يوشك البريطاني جيك دينيس على الفوز بأول لقب له في بطولة العالم، فيما يتجه مع فريقه أفالانش أندريتي للفورمولا إي للمشاركة في السباقين النهائيين لموسم الفورمولا إي في موطنه والحلبة التي أحرز الفوز فيها مرتين سابقًا.
وسيكون تكرار انتصاره الفريد في شوارع روما في السباق الماضي كافيًا للحصول على أول لقب للبطولة العالمية في السباق الأول من سباقيّ هانكوك لندن إي بري 2023 مساء السبت. ولكن هذا الموسم أثبت لنا مرارًا بأن كل شيء وارد الحدوث في الفورمولا إي، وعلينا الانتظار لمعرفة المستجدات.
وسيحسم السباقان رقم 15 و 16 من بطولة العالم إيه بي بي للفورمولا إي الفائز في البطولة الأكثر ترفيهًا وتنافسية في تاريخ هذه السباقات، والتي شهدت مشاركة سيارات الجيل الثالث التي تعد الأسرع والأخف وزنًا والأكثر قوة وكفاءة على الإطلاق. كما شهدت البطولة تحطيم الأرقام القياسية للفورمولا إي، لما فيها أسرع لفّة وأكبر عدد من التجاوزات وتغيير الصدارة وتعدد المتصدرين في سباق واحد.
وفاز في السباقات السابقة سبعة سائقين من ستة فرق مختلفة، حيث تمكّن فريق تاغ هوير بورشه فقط من تقديم سائقين فائزين خلال الموسم التاسع. ووصل 11 سائقًا إلى منصة التتويج بينما تصدّر 19 سائقًا لفّات السباق في عدد تجاوز الرقم القياسي المسجل في الموسم السابع.
يعدّ دينيس واحدًا من أربعة سائقين تمكنوا سريعًا من إتقان التعامل مع التقنيات الثورية في هذه السيارات الكهربائية والمنافسة على الصدارة طوال الموسم، مع عودة البطولة إلى حلبات برلين ومكسيكو سيتي والدرعية وجاكارتا وموناكو وروما، بينما زارت أربع مدن للمرة الأولى هي حيدر أباد وكيب تاون وساو باولو وبورتلاند.
ورسم باسكال ويرلين من فريق تاغ هوير بورشه للفورمولا إي وتيرة السباق مبكرًا بعد أن حلّ ثانيًا خلف دينيس في سباق مكسيكو سيتي، قبل أن يفوز بسباقيّ الدرعي. ورغم أن ويرلين لم يعد إلى المنصة بعدها إلا في الجولة العاشرة في جاكارتا، إلّا أنه تمكن من جمع النقاط بشكل أبقاه في مصاف المنافسين على المقدمة.
وتولى نيك كاسيدي من فريق إنفجن ريسينغ زمام الأمور في منتصف الموسم، ليصل إلى منصة التتويج خمس مرات في ستة سباقات بين الجولتين الرابعة والتاسعة، بما في ذلك فوزه مرتين متتاليتين في برلين وموناكو مما جعله منافسًا قويًا على اللقب.
كما دخل ميتش إيفانز من فريق جاغوار تي سي إس ريسينغ دائرة المنافسة في الجولة السادسة بالبرازيل بعد بداية محبطة أبقته بعيدًا عن المنصة، ولكن السائق النيوزيلندي أتبع نجاحه في ساو باولو بآخر في السباق الافتتاحي في برلين ليصبح واحدًا من المنافسين على البطولة.
وابتداءً من منتصف الموسم، تنافس دينيس وويرلين على اللقب بشراسة، حيث فصلت بينهما أحيانًا نقطة واحدة فقط، فيما لاحقهما إيفانز عن كثب.
ولكن كل ذلك تغيّر في السباق الأخير قبل النهائي، فقد شهدت شوارع روما التي تعتبر حلبة السباق الأصعب في البطولة، أكبر اصطدام في تاريخ الفورمولا إي في السباق الأول، ولكن إيفانز تمكن من تحقيق فوز مبهر بينما حل كاسيدي ثانيًا ليصبح الفارق نقطة واحدة فقط بينه وبين دينيس الذي حلّ في المركز الرابع.
وفي ثاني سباقات روما، فقد إيفانز السيطرة على مؤخرة سيارته بسبب ضغط الفرامل بشكل حاد، ما أدى إلى عرقلة دينيس الذي طارت سيارته وارتطمت بمقدمة سيارة كاسيدي. واضطر إيفانز للخروج من السباق بينما تراجع كاسيدي إلى المركز 14 وخسر نقاطًا قيّمة في السباق.
أبرزت حوادث الاصطدام في روما الطبيعة الفريدة والتوتر الشديد في سباقات الشوارع ضمن بطولة الفورمولا إي، وصعوبتها التي لا تدع مجالًا للخطأ.
وأدى ذلك إلى تأثير ملموس على ترتيب بطولة العالم للسائقين، فقد تمكن دينيس من تجنب الأضرار وقدم أداءً متفوقًا جعله يحصد ثلاثة ألقاب في سباق واحد – وهي الانطلاق من المركز الأول، وتسجيل أسرع زمن للفّة واحدة، والفوز بالسباق بينما تمكن من الاحتفاظ بصدارة السباق من بدايته إلى نهايته.
ومنحت تلك النتيجة دينيس دفعة قوية لينتزع صدارة الترتيب بفارق 24 نقطة عن كاسيدي الذي يحتل المركز الثاني. أما إيفانز فتفصله عن الصدارة 44 نقطة في المركز الثالث، وما زالت أمام ويرلين فرصة ضئيلة للوصول إلى الصدارة بفارق 49 نقطة عن دينيس.
وسيكون فوز دينيس في سباق يوم السبت السبيل الوحيد لحسم لقب البطولة مبكرًا قبل انتهائها، حيث يحصل على 25 نقطة في حال الفوز بالمركز الأول و 18 نقطة للمركز الثاني (إلى جانب ثلاث نقاط عند بدء السباق من المركز الأول ونقطة لأسرع لفّة). ولكن المؤكد هو ان كاسيدي وإيفانز وويرلين وبقية السائقين سيحاولون تغيير مسار الأمور.
كما إن لقب بطولة العالم للفرق ما زال لم يحسم وسيتحدد على الأرجح بعد السباق الأخير، حيث يتصدر الترتيب حاليًا فريق إنفجن ريسينغ بفارق 14 نقطة عن تاغ هوير بورشه، بينما يحل جاغوار تي سي إس ريسينغ في المركز الثالث بمجموع 228 نقطة.