يعتمد قطاع الرعاية الصحية في أداء مهمته بنجاح على التزام فرق عمله الرائعة وتفانيهم في أداء عملهم. ولكن أزمة النقص في فرق عمل الرعاية تلوح في الأفق، مما يهدد الرعاية الصحية الضرورية لإنقاذ حياة الناس والتي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال. لا شك أن اتخاذ التدابير العاجلة أمر لا مفر منه للتعامل مع هذا التحدي الكبير وضمان تقديم الرعاية اللازمة لمن يحتاجونها.
وبحسب كريستينا مولت وينجيل، مديرة التسويق لدى مايلستون سيستمز، يدرك العاملون في قطاع الرعاية الصحية مدى قوة التواصل البشري وقدرته على إحداث الفارق، إذ يمكن للمسة بسيطة أن تولد الثقة وتساعد على التخلص من القلق، كما تعزز التواصل المنفتح بين المرضى وفرق الرعاية. ومع توقعات منظمة الصحة العالمية بحدوث عجز فائق يبلغ 10 ملايين عامل في قطاع الرعاية الصحية حول العالم بحلول عام 2030، من الضروري استكشاف طرق مبتكرة لتمكين أطقم الرعاية من أداء مهامهم في تفاعلاتهم اليومية مع المرضى، مع تحسين جودة الرعاية في ذات الوقت.
قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات يواجه تحدياً جدياً
تتوقع منظمة الصحة العالمية حدوث عجز كبير يبلغ 10 ملايين عامل في قطاع الرعاية الصحية حول العالم بحلول عام 2030، ومن الضروري بالتالي التوصّل لطرق مبتكرة لتمكين أطقم الرعاية من أداء مهامهم في تفاعلاتهم اليومية مع المرضى، وفي نفس الوقت ضمان تحسين جودة الرعاية المقدمة. وتتمثل هنا الأهمية الشديدة للتقاطع بين التقنية والرعاية الشخصية.
في ظل عالم الرعاية الصحية الذي تتسم طبيعته بالعجلة الدائمة بما تمثله كل ثانية من فارقٍ بين الحياة والموت، تجد دولة الإمارات نفسها أمام تحدٍ جدي. فمع ارتفاع الطلب على خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة، يجد قطاع الرعاية الصحية بالدولة نفسه في مواجهة الحقيقة المقلقة المتمثلة في زيادة أعداد المرضى ومحدودية الموارد المتاحة. ومن هنا ظهر الحل التقني المتمثل في التكامل بين تقنية الفيديو والرعاية الصحية للتعامل مع هذا التحدي العاجل.
ويمكن للجهات المعنية في دولة الإمارات الاستفادة من التقنيات التحويلية لحماية الأرواح وتطوير قطاع الرعاية الصحية، بفضل ما تقدمه تقنية الفيديو من قدرات لتحسين متابعة حالة المرضى وتقليل زمن الاستجابة للطوارئ والوقاية من المخاطر. تشير التوقعات إلى نمو مرتقب لسوق الأجهزة الطبية في دولة الإمارات ليبلغ 1.5 مليار دولار بحلول عام 2025 بمعدل نمو سنوي مركب.
تحسين مستويات السلامة والكفاءة وتجارب المرضى العلاجية
اعتمد قطاع الرعاية الصحية لوقت طويل على أجهزة التنبيه والإنذار وأنظمة الاستشعار وأجراس الاستدعاء لضمان سلامة المرضى. ومع ذلك، فإن العمل على تحقيق التكامل بين التقنيات السابقة مع تحليلات الفيديو يقدم لأطقم الرعاية الصحية فرصة غير مسبوقة لتحسين تجارب المرضى العلاجية. ويضمن هذا التكامل قيمة إضافية للجميع، وذلك بتبسيط عمليات المراقبة مع توفير رعاية يقظة للمرضى دون أي مساس بالخصوصية والطمأنينة، وكذلك تمكين مقدمي الرعاية من اتخاذ قرارات مستنيرة وترتيب أولوياتهم.
على سبيل المثال، يمكننا النظر في مخاطر السقوط التي تواجه كبار السن وغيرهم من المرضى. بعد العمليات الجراحية، يواجه المريض مخاطر السقوط من سريره خاصة مع حالة الضعف العام وتشوش الذهن والذعر. وبالمثل، فإن المرضى الذين يتعافون من الكسور أو الأزمات القلبية أو السكتات الدماغية لا يزالون يواجهون مخاطر مماثلة بسبب حالة الضعف العام. وتتيح قدرات تقنية الفيديو لأطقم التمريض اتخاذ قرارات استباقية، والتفريق بين الاستدعاء للحصول على كوب من الماء أو الاستغاثة الطارئة، وبالتالي توفير الوقت الثمين ومن ثم الحفاظ على الأرواح.
حماية الخصوصية والكرامة
مع سعينا نحو تطبيق تقنيات الفيديو لرعاية المرضى، يتعين علينا ألا نهمل الجوانب المتعلقة بكرامتهم والحفاظ على خصوصيتهم. وفي هذا السياق، يجب تطبيق الخصائص التي تحقق ذلك، مثل التشويش التلقائي على الملامح. من شأن هذه الخصائص أن تجمع بين الرقابة اليقظة لحالة المرضى مع احترام كرامتهم وحماية خصوصيتهم من المتطفلين في مراكز التمريض. يمكن تحقيق التوسع في استخدام تقنية الفيديو لتحسين رقابة المرضى شريطة وجود إطار رقابي قوي وضوابط صارمة على الخصوصية.
لاستعراض المزيد من فوائد دمج تقنية الفيديو في قطاع الرعاية الصحية وما يصحب ذلك من تحديات، فلا شك أن إفادات ورؤى أطقم الرعاية الصحية وخبراء القطاع تمثل أهمية لا يمكن إغفالها. فمثل هذه المشاركات القائمة على البيانات والأمثلة الواقعية تمنحنا رؤية شاملة لأن هذه المشاركات تغطي العديد من الأمور الهامة؛ مثل المخاوف المتعلقة بالخصوصية والمشكلات الأخلاقية المحتمل حدوثها، فضلاً عن تحديات التنفيذ على أرض الواقع وكذلك تمكين القراء من تكوين آراء مستنيرة.
لطالما كانت المستشفيات حاضنات للابتكار، واليوم يمقل التناغم بين تقنية الفيديو واللمسة الرحيمة من الأطقم العلاجية عنواناً لعصر جديد من السلامة والكفاءة والرعاية الصحية الرحيمة. ويمكن لقطاع الرعاية الصحية ضمان رفاهية المرضى وتمكين الأطقم الطبية والعلاجية مع تحسين تجربة الرعاية الصحية من خلال تحقيق أقصى استفادة ممكنة من تقنية الفيديو،. ومن المؤكد أن هذه الرحلة ستعيد صياغة واقع الرعاية الصحية، من خلال توفير واقع جديد تعزز فيه التقنيات الرقمية المتقدمة من قدراتنا على أداء مهمتنا النبيلة في علاج المرضى، للوصول إلى مستقبل منشود يتلقى فيه كل مريض الرعاية الطبية التي تليق به.