الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

صندوق النقد العربي يصدر”آفاق الاقتصاد العربي” متضمناً توقعات الأداء الاقتصادالعربي

 

 من المتوقع أن يبلغ معدل النمو للاقتصادات العربية في عام 2023 نحو 3.4 في المئة.

 تحسن وتيرة النمو الاقتصادي المتوقع للدول العربية عام 2024 ليسجل نحو 4.0 في المئة، مدفوعاً بتعافي النمو العالمي وانخفاض معدلات الفائدة، واستمرار تنفيذ الخطط التنموية.

 من المتوقع تراجع معدل التضخم للدول العربية (بعد استثناء الدول التي تواجه ضغوطاً تضخمية كبيرة) ليصل إلى 6.8 بالمئة في عام 2023، وما نسبته 6.3 بالمئة في عام 2024.

 تشمل أولويات الإصلاح في قطاع المالية العامة بالنسبة لصانعي السياسات بالدول العربية خلال السنتين القادمتين القيام: بمراجعة معدلات الضرائب وترشيد الإعفاءات الضريبية فيما يخص الإيرادات العامة، ومراجعة سياسات الدعم وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية فيما يتعلق بالنفقات العامة.

 تشمل أهم القضايا والموضوعات ذات الأولوية للبنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية خلال السنتين القادمتين: تطوير أطر وأدوات إدارة السياسة النقدية، وتعزيز النطاق المستهدف لسعر الصرف، والتحول الرقمي (تبني التقنيات المالية الحديثة)، واستمرار التطوير في السياسات الاحترازية الكلية.

