- يمثل هذا الاستثمار تصويتًا بالثقة في رئيس الوزراء العراقي الجديد
- يشكك بعض المحللون بدور الصفقة تجديد الاستثمارات الأجنبية
أكد محللون بأن توقيع توتال إنرجيز على صفقة كانت معلقة لفترة طويلة بقيمة تبلغ 27 مليار دولار بهدف تطوير العديد من المشاريع المتعلقة بالطاقة في العراق تأكيدًا على الثقة المتزايدة بقطاع صناعة النفط والغاز في العراق.
تمثل الاتفاقية أكبر استثمار أجنبي منفرد في العراق في المرحلة المعاصرة، كما تعد إشارة إلى أن حكومة رئيس الوزراء الجديد محمد شياع السوداني أثبتت أنها أكثر مهارة في جذب المستثمرين الأجانب من سابقاتها في الآونة الأخيرة.
ولكن هذه الخطوة تعد في الوقت نفسه مخاطرة من العملاق الفرنسي، إذ يتناقض التزامها الضخم مع التجربة غير السعيدة للعديد من شركات النفط الدولية الأخرى التي أوقفت أو خفضت عملياتها في ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، وفقًا لتقرير عن منصة أرابيان جلف بيزنس.
وفي هذا السياق، قال بيل فارين برايس، محلل مستقل لقطاع النفط مستقل في الشرق الأوسط: “تؤكد الاتفاقية أن العراق لا يزال قادرًا على الموافقة على صفقات كبيرة طويلة الأجل، كم من المحتمل أن تفتح المجال أمام استثمارات من شركات النفط الدولية الأخرى”.
وتابع: “وبالرغم من ذلك، تظل المخاوف مرتبطة بهشاشة الأوضاع السياسية في العراق، وتدرس شركات النفط العالمية محافظها الدولية لاتخاذ قرارات صعبة بشأن تصفية الأصول”.
ثم أضاف: “وإذ تقدم هذه الصفقة أخبارًا إيجابية للعراق، إلا أنني أشك بأنها ستفتح الأبواب على وسعها أمام استثمارات جديدة في التنقيب. سترد بعض الاستثمارات، ولكنها ستظل محدودة ومحددة الأهداف”.
ووضع العراق الخطوط الأولى للاتفاقية مع توتال إنرجيز في سبتمبر 2021 لزيادة انتاج النفط والكهرباء، والعمل على تطوير مرافق للطاقة المتجددة ومحطة لتحلية المياه.
واستغرق الوصول إلى الصيغة النهائية للاتفاقية ما يقارب على عامين، ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى خلاف على حصة العراق فيما يسمى بمشروع نمو الغاز المتكامل.
وعلق باتريك بويان، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة توتال إنرجيز، عند توقيع الاتفاقية: “أثبتنا في الأشهر العشرين الماضية أن استمرار حضور دولة العراق في عقد التطوير والإنتاج هذا أصبح حقيقة واقعة”.
وأضاف: “هذه إشارة قوية للغاية، ليس لاستثمار توتال إنرجيز فحسب، بل للمستثمرين الأجانب الآخرين أيضًا”.
وتأتي تصريحاته بعد أن باعت شركة رويال داتش شل أو خسرت أصولها في العراق، وصفت إكسون ممتلكاتها وتحاول بيع ما تبقى منها، وسلمت شركة بريتيش بتروليوم أنشطتها في العراق إلى شركة تابعة.