نشرت شركة كابجيميني، الرائدة عالميًا في تقديم الاستشارات والخدمات التقنية وخدمات التعهيد، دليلًا تعريفيًا يتناول 15 وظيفة مستقبلية في مجال سلسلة التوريد. إذ يوفر الدليل التعريفي مرجعًا محددًا للوظائف الناشئة التي من شأنها قيادة مسيرة التحول الذكي لعمليات سلاسل التوريد.
ووفقًا لدليل كابجيميني التعريفي، أفادت 45% من المؤسسات المشاركة بأن تكلفة سلاسل التوريد لديها قد زادت خلال السنوات الثلاثة الماضية بهدف تحسين المرونة والاستدامة والتركيز على العملاء، كما واجهت قرابة 35% منها تحديًا في الموازنة بين تلك الأهداف. لذا تحتاج المؤسسات إلى استحداث وظائف جديدة لتقييم التأثير المحتمل لهذه التغييرات وتخفيف التداعيات على شركائها وعملائها في سلسلة التوريد.
في هذا السياق، قال حسام سيف الدين، الرئيس التنفيذي لشركة كابجيميني مصر: “تشهد صناعة سلاسل التوريد تحولًا ملحوظًا، مما يخلق تحديات يصعب مواجهتها بحلول سريعة في سلاسل التوريد الحديثة. عوضًا عن ذلك، تحتاج المؤسسات إلى إجراء مراجعة شاملة للطريقة التي تعالج بها عمليات سلاسل التوريد لديها. ويكمن السر وراء تحقيق هذه المهمة في تمكين الكوادر البشرية واستحداث وظائف جديدة لها بمهارات تساهم في مواجهة التحديات وتسخير التكنولوجيا وتحقيق أهداف الاستدامة. لذا نسعى جاهدين في كابجيميني لمساعدة شركائنا في إجراء التحول المطلوب وإدارة أعمالهم من خلال تعظيم القدرات البشرية عبر التكنولوجيا لتشكيل مستقبل صناعاتهم وتعزيز الأثر الإيجابي لأعمالهم.”
ومن جانبها، قالت رانيا هيدا، رئيس قسم التخطيط المتكامل في شركة يونيليفر عربية: “تهدف شراكتنا مع كابجيميني إلى تحقيق التحول في عملياتنا في سلاسل التوريد الشاملة والابتكار بها وتشغيلها على نحو أكثر كفاءة من التوريد وحتى التسليم. إذ يعد فريق كابجيميني مصر عاملًا رئيسيًا يساهم في تحقيق رؤيتنا من خلال تعزيز ولاء العملاء وخلق قيمة مضافة لأعمالنا وتحقيق نتائج أعمال فائقة وموثوقة.”
تحديات سلاسل التوريد:
تتزايد التحديات في سلاسل التوريد مما يؤثر على مختلف المؤسسات في المجالات كافة، حيثما تفتقر العديد منها للاستعداد الكافي من أجل التعامل مع الواقع الجديد لسلاسل التوريد.
وقد أظهر تقرير حديث لمعهد كابجيميني للأبحاث، كان قد أجرى استطلاعًا على 1000 مؤسسة في مختلف قطاعات المنتجات الاستهلاكية وتجارة التجزئة والتصنيع وعلوم الحياة؛ أن أكثر من نصف المؤسسات (54%) تقر بأن سلاسل التوريد لديها قد تغيرت تغيرًا ملحوظًا خلال العامين الماضيين، إلا أن 27% منها فقط تشرع في تنفيذ التحول الشامل في سلسلة التوريد.
ونظرًا إلى الأولوية التي أصبحت تحظى بها سلسلة التوريد اليوم على مستوى مجالس الإدارات، فإن أقل من 20٪ من المؤسسات مجهزة حاليًا للتعامل مع الواقع الجديد لسلسلة التوريد. وقد ظهرت الحاجة لدى المؤسسات إلى تنفيذ تحول شامل بسلسلة التوريد من البداية إلى النهاية لتصبح أكثر نجاحًا في المستقبل.
الوظائف الناشئة لتحقيق التحول في سلسلة التوريد:
تمثل المواهب الدُعامة الأساسية للابتكار والتحول في سلاسل التوريد العالمية. ولمواجهة عدد لا يحصى من التحديات المتواجدة اليوم وفي المستقبل، أصبح هناك احتياج لأفكار جديدة وأساليب مبتكرة من مواهب الجيل الجديد.