في إطار الجهود التي يبذلها صندوق النقد العربي لدعم متخذي القرار في الدول العربية، أصدر الصندوق العدد الثامن عشر من تقرير “آفاق الاقتصاد العربي”، الذي يتضمن توقعات الأداء الاقتصادي الكلي للدول العربية على عدد من الأصعدة خلال عامي 2023 و2024.
تناول العدد الثامن عشر من تقرير آفاق الاقتصاد العربي أهم التطورات الاقتصادية التي يشهدها العالم والتي من المتوقع أن ترسم معالم الاقتصاد العالمي خلال أفق التقرير (2023-2024)، بشكل خاص الموجة التضخمية وما تبعها من تشديد السياسات النقدية من قبل البنوك المركزية حول العالم. يرصد التقرير كذلك أحدث توقعات المنظمات الدولية (صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، الأمم المتحدة) لآفاق النمو الاقتصادي ومحددات اتجاهات الاقتصاد العالمي، حيث تراوحت توقعات المنظمات الدولية للنمو الاقتصادي العالمي الصادرة بداية عام 2023 ما بين 1.7 و2.9 في المئة لسنة 2023، وما بين 2.7 و3.1 في المئة لسنة 2024. يستعرض التقرير الآثار المتوقعة للتطورات الاقتصادية العالمية على المنطقة العربية، مع التركيز على آثار تشديد السياسات النقدية، والتقلبات في الأسواق المالية الدولية وأسعار السلع الأساسية. بحسب التقرير، فإن التراجع في النمو الاقتصادي العالمي المتوقع لعام 2023 سيؤثر على حجم الطلب الخارجي في العديد من الدول العربية، بالتالي سيسهم في تراجع النمو في الدول العربية، وهو ما يعني أهمية استمرار الدول العربية في تبني الإصلاحات التي من شأنها تعزيز تنوع ومرونة هياكل اقتصاداتها وكذلك معالجة التحديات الهيكلية التي تحول دون تحقيق معدلات نمو مرتفعة مستدامة.
استعرض التقرير نتائج توقعات الخبراء بالدول العربية، حيث يتوقعون نمواً اقتصادياً معتدلاً خلال السنتين القادمتين، بما يتماشى والنمو الاقتصادي العالمي. هذا وستتأثر مسارات النمو بالدول العربية خلال عامي 2023 و2024 بمجموعة من العوامل، منها ما يتعلق بالظروف العالمية التي تنطوي على حالة عدم يقين، إضافة إلى آثار تشديد السياسة النقدية التي استمرت تقريباً طيلة سنة 2022 وبداية عام 2023، ومدى قدرة تلك الإجراءات في السيطرة على التضخم، ففي حين تمكنت بعض الدول العربية من إحكام سيطرتها على معدلات التضخم (مثل حالة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية)، لا تزال دول أخرى تكافح لتحقيق ذات الهدف.
تتباين آفاق النمو الاقتصادي خلال العامين المقبلين ما بين الاقتصادات العربية وفق عدد من العوامل، حيث يتحدد الأثر الصافي للتطورات الاقتصادية العالمية على الدول العربية على طبيعة تأثيراتها على النمو الاقتصادي في الدول العربية المُصدرة للنفط (التي تسهم بنحو 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة الدول العربية بالأسعار الثابتة)، والتي تعتبر بشكل عام مستفيدة من الأسعار المعتدلة للنفط، في حين يواجه عدد من الدول العربية (بشكل خاص الدول المستوردة للنفط) تحديات تتعلق بارتفاع مستويات العجوزات الداخلية والخارجية ومحدودية مستويات قدرتها على تعزيز الإنفاق الداعم للنمو مقارنة بالدول المصدرة للنفط.
كما سينعكس موقف كل من السياستين المالية والنقدية على آفاق النمو المتوقعة خلال عامي 2023 و2024 من حيث مدى استمرار قدرة هاتين السياستين على دعم النمو الاقتصادي في ظل تفاوت الحيز المالي المتاح ما بين دولة عربية وأخرى، لاسيما تباينه ما بين الدول العربية المُصدرة للنفط التي تعزز لديها الحيز المالي نتيجة التطورات الداعمة لموقف توازناتها الداخلية والخارجية بفعل الارتفاع في كميات إنتاج النفط والغاز وارتفاع أسعارهما في الأسواق الدولية، والدول العربية المستوردة للنفط التي شهد الحيز المالي لديها مؤخراً ضعفاً نتيجة التطورات غير المواتية التي شهدتها خلال العامين الماضيين، واضطرتها إلى زيادة مستويات الإنفاق والاقتراض، تلك التطورات التي زاد من حدتها الانعكاسات الأخيرة للتطورات العالمية الراهنة.
أشار التقرير كذلك إلى أن تأثر القطاع المالي العربي التقلبات المالية التي شهدتها بعض الدول المتقدمة وحالات إفلاس واندماج البنوك فيها كان محدوداً، ويعود ذلك إلى الارتباطات المحدودة للقطاع المالي بالمنطقة العربية بهذه الأسواق إضافة إلى المستوى المرتفع لمؤشرات الملاءة المالية للقطاع المالي العربي التي تحققت من خلال الجهود الكبيرة المبذولة من قبل البنوك المركزية ومؤسسات النقد العربية خلال السنوات الماضية لتعزيز متانة القطاع المالي العربي.
بحسب التقرير، فإن التراجع الذي شهدته أسعار السلع الأساسية خلال الأشهر الماضية يمثل تطوراً إيجابياً لعدد من الدول العربية التي تأثرت من ارتفاعها خلال الفترة الماضية، حيث أدى الارتفاع إلى زيادة فاتورة الاستيراد لهذه الدول مما أثر على ميزان المدفوعات بصورة سلبية وساهم ذلك في الضغط على احتياطيات هذه الدول من العملة الأجنبية، وفي بعض الأحيان ساهم ذلك في الانخفاض في سعر الصرف. كما أن بعض الدول لم يكن بإمكانها عكس كامل الارتفاع في أسعار السلع الأساسية (بالأخص الطاقة والغذاء) على المواطنين لحماية الفئات الهشة وكبح حجام التضخم إلا أن ذلك أدى إلى تحمل الموازنة العامة كلف دعم كبيرة أثرت على حجم العجز المالي ومستوى المديونية وكلفة الاقتراض وخدمة الدين. لمواجهة تحديات تقلبات أسعار السلع الأساسية، تقوم الدول العربية بمراجعة تطوير سياساتها المتعلقة بالأمن الغذائي وأمن الطاقة لتقليل أثر أي صدمات مستقبلية، والاستمرار في تطوير شبكات الأمان الاجتماعي لحماية الفقراء وتسهيل الانتقال لنظام دعم يستهدف الفئات المستحقة للدعم.
بناء على ما سبق، يتوقع صندوق النقد العربي تراجع معدل نمو الاقتصادات العربية في عام 2023 مقارنة بعام 2022 بحوالي 2.2 نقطة مئوية ليسجل نحو 3.4 في المئة، مقابل 5.6 في المئة عام 2022، كما يتوقع تحسن وتيرة النمو الاقتصادي للدول العربية عام 2024 لتسجل نحو 4.0 في المئة، وهو تحسن يمكن إرجاع أسبابه لتوقعات استقرار أسعار النفط وأسعار السلع الأساسية، وتعافي الطلب الخارجي مع تحسن النمو العالمي، وكذلك انخفاض أسعار الفائدة.
على غرار بقية دول العالم، يتوقع أن يشهد عام 2023 تراجع معدلات التضخم في الدول العربية مع بقائها مرتفعةً نسبياً نتيجة للضغوط التضخمية الناجمة عن التطورات الاقتصادية العالمية، بشكل خاص أسعار الطاقة (النفط والغاز) والغذاء، إضافة الى أثر الضغوط التي يتعرض لها سعر صرف العملة المحلية في بعض الدول العربية، وكذلك تأثير عوامل تضخمية أخرى تختلف من دولة عربية لأخرى كالتطورات الداخلية في بعض الدول، وقد ساهم في الحد من أثر تلك الضغوط التضخمية المذكورة الإجراءات والتدابير الاستباقية التي قامت باتخاذها العديد من الدول العربية. كمحصلة للتطورات المذكورة، من المتوقع أن يبلغ معدل التضخم للدول العربية بعد استثناء الدول التي تواجه ضغوطاً تضخمية كبيرة ما نسبته 6.8 بالمئة في عام 2023، وما نسبته 6.3 بالمئة في عام 2024.

