اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي في كليفلاند كلينك: النظام الغذائي الغني بالأطعمة النباتية قد يحافظ على الجهاز الهضمي في أفضل حالاته
قالت خبيرة في أمراض الجهاز الهضمي من منظومة الرعاية الصحية العالمية كليفلاند كلينك، إن اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع يساعد في بناء جهاز هضمي صحي، مشيرة إلى أن صحة الجهاز الهضمي أمر أساسي للحفاظ على نظام مناعي قوي وتعزيز الصحة العقلية والبدنية للمرء.
وأكّدت الدكتورة كريستين لي ضرورة الحفاظ على توازن جيد لبكتيريا الأمعاء من أجل صحة الإنسان، موضحة أن تناول الأطعمة المناسبة يقوي منظومة النَّبيتِ المجهري (الميكروبيوم) المعقدة في الأمعاء والمؤلّفة من تريليونات الميكروبات التي تضمّ البكتيريا النافعة.
وقد تشمل أعراض ضعف صحة الأمعاء الطفح الجلدي والإرهاق، عدا عن الأعراض الواضحة والأكثر ارتباطًا، كحرقة المعدة والانتفاخ والغازات المعوية والإمساك والإسهال، بحسب الدكتورة لي، التي جاء حديثها قبيل حلول اليوم العالمي لصحة الجهاز الهضمي، المناسبة التي يحييها العالم في 29 مايو من كل عام.
وحثّت الخبيرة في صحة الأمعاء الأفراد على الانتباه إلى هذه الأعراض، لا سيما إذا ظهر أي منها عقب تناول الطعام، مشيرة إلى أنها مؤشرات إلى حاجة المرء لإحداث التغيير في النظام الغذائي لمساعدة أمعائه.
وشدّدت الدكتورة لي على أهمية تحسين التنوع الصحي في القناة الهضمية، مؤكدة أن التنوع الغذائي يؤدي إلى ميكروبيوم أكثر صحة يحتوي على المزيد من أنواع البكتيريا الجيدة التي من شأنها أن تحسن حالة الجهاز الهضمي وترفع قدرته على التعامل مع كل ما قد يدخل فيه.
أطعمة مفيدة يجب الإكثار منها
ونصحت الدكتورة لي الأفراد بتناول الكثير من الأطعمة النباتية والحبوب الكاملة والأطعمة المحتوية على البريبيوتك والبروبيوتك، موضحة أن الأطعمة النباتية مليئة بالألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان (البريبيوتك)، والتي تساعد على الهضم وتحافظ على صحة الجهاز الهضمي. وأضافت: “ينبغي لك أن تضع أمامك هدفًا يتمثل بتناول ما بين خمس حصص وسبع حصص من الفاكهة والخضروات يوميًا، وتنويع ألوانها لتشمل الأخضر والأحمر والبرتقالي والأصفر، ما يعني حصولك على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والعناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك”.
واقترحت تناول الحبوب الكاملة المليئة بالألياف، والتي قالت إنها مهمة أيضًا لانتظام حركة الأمعاء، كالشوفان والشعير والجاودار والدُّخُن والكينوا والأرز البني، مُبيّنة أن الحبوب الكاملة غير المعالجة تحتفظ بمزايا طبيعية أكثر من الحبوب المطحونة أو المكررة التي نُزعت منها بعض الطبقات المغذية. وأوصت عند التسوق باختيار الحبوب التي لا يقل فيها محتوى الألياف الغذائية عن 3 غرامات لكل حصة، سعيًا وراء الحصول على أفضل قدر من الفائدة.
وقالت الدكتورة لي إن بالإمكان تضمين الأطعمة المشتملة على البكتيريا النافعة (البروبيوتك)، في النظام الغذائي، وهي الأطعمة المخمّرة، كالزبادي والكفير والكومبوتشا ومخلل الملفوف والميسو. وتشتمل هذه الأطعمة على كائنات حية دقيقة مفيدة لصحة الجهاز الهضمي.
وأضافت أن البريبيوتك، الموجودة في الثوم والبصل والخرشوف والموز والتفاح والشوفان الكامل وغيرها، مهمة لأنها تعمل بجانب البروبيوتك على الحفاظ على أداء الأمعاء والميكروبيوم بأقصى كفاءة، موضحة أن البريبيوتك تعمل بوصفها مصدرًا غذائيًا لدعم البكتيريا الجيدة في الأمعاء، فيما تُثري البروبيوتك مجموعة البكتيريا الجيدة وتضيف إلى تنوّعها.
أطعمة يجب الحدّ منها أو تجنبها
قد تسبب العديد من الأطعمة مشاكل في الجهاز الهضمي، ما يوجب تجنبها أو على الأقلّ الحدّ من تناولها، بحسب نصيحة الدكتورة لي. وتشمل هذه الأطعمة المأكولات عالية الصوديوم كرقائق البطاطا واللحوم المصنّعة والكثير من الأطعمة الجاهزة التي يمكن أن تبطئ عملية الهضم وتؤدي إلى الانتفاخ، إضافة إلى الأطعمة المصنعة التي تحتوي على مواد حافظة تبطئ من حركة الجهاز الهضمي وتسمح بتراكم البكتيريا الضارة.
وأوصت الخبيرة بالحدّ من أنواع طعام أخرى تشمل الزيوت المحمَّلة بالدهون المشبعة، التي قد تؤدي إلى عسر الهضم والغازات والإسهال، إضافة إلى المُحلّيات الصناعية التي قد يصعب على الجسم معالجتها. كذلك نصحت بالحدّ من تناول اللحوم الحمراء إلى مستوى لا يزيد عن 85 غرامًا لمرتين في الأسبوع، لا سيما وأن اللحوم الحمراء مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
وانتهت الدكتورة لي إلى أن “الأطعمة البسيطة تظلّ الأفضل لأجسامنا”، داعية إلى أن “نستمع إلى أمعائنا ونلاحظ ردود الفعل على الأطعمة التي نتناولها، والتقليل من الأطعمة التي تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي، فإذا أضفنا إلى ذلك ممارسة الرياضة بانتظام مع التمارين التي تقوي عضلة القلب، فإن أمعاءنا ستغدو أكثر صحة وسعادة”، على حدّ وصفها.