم أكن أتوقع هذا، إن الكلمات تنتشر وتظهر أن فلسطين ليست مجرد قضية سياسية، إنها قضية إنسانية”.
وقالت صديقته المصرية ياسمين حسام -والتي وقفت ملفوفة بعلم المغرب- :”هذه هي أول بطولة كأس العالم في الشرق الأوسط وهي “الأولى” للشرق الأوسط”.
وأشار التقرير إلى أن المغرب هو أول فريق عربي وإفريقي يصل إلى هذا الحد في نهائيات كأس العالم، ومن المقرر أن يلعب غدا الأربعاء نصف النهائي ضد فرنسا، إذ تمخض جزء من الاحتضان العربي للفريق ببساطة من وجود أمر يبعث على الفرحة والاحتفال به في منطقة تغرة فيها العديد من البلدان في أزمات اقتصادية ونزاعات مسلحة اضطرابات سياسية.
وفي هذا السياق أوضح التقرير أنه بالنسبة للبعض، فكان من دواعي سرورهم رؤية ثقافتهم تظهر بطريقة إيجابية على هذا المسرح الدولي الضخم – سواء كان المنتخب المغربي يؤدي الصلاة أثناء التجمعات أو احتفال اللاعب المغربي سفيان بوفال وهو يرقص مع والدته المحجبة على أرض الملعب بعد فوز ربع النهائي على البرتغال.
وتعليقا على هذا قال داني حجار ، وهو مؤلف موسيقي أمريكي من أصل لبناني، “نحن جميعا نتشبث بهذا الفريق المغربي كمصدر يبعث على الأمل والسعادة في وقت أعتقد أنه يمكننا جميعا استخدام بعض الأخبار السارة” “لقد تخطت الإثارة مع كل انتصار الحدود والانقسامات السياسية”.
وفي مدينة نيس الفرنسية، انضم المغتربون الجزائريون والتونسيون إلى المغاربة في المقاهي وفي منازل بعضهم البعض للمشاركة في المباريات حيث أطلقوا الألعاب النارية احتفالا على ممر البحر المتوسط الشهير بروميناد ديزونجليه.
وبالنسبة للفلسطينيين، كانت المباريات بمثابة نسمة يستنشقونها من الهواء النقي، لقد تلاشت عملية السلام مع إسرائيل منذ فترة طويلة فيما تصاعدت التوترات في الأشهر الأخيرة مع وقوع عدة هجمات فلسطينية في إسرائيل، وشبه غارات إسرائيلية يومية في الضفة الغربية وتزايد مضايقات المستوطنين اليهود.
وفي غزة فقد احتشد الآلاف في القاعة الرياضية بمدينة غزة بشاشة كبيرة تبرعت بها قطر لمشاهدة مباراة المغرب والبرتغال، وحمل العديد منهم ملصقات تظهر الأعلام الفلسطينية والمغرب وشعار “شعب واحد، دولة واحدة”.
وفي لبنان وفي حين أن الأغلبية الساحقة من اللبنانيين هي من مشجعي البرازيل أو ألمانيا، فقد تبنى الكثيرون المغرب وابتهجوا في الشوارع بعد الفوز على البرتغال.