مع دخول العالم حقبة جديدة من إدارة سلسلة التوريد المسؤولة والممكَّنة رقميًا، تظهر عدة أدوار جديدة لتشكيل مستقبل الصناعة. وتشمل هذه الأدوار: “Supply Chef” وهو المسؤول عن الإبقاء على محفظة متكاملة من الموردين البديلين والمستدامين؛ “Disruption Director”، وهو المسؤول عن التدخل بسرعة وفعالية مع أي اضطراب قد ينشأ في السلسلة؛ “Inefficiency Architect”، وهو المسؤول عن إجراء تحليل شامل لعمليات سلسلة التوريد لتحديد المجالات الأكثر خطورة وعدم الكفاءة؛ ” Head of the Tailor-Made Supply Chain “، وهو المسؤول عن الإشراف على العمليات والاستراتيجيات عبر سلسلة التوريد بأكملها لضمان تصدُرها طلب المستهلكين.
كما تتضمن أيضًا: “Supergrid Hero”، وهو مسؤول التنسيق والتعاون مع المنافسين والشركات اللوجستية لإنشاء شبكة نقل وتواصل أكثر ارتباطًا؛ “Parameter Pedant”، وهو المسؤول عن أداء سلسلة التوريد من خلال تحديد الفرص الجديدة وتنفيذ التقنيات المتطورة؛ “Metaverse Merchandizer”، وهو المسؤول عن سد الفجوة بين العالمين الواقعي والافتراضي، بما يساهم في إظهار منتجات العلامة التجارية وخدماتها على نحو واقعي داخل العالم الافتراضي؛ “Bionic Human”، وهو المسؤول عن أداء المهام التي تتطلب جهدًا بدنيًا عبر سلسلة التوريد بمساعدة أجهزة الهيكل الخارجي.
الاستدامة في سلسلة التوريد:
تمثل سلسلة التوريد أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في البصمة الكربونية لأي مؤسسة. إذ تحتاج الشركات إلى معالجة أهداف الاستدامة الصارمة لديها والالتزام بها؛ مع إعطاء مزيد من الاهتمام لسلسلة التوريد كونها أحد أهم العوامل التي تساعد في الحد من الانبعاثات الكربونية. فينشأ التأثير على مقاييس الاستدامة من التغييرات المباشرة مثل شراء المنتجات المستدامة أو السيارات الكهربائية، فضلاً عن التغييرات الثانوية مثل تقليل النفايات.
فيما يُظهر بحث كابجيميني أن واحدة فقط من كل أربع مؤسسات تعمل بجد على توسيع نطاق مبادرات الاستدامة في سلسلة التوريد لديها، وتمثل هذه النسب نذير خطر؛ حيثما تقيس 24٪ منها فقط البصمة الكربونية للسلع والخدمات المشتراة لديها، وتنفذ 18٪ منها سلسلة توريد قوية للإرجاع، ونسبة 15٪ فقط تُضِّمن مقاييس الاستدامة وخطط العمل للتغليف القابل للإرجاع في عملياتها.
وهذا من شأنه تسليط الضوء على الحاجة الملحة لمتخصصي سلسلة التوريد الجدد القادرين على تحديد مقاييس الاستدامة والتنبؤ بها وتنفيذها في سلسلة التوريد لديهم. وتتضمن هذه الوظائف: ” Waste Wealth Manager “، و”Chief of Packaging Possibilities”، و”Carbon CapEx Calculator”، و” Circularity Olympian “، و”Emissions Materials Thinker”، وغيرها من الأدوار الحاسمة في مساعدة المؤسسات على تقليل تأثيرها البيئي وخلق مستقبل أكثر استدامة للجميع.
مستقبل سلسلة التوريد يعتمد على الكوادر البشرية:
يتطلب الانتقال نحو سلسلة توريد ذكية استثمارًا هائلًا ومتواصلًا في تبسيط العمليات وتنفيذ التقنيات الجديدة ودعم الأدوار والمهارات الناشئة. إذ تمتلك أدوار سلسلة التوريد الجديدة هذه القدرة على زيادة قيمة العلامة التجارية للمؤسسة على نحو كبير مع تحسين ظروف العمل، وتغذية الشعور بالغاية عند الأفراد، وتعظيم الأثر الإيجابي للتوظيف والإبقاء على هذه الكوادر.
وستتمكن المؤسسات التي تمتلك القدرة على إعادة تصميم الأدوار في سلسلة التوريد لتعزيز الإبداع البشري والابتكار باستخدام التكنولوجيا الذكية في الصدارة لتحقيق ميزة تنافسية معززة ضمن نموذج سلسلة التوريد الجديد. وسيكون تعظيم الطاقة البشرية من خلال التكنولوجيا أمرًا أساسيًا في بناء ليس سلاسل التوريد المستدامة والعصرية فحسب، بل قوى عاملة شاملة أيضًا.