تناول التقرير في الختام عدداً من الموضوعات ذات الأولوية للدول العربية بما يشمل موضوع الأمن الغذائي وموضوع التغير المناخي. فيما يخص الأمن الغذائي، تواجه الدول العربية عدداً من التحديات لتعزيز أمنها الغذائي، من ذلك ندرة المياه، والنمو السكاني السريع، والظروف الداخلية غير المواتية في بعض منها، فضلا عن التحديات الاقتصادية. تبذل الدول العربية جهوداً حثيثة لمعالجة هذه القضايا، بما في ذلك الاستثمار في التنمية الزراعية والتقنيات الحديثة، وتعزيز التعاون الإقليمي والممارسات المستدامة لضمان الأمن الغذائي، وتنويع مصادر الغذاء وسلاسل التوريد وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي. على مستوى مواجهة تحدي التغير المناخي، تشمل التوجهات المستقبلية للدول العربية عدداً من المحاور التي تمكّنها من التحول نحو الاقتصاد الدائري، وتطوير استخدام مصادر الطاقة المتجددة والمستدامة، وتحسين إدارة المياه وتقنيات الحفاظ عليها، وتبني الممارسات الزراعية المقاومة للمناخ، وتعزيز التعاون الإقليمي بين الدول العربية بما يشمل تبادل المعرفة وأفضل الممارسات، وتنسيق جهود التكيف والتخفيف، والمشاركة في مفاوضات تغير المناخ الدولية.

