اختتم سباق جائزة الدرعية إي بري 2024 المزدوج في أواخر الشهر الماضي لتواصل بطولة العالم إيه بي بي للفورمولا إي تعاونها مع المملكة العربية السعودية لبناء مستقبل مستدام.
ومنذ استضافة السباق الأول في العاصمة السعودية، الرياض، عام 2018، رسخت الفورمولا إي مكانتها باعتبارها حدثاً بالغ الأهمية ضمن جدول الفعاليات التي تستضيفها المملكة مع التركيز بشكل كبير على الاستدامة بالنسبة لكل من البطولة والمملكة على حد سواء.
كما أن المملكة تعمل حالياً على تأكيد حضورها بصفتها وجهة عالمية للسياحة والأعمال وفقاً لاستراتيجية “الرؤية السعودية 2030” حيث تهدف المملكة العربية السعودية إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وتتوافق بطولة الفورمولا إي، التي تقام سباقاتها في الرياض منذ عام 2018 مع هذه الرؤية. وكان الحدث الأخير الذي أقيم في حلبة شوارع الدرعية قد نُظم بالاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 100% وباستخدام الوقود الحيوي (B100)، الذي يتم إنتاجه محلياً في المملكة، والذي يمكن أن يقلل انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بالديزل العادي.
كما اعتمد الحدث على نظام شامل لإعادة تدوير النفايات لجميع أنواع البلاستيك والورق والكرتون والألمنيوم والفولاذ والزجاج في الموقع – وهي مبادرة تستخدم ضمن جميع السباقات على طول الموسم. ولم تكن هناك أيضاً مواقف عامة للجماهير الذين تم تشجيعهم على استخدام وسائل النقل العام للمساعدة في تقليل انبعاثات الكربون.
وإلى جانب الفورمولا إي، تستثمر حكومة المملكة العربية السعودية في تنمية سوق السيارات الكهربائية، حيث يشمل ذلك إطلاق علامتها التجارية الخاصة بالمركبات الكهربائية “سيير” (Ceer) وتوسيع البنية التحتية لمحطات الشحن مع تحولها نحو النقل المستدام.
وأشادت جوليا بالي، نائب رئيس الاستدامة في الفورمولا إي، بجهود المملكة، حيث قالت: “هناك توافق هائل للغاية بين الفورمولا إي والمملكة العربية السعودية خاصة من خلال استراتيجية الرؤية السعودية 2030 التي تركز على بناء مستقبل أكثر استدامة.
وأضافت: “نحن نؤكد على الدوام أن لدينا نهجاً ثابتاً في استخدام الطاقة المتجددة لجميع السباقات، وفي الدرعية، تم استخدام الوقود الحيوي (B100) لتشغيل المولدات التي لم يقتصر دورها على شحن السيارات فقط، وإنما وفرت الطاقة أيضاً لإضاءة المسار ليلاً”.
وقبل سباقي الشهر الماضي في المملكة العربية السعودية، أعلن صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادية للمملكة، عن شراكة رائدة متعددة السنوات، Electric 360، مع بطولات سباقات المحركات الكهربائية العالمية، وهي: “فورمولا إي” لسباقات السيارات الكهربائية السريعة، و”إكستريم إي” لسيارات الدفع الرباعي الكهربائية، و”إي 1″ للزوارق الكهربائية السريعة، وذلك بهدف تعزيز نمو رياضات المحركات الكهربائية وتطوير دورها في إحداث تقدم بمستقبل التنقل المستدام.
ويعتبر أليخاندرو عجاج، مؤسس بطولة “إكستريم إي” سلسلة سباقات الطرق الوعرة لسيارات الدفع الرباعي الكهربائية، و”إي 1″ بطولة قوارب السباق الكهربائية الأولى والوحيدة في العالم، بالإضافة إلى بطولة الفورمولا إي.
وأردفت بالي أن هذه الشراكة تمثل “نقطة تحول” يمكن أن تساعد في تسريع نمو التنقل الكهربائي، حيث قالت: “هذه نقطة تحول لأنها تظهر على أعلى مستوى، حيث تنظر الحكومة إلى الفورمولا إي باعتبارها منصة لمستقبل التنقل الكهربائي. وهذا أمر مهم للغاية بالنسبة لنا نظراً لأن عمر الفورمولا إي يبلغ 10 أعوام فقط، كما أن العمل إلى جانب واحد من أهم الكيانات الحكومية في العالم التي تستثمر في المستقبل، يعد بمثابة شهادة على الفورمولا إي ويؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح”.