عندما راودت لأول مرة فكرة تأسيس جزيرة فيلا الخاصة في جزر المالديف على المؤسسين جيري سمايتس ورادكا، كان حلمهما تصميم ملاذٍ فاخر ينسجم بشكل مثالي مع البيئة المحيطة. تقع هذه الجوهرة الاستوائية الراقية في جزيرة نونو أتول البكر، وتبعد حوالي 45 دقيقة بالطائرة المائية عن العاصمة المالديفية ماليه،
وتتمحور فكرة تصميم الجزيرة حول احترام الغاية العميق للكوكب والمحيط، ابتداءً من التصميم المعماري والبيئي، وصولاً إلى استضافة واحدة من أكبر برامج ترميم الشعاب المرجانية في جزر المالديف. استكتشف معنا اهم الأسباب وراء تفوق جزيرة فيلا الخاصة كرائدة في مجال الاستدامة والفخامة في جزر المالديف.
استعادة وتجديد الشعاب المرجانية
يسعى جيري ورادكا، مؤسسا جزيرة فيلا الخاصة ومراعاةً لدورهما كوصيين على هذه الأرض الثمينة في كوكبنا، بتواصل مستمر إلى تقديم الدعم والمساهمة للبيئة المحيطة بالجزيرة،
وتتجلى إحدى مساهماتهما البارزة في تفعيل أحد أكبر برامج استعادة وتجديد الشعاب المرجانية في جزر المالديف، حيث يعمل مشروع “فيلا كورال” (Velaa Coral) تحت إشراف فريق من علماء الأحياء البحرية المختصين،
على إحياء واستعادة العالم البحري تحت مياه المحيط الهندي المحيطة بالمنتجع، وقد أثمرت هذه الجهود عن نمو مستدام للشعاب المرجانية والبيئة البحرية المتواجدة حول الجزيرة، على مر الثلاث سنوات الماضية.
وقد تم تحقيق ذلك من خلال توظيف أحدث تقنيات “بيو روك” (Biorock) لتجديد الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى تعزيز مقاومتها ضد التوترات والإجهاد. تطمح جزيرة فيلا الخاصة بفريقها إلى تحقيق استعادة وتجديد 10% من الشعاب المرجانية خلال العام المقبل.
بالإضافة إلى ذلك، تتيح جزيرة فيلا الخاصة لزوارها فرصة الاستمتاع بجولة غطس أو غوص تحت سطح الماء في حدائق المرجان، حيث يرافقهم عالم أحياء مرجاني متخصص لمعرفة المزيد حول الجهود المبذولة والدور المهم الذي يلعبه المرجان في دعم صحة البيئة البحرية.
كما يُتاح كذلك للضيوف فرصة تبني جزء من الشعاب المرجانية الفريدة من خلال إدراجهم في خط مرجاني فردي، مما يسهم في تعزيز الغابات المطيرة الجوهرية على جزيرة فيلا الخاصة، إذ سيحص الضيوف من خلال هذا التبني على شهادة تثبت مساهمتهم في تجديد وتبني الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى تلقي تحديثات منتظمة ونصف سنوية حول تقدم وتطور هذه الشعاب المرجانية. لمعرفة المزيد عن هذا البرنامج الملهم،
دعم المجتمع المحلي كجزء من رد الجميل
بالإضافة إلى جهودها في دعم البيئة المحلية، تلعب جزيرة فيلا الخاصة دورًا فعّالًا في دعم مجتمع نونو أتول المحلي. حيث تُسهم مبادرة “فيكوراما” (Fehikuramaa) التي تم إطلاقها في عام 2021 في تعزيز الممارسات البيئية للمجتمعات المالديفية المحلية. فقد تمحورت جهود هذه المُبادرة في السنة الماضية حول تحسين إدارة النفايات من خلال التوعية والتدريب والدعم. أما لهذا العام، تُركّز مبادرة “فيكوراما” اهتمامها على قضية تلوث المحيطات وأهمية الحفاظ على البيئة البحرية الصحية، فقد قامت بتركيب 30 نظام لتنقية وتبريد المياه في المدارس العامة المحلية، مما يساهم في توفير إمدادات مياه نظيفة للمجتمعات المحلية بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، قام المتطوعون بتنظيم دورات تدريبية مُعتمدة لتعليم السباحة، حيث قاموا بتدريب 113 طالب على مهارات السباحة.
أثناء الإعلان عن المهام الجديدة لمبادرة فيكوراما البيئية التي ستنفذها جزيرة فيلا الخاصة، أبرز واين ميلجيت، المدير العام للجزيرة، أهمية هذه الخطوة قائلاً: “تعني كلمة فيكوراما في اللغة المحلية الديفيهي “لنجعل البيئة أكثر خضرةً”، وهذا هو بالضبط ما نسعى إلى تحقيقه.
خاصةً وأن من بين أبرز النتائج التي توصل إليها مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP26، تم الاجماع على أهمية أن تكثف جميع الدول جهودها إذا كنا نرغب في المضي نحو كوكب أكثر خضرةً.
كما أننا نؤمن جميعًا بأهمية أن نكون جزءًا من الحل، وندرك تمامًا أن مشروع فيكوراما سيكون له دور محوري في مساعدة المجتمعات المحلية على تبني أفضل الممارسات للتخلص من النفايات وإدارتها، وتحسين جودة بيئتنا المحيطة. نحن ممتنون لأننا نعيش ونعمل في هذا الجزء الجميل من العالم، ونسعى لأن نكون أعضاء فاعلين في تحقيق التغيير والمساهمة في الحفاظ على جمال جزر المالديف”.
الانسجام مع الطبيعة
يجدر بالإشارة إلى أن جزيرة فيلا الخاصة تم تصميمها من قبل المهندس المعماري التشيكي بيتر كولار، الذي حاز على العديد من الجوائز.
فقد تم تصميمها بأناقة لتجمع بين ثقافة المالديف المحلية والفخامة المعاصرة، مع التركيز على التفاصيل الدقيقة، كما تم بناء الجزيرة بعناية فائقة لحماية والحفاظ على البيئة المحيطة عن طريق دمج المواد الطبيعية والتقليدية بأسلوب فني رفيع في تصميم الفيلات والمناطق العامة،
مع استخدام أوراق النخيل المحلية لتغطية الأسقف المصنوعة من القش. حيث تمتد الجزيرة على مساحة تعادل 25 ملعبًا لكرة القدم وتم زراعتها بشكل واسع بالنباتات المحلية، مما أضفى على الجزيرة بيئة خصبة ومزدهرة، تجسّد بجمالها مختلف جوانب جزر المالديف.