النسخة الكاملة من التقرير متاحة على الرابط التالي:

https://www.amf.org.ae/ar/publications/tqryr-afaq-alaqtsad-alrby/tqryr-afaq-alaqtsad-alrby-mayw-2023

 

أخبار ذات صلة

بنك مصر يخفض % 0.5من سعر العائد على شهادتي ادخار “القمة” و “إيليت” بالدولار الأمريكي لثلاث سنوات

بنك الإمارات دبي الوطني – مصر يوقع عقد تمويل بقيمة 2.5 مليار جنيه مع شركة الإنشاءات العربية (ACC)

فيديو يشرح كيفية تحويل الأموال لحظيًا من جميع أنحاء العالم إلى مصر

بنك نكست شارك في فعاليات مبادرة البنك المركزي المصري لليوم العالمي لذوي الهمم خلال الفترة من 1 إلى 15 ديسمبر 2024

بنك الإمارات دبي الوطني يوقع عقد تمويل بـ 2.5 مليار جنيه لصالح شركة الإنشاءات العربية

تمويل مشترك بمبلغ 4.235 مليار جنيه.. من البنك الأهلي المصري وبنك مصر وQNB مصر لصالح شركة الزاهي جروب للمقاولات

تمويل مشترك بمبلغ 4.235 مليار جنيه.. من البنك الأهلي المصري وبنك مصر وQNB مصر لصالح شركة الزاهي جروب للمقاولات

12 مصرف مصري ضمن لائحة أقوى 100 مصرف عربي لعام 2023

آخر الأخبار
وزير الإنتاج الحربى يتفقد خطوط الإنتاج ومراحل التصنيع بـشركة حلوان للصناعات الهندسية (مصنع 99 الحربي... خبيرة الأبراج وفاء حامد تتصدر التريند في 2024 بدقة توقعاتها «آي صاغة»: 20 جنيهًا تراجعًا في أسعار الذهب في منتصف تعاملات اليوم البورصة المصرية توقع بروتوكول تعاون مع نقابة تجاريين القاهرة حزب مستقبل وطن يزور مستشفى الناس لدعم الفئات الأولى بالرعاية حزب مستقبل وطن يزور مستشفى الناس بنك مصر يخفض % 0.5من سعر العائد على شهادتي ادخار "القمة" و "إيليت" بالدولار الأمريكي لثلاث سنوات وزيرا الاسكان والاستثمار و سفيرا ليبيا والإمارات يفتتحون مهرجان عقار مصر – THE BEST REAL ESTATE 24 على فتح الله .. يعيد "طاير يا هوى" بمشاركة نوران أبو طالب رئيس الوزراء يستعرض مقترح الهيكل التنظيمي لمنطقة "جرجوب" الاقتصادية وزيرة التنمية المحلية تتابع الموقف التنفيذي لمنظومة تراخيص المحال العامة بالمحافظات وزيرة التخطيط والتنمية تترأس اجتماع مجلس إدارة معهد التخطيط القومي للعام الأكاديمي 2024/2025 بريميير بادل تكشف عن أجندة جولة الخطوط الجوية القطرية للبريميير بادل لعام 2025 دراسة: الشركات الإماراتية تسرع التبني السحابي وتزيد استثماراتها في الذكاء الاصطناعي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. مركز الملك سلمان للإغاثة ينظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع... الدرعية تحقق إنجازًا بارزًا في قطاع الضيافة بافتتاح فندق "باب سمحان" ضمن مجموعة لاكشري كولكشن رئيس الوزراء يترأس اجتماع اللجنة الوزارية للسياحة الإمارات وكرواتيا تبحثان فرص تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية وزيرا الزراعة في مصر والأردن ومحافظ البحيرة يتفقدون مصنع النوبارية للسكر علي مختار يُكرم كأحد أقوى مستثمري رأس المال المخاطر ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط لعام 2024