قد يتساءل البعض: هل ما قمنا به من تخطيط في أواخر عام 2019 أصبح باليا في ظل أزمة فيروس كورونا وبالتالي علينا البدء من جديد أم علينا الانتظار لحين انتهاء الازمة ثم نمضي في خططنا، ولأن الحياة لن تتوقف حتى في ظل الأزمات فإن الإجابة على هذا التساؤل تدفعنا للتأكيد على الاستمرار أولًا في أداء الاعمال والمهام اليومية ولكن بشكل مختلف للتكيف والصمود أمام الأزمة وفي ذات الوقت وبشكل متوازي نفكر في الأدوات والرؤى والخطط التي تساعد مؤسساتنا في العبور الى المستقبل الذى يتطلب نوع مختلف من التخطيط الاستراتيجي.
الأزمة الحالية سوف تجبر كثير من المؤسسات على تغيير نموذج الأعمال Business Modelولذا علينا التحضير لها من الان، وللاستعداد جيدًا لهذا لابد من التفكير في عدد من المحاور أولها تحديد الرؤية المستقبلية والتي تتطلب تخطيط استراتيجي مبني على بيانات ومعلومات آنيه ومحدثة، ولا أحد ينكر صعوبة التنبؤ بالمستقبل في ظل ما يحدث الآن ولكن أمامنا فرصة كبير باستخدام ما توفره لنا علم البيانات Data Science والذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence والتعلم الآلي Machine Learning من أدوات التنبؤ والمساعدة في اتخاذ القرار.
ولهذا إليكم بعض التوصيات التي يمكن الإستعانة بها في وضع المخطط الاستراتيجي لمواجهة الوضع الراهن والاستعداد للمستقبل:
· خصص جزء من وقتك اسبوعيًا لإعادة استكشاف ما يجب على مؤسستك فعلة الآن وماذا تريد أن تصل اليه مؤسستك على المدى القصير والمدى الطويل.
· كون فريق عمل التطوير والابتكار من المتخصصين في الإدارة المالية والتسويق والموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات والمسئول عن قطاع الأعمال، مع العلم أن الأمر قد يتطلب تعيين استشاري ممن لديهم خبرة في جمع البيانات وتحليلها.
· قم بدراسة ماذا حدث لعملائك والأطراف أصحاب المصلحة Stakeholders من تغيرات في سلوكهم وتطلعاتهم المستقبلية نتيجة الأزمة الحالية.
· قم بدراسة ماذا حدث من تغير في البيئة الخارجية والداخلية لمؤسستك باستخدام SWOT& PESTEL معتمدًا على مصادر متعددة وحديثة من البيانات والمعلومات.
· حلل البيانات وابدأ في رسم الخطة والخطة البديلة مركزًا على الأنشطة التي لها التأثير الأكبر والفوري على تعظيم الإيرادات وتقنين التكلفة وتحسين كفاءة العاملين و توفير تجارب استثنائية ومخصصة للعملاء Customer experience وبناء سمعة مؤسسية قوية.
· كن مُستعدًا بمهارات التعامل مع الازمة مثل الصمود والمرونة والتعامل مع التغيير العنيف واتخاذ القرار السريع والمخاطرة المحسوبة وكذلك التعلم من الأخطاء وتصحيح المسار واستخدام مهارات القائد في تشجيع الآخرين على الإيمان برؤيتك وتنفيذها في سبيل تطوير وضع المؤسسة.
· لا تنسى تحديد مقاييس أثناء تطبيق الخطة، والتي يمكن من خلالها مراقبة الأداء وكذلك تحديد ما إذا كنت على المسار الصحيح.
قد يبدو الامر شاق او طويل و لكن “رحلة الالف ميل تبدء بخطوة” ان لم تبدء الان سوف تستمر مؤسستك في إطفاء الحرائق في الوقت الذى سوف تستطيع فيه مؤسسات أخرى الوصول في السباق الى الفوز .