- تواجه أسعار النفط الخام صعوبة في تحقيق اختراق حاسم، إذ تعثرت مساعيها لتجاوز حاجز 80 دولار أمريكي للخام الأمريكي الخفيف و85 دولار أمريكي للنفط الخام برنت وذلك بعد ارتفاعها المستمر منذ ديسمبر الماضي.
- على الرغم من زيادة ملحوظة في حيازات صناديق التحوط من العقود الآجلة للنفط الخام، يسود الغموض حول إمكانية حدوث ارتفاع كبير وشيك في الأسعار بسبب غياب محفزات واضحة.
- يعكس النطاق الضيق الحالي لتداول خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط، والذي يعد الأدنى منذ عشر سنوات، حالة الترقب التي تسود السوق ونجاح تحالف أوبك+ في الحفاظ على استقرار أسعار النفط.
تشهد الزيادة التي طرأت على أسعار النفط الخام منذ ديسمبر 2023، والتي جاءت عقب هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر والتي أدت إلى تصاعد المخاوف الجيوسياسية ودعمت ظروف العرض المشددة بسبب تعطل حركة ملايين البراميل من النفط والوقود في البحر لفترة أطول، مؤشرات على فقدان الزخم. حيث شهدنا مؤخراً محاولة فاشلة لخام غرب تكساس الوسيط لتجاوز حاجز 80 دولار للبرميل، كما توقف ارتفاع خام برنت قبل الوصول إلى مستوى المقاومة الرئيسي عند 85 دولار. وفي حين أن الزيادة الأخيرة في حيازات صناديق التحوط والتحركات السعرية الحالية توحي بإمكانية ارتفاع الأسعار، إلا أننا نتحفظ على ذلك بسبب عدم وجود محفز واضح لتحقيق هذا الارتفاع.
يمكن ملاحظة تأثير عدم قدرة أسواق النفط الخام على تحقيق أي اختراق قوي صعوداً أو هبوطاً على النطاق الضيق الحالي للتداول، حيث انخفض النطاق المتحرك لأربعة أسابيع لكل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوى له في عشر سنوات، إذ بلغ نطاق خام غرب تكساس الوسيط في الشهر الماضي 5.3 دولار للبرميل فقط مقابل 4.2 دولار للنفط الخام برنت. وعلى الرغم من ارتفاع المخاوف الجيوسياسية بشكل طفيف منذ ديسمبر، لم نشهد حتى الآن أي اضطرابات وقد استنتجت السوق إلى أن مثل هذه المخاطر منخفضة للغاية في الوقت الحالي.
ولولا دعم تحالف أوبك+ لأسعار النفط من خلال خفض الإنتاج – والذي يبلغ إجماليه على الورق حوالي 2 مليون برميل يومياً – لكان من المرجح أن يتم تداول خام برنت في نطاقات أسعار منخفضة تبلغ 70 دولار للبرميل أو ربما أقل. لذلك وعلى الرغم من أن جهود تحالف أوبك+ لم تسفر عن ارتفاع الأسعار التي يحتاجها العديد من المنتجين لتحقيق التوازن في موازناتهم المالية، إلا أنها نجحت في الحفاظ على استقرار الأسعار عند مستوى مرتفع بما يكفي لضمان نمو قوي في إنتاج الدول المنتجة خارج تحالف أوبك+. وتعد الولايات المتحدة من أبرز الأمثلة على ذلك، حيث من المتوقع وفقاً لأحدث تقرير حول آفاق الطاقة على المدى القصير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يرتفع إنتاجها إلى مستوى قياسي يبلغ 13.65 مليون برميل يوميا في عام 2025 مقارنة بـ 13.19 مليون برميل يومياً هذا العام…. (التتمة في الملف المرفق).