• “آي دي سي” تشير إلى أن الاستخدام المستمر للأنظمة القديمة يعيق قدرة شركات التصنيع على تشغيل العمليات الرقمية المستدامة

يشهد قطاع التصنيع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مرحلة جديدة من الابتكار الرقمي مع انتقال الشركات من عصر التحول الرقمي الذي قاموا خلاله بتطوير عملياتهم التشغيلية ودعمها بالتقنيات الرقمية، إلى عصر الأعمال الرقمية الذي يولي الأولوية لإدارة أعمال رقمية مستدامة، وذلك وفقاً لدراسة موجزة أجرتها مؤسسة الأبحاث “آي دي سي” (IDC) بتكليف من شركة إنفور الرائدة في تطوير الحلول السحابية المخصصة للأعمال.

وتعتبر “آي دي سي” من مؤسسات الأبحاث العالمية الرائدة في مجال تحليل تكنولوجيا المعلومات والاستشارات والخدمات. وكشفت دراسة “آي دي سي” أن 71% من الشركات العاملة في قطاع التصنيع في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تتبع منهجية رقمية تركز بشكل أساسي على الأعمال، وأن 82% من هذه الشركات تعمل على تعزيز استثماراتها في أتمتة المصانع وأتمتة العمليات الروبوتية، في حين تقوم 56% منها بالاستثمار في تجربة الموظف الرقمي.

وبالرغم من ذلك، لا تزال هناك تحديات تعيق التحول الرقمي لشركات التصنيع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نظراً لاعتمادها المستمر على الأنظمة القديمة، حيث لا تزال 64% من شركات التصنيع تستخدم جداول البيانات والتطبيقات المستقلة لإدارة سلاسل التوريد الخاصة بهم، وفقاً لمؤسسة “آي دي سي”.

وفي هذا الصدد، أشار جيبين جورج، مدير البرامج والحلول السحابية والصناعية لدى “آي دي سي”، إلى أن استخدام عمليات الأعمال اليدوية، إلى جانب اعتماد الأنظمة القديمة ووظائفها المحدودة، يمنع المؤسسات من تحقيق المرونة والقدرة على توسعة الأعمال بالسرعة المطلوبة للنجاح وتحقيق الازدهار في عالم اليوم.

وأضاف: “في الوقت الذي تسعى فيه شركات التصنيع في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لتحقيق نمو كبير لأعمالها، فإن النضج الرقمي لأنظمة تخطيط موارد المؤسسات الخاصة بهم سيلعب دوراً هاماً في نجاح أو فشل هذه المساعي. وتشهد تطبيقات تخطيط موارد المؤسسات المستندة إلى السحابة نموًا مستمراً نظراً لقدرتها على تحليل كميات هائلة من البيانات بشكل فوري، فضلاً عن قدرتها على توفير إمكانات الوصول إلى هذه التطبيقات من أي مكان”.

من جانبه، قال كيري كوتسيكوس، نائب الرئيس ومدير عام الأسواق الناشئة في أوروبا الشرق الأوسط وإفريقيا لدى إنفور: “تعد حلول أنفور السحابية الخاصة بصناعات محددة مناسبة تماماً لمساعدة شركات التصنيع في الشرق الأوسط على التحول والتطور لتصبح مؤسسات رئيسية على الساحة الرقمية، حيث توفر هذه الحلول رؤية شاملة لجميع العمليات، وتزود الشركات بالمرونة اللازمة للاستجابة بسرعة لظروف السوق المتغيرة والفرص المتاحة”.

ويحظى قطاع التصنيع حالياً باهتمام كبير في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، التي تولي حكوماتها أهمية كبيرة لهذا القطاع باعتباره أحد أهم ركائز التنمية. فعلى صعيد دولة الإمارات؛ تهدف المبادرات والبرامج الوطنية مثل الاستراتيجية الصناعية الوطنية التي تعرف أيضاً باسم “عملية 300 مليار” إلى زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار درهم (81.7 مليار دولار) بحلول عام 2031. كما تحرص الحكومة على استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتطوير هذا القطاع والارتقاء به إلى مستويات جديدة.

وتعمل شركة إنفور مع العديد من الشركات العاملة في قطاع التصنيع في المنطقة، بما في ذلك شركة “ميتيتو” الرائدة في أبوظبي في مجال الإدارة المستدامة للمياه وحلول الطاقة البديلة، فومن المتوقع ارتفاع الطلب على المياه بنسبة 62% بحلول عام 2025 في دول مجلس التعاون الخليجي، نظراً للنمو السكاني والاستثمارات المتزايدة في المشاريع العملاقة. وقامت شركة “ميتيتو” بنشر نظام تخطيط موارد المؤسسات الخاص بشركة إنفور لتعزيز عملياتها التجارية، حيث يعمل هذا الحل على تبسيط وأتمتة العمليات بما يسهم في تعزيز الرؤية وتعزيز كفاءة الاستجابة لمتطلبات العملاء والموردين والاحتياجات التنظيمية. كما قامت مجموعة سوبرتيك، وهي مجموعة الشركات التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرا لها، بتحويل عملياتها رقمياً باستخدام نظام تخطيط موارد المؤسسات من إنفور الخاص قطاع التصنيع، حيث أسهم هذا الحل في تعزيز قدرة المجموعة على تلبية الطلب المتزايد على المنتجات الصناعية وخدمات التصنيع المنفصل عبر القطاعات المختلفة.

كما قامت الشركة السعودية للصناعات الجيرية – سعودي لايم، الرائدة في المملكة في مجال إنتاج وتوريد المنتجات المصنوعة من الحجر الجيري، باختيار حزمة إنفور الصناعية (CloudSuite) المدعومة بخدمات “أمازون ويب سيرفيسز”، بهدف مساعدتها في تبسيط وأتمتة العمليات التشغيلية للشركة، وتلبية الطلب المتزايد على منتجاتها من قطاعات مثل البناء والحديد والصلب وإنتاج الزجاج والتعدين والزراعة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. وكانت الشركة السعودية للصناعات الجيرية قد أطلقت استراتيجية “سبارك” للتحول الرقمي التي تتضمن خطة لتبسيط العمليات التشغيلية وتعزيز الكفاءة، إلى جانب جمع البيانات القيمة وتحليلها لاكتساب رؤية ومعرفة أعمق حول العمليات التشغيلية ومتطلبات السوق من أجل الارتقاء بمستوى الأداء.