سيطر الهبوط التدريجي على أسعار الذهب المحلي خلال الأسبوع المنتهي والذي تحول إلى ثبات واستقرار قبل نهاية الأسبوع، رغم التقلب الكبير في الأسعار في السوق العالمي، حيث يفقد السوق المحلي عدة عوامل تمنع الذهب من التحرك بشكل كبير.
وسجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً، اليوم السبت، 22 يوليو 2023، 2165 جنيها للجرام، حيث انخفض بمقدار 25 جنيها للجرام مقارنة مع سعر افتتاح تداولات الأسبوع الماضي، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17320 جنيها، وفق جولد بيليون.
وتشهد أسواق الذهب المحلية خلال هذه الفترة هدوء بشكل كبير وهو ما ينعكس على ضعف حركة الأسعار وتحركها في نطاق عرضي يميل إلى الهبوط التدريجي من الأسبوع الماضي.
وكشف التقرير الفني لجولد بيليون، ان الضغوط أصبحت حيادية على أسواق الذهب المحلية، فلا يوجد استجابة للسعر من التحركات الإيجابية لسعر الأونصة العالمية، ولا يوجد ضغط سلبي كافي يدفع الأسعار إلى المزيد من الهبوط.
ويرجع هذا إلى ضعف السيولة النقدية الحالية في الأسواق إلى جانب انخفاض الطلب في ظل هدوء الأوضاع الاقتصادية خاصة بعد الاعلان الحكومي الأسبوع الماضي عن نتائج برنامج الطروحات الحكومية ونجاحها في زيادة الحصيلة الدولارية للبلاد، بالإضافة إلى وضع مخطط لتعظيم الدخل الدولار إلى 191 مليار دولار بحلول عام 2026.
جدير بالذكر أن صندوق النقد الدولي قد رحب بخطوات الحكومة في برنامج الطروحات، وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي أن إجراءات الحكومة تعمل على تسهيل برنامج التمويل لمصر، إلى جانب دعم وتوفير الموارد للتمويل الخارجي.
ويتطلع صندوق النقد الدولي لإجراء المراجعة الأولى مع مصر في إطار البرنامج الجديد الذي تحصل مصر من خلاله على 3 مليارات دولار خلال 46 شهرا والذي تم الاتفاق عليه في ديسمبر الماضي وقد حصلت مصر على الدفعة الأولى وقيمتها 347 مليون دولار.
كما تراجع الطلب على الدولار في السوق الموازية خاصة مع استمرار البنوك في رفض الدولار مجهول المصدر لتغطية العمليات الاستيرادية، أيضاً تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي بخصوص كون سعر الصرف أمن قومي أثرت على السوق الموازية بشكل كبير وسط توقعات قوية باستمرار سعر الصرف الحالي في البنوك عند مستوياته لفترة أطول من الوقت.
بينما ترى الشعبة العامة للذهب أن الطلب على السبائك والعملات الذهبية قد تراجع خلال الفترة الأخيرة في مقابل ارتفاع للطلب على المشغولات الذهبية، ويأتي هذا نتيجة تراجع أسعار الذهب مما دفع المواطنين إلى شراء المشغولات الذهبية.
أيضاً تعاني أسواق الذهب حالياً من التأثير السلبي لتزايد المعروض من الذهب في الأسواق بعد مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية والتي زادت من المعروض لتحقق توازن بين العرض والطلب بنسبة تصل إلى 80%.
من ناحية أخرى من المنتظر أن تقوم هيئة الثروة المعدنية بتوقيع 7 عقود للاستغلال التجاري لاكتشافات الذهب مع شركتي سنتامين وباريك جولد وهي شركة كندية مصنفة ثاني أكبر شركة تعدين في العالم.
كما ستقوم شركة باريك جولد باستثمار 8.8 مليون دولار في 19 قطاعا للبحث عن الذهب في الصحراء الشرقية، بينما تستمر شركة سنتامين الأسترالية وصاحبة امتياز التنقيب في منجم السكري الأكبر في مصر في ضخ استثمارات تصل إلى 9.1 مليون دولار.
أيضاً أعلنت شركة شلاتين للثروة المعدنية والتي تتولى تسلم كميات الذهب شهرياً من الشركات والأفراد المرخص لهم العمل في التنقيب عن الذهب، أنها تستهدف تسليم البنك المركزي المصري 830 كيلوجراما من الذهب خلال عام 2023 أعلى بنسبة 32% مقارنة مع العام الماضي، وتتوقع الشركة أن ترتفع تسليمات العام الجاري من الذهب بمقدار 200 كيلو جرام مقارنة مع العام الماضي بما يصل إلى 6 آلاف أونصة تصل قيمتها حالياً إلى 11.5 مليون دولار.