بعد أكثر من عام من الإبادة والنزوح القسري، وفي مشهد امتزجت فيه المعاناة والذكريات، تدفق مئات الآلاف من النازحين إلى مدينة غزة وشمال القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي سيرا على الأقدام، بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم الفاصل بين جنوب قطاع غزة وشماله والذي أنشأه جيش الاحتلال مع بدء عمليته البرية على القطاع.
وعرض برنامج “من مصر”، المذاع عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، من تقديم الإعلامي عمرو خليل، أنّ عودة النازحين إلى الشمال قوبلت بانتقادات في إسرائيل ووصفه وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن جفير بأنه صورة لانتصار حركة حماس وجزء مهين من الاتفاق غير المشروع على حد قوله، فيما أعتبرته حركة حماس بمثابة إعلان لفشل الاحتلال الإسرائيلي وهزيمة لمخططات التهجير.
وجاءت عودة النازحين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تكلل بالنجاح نتيجة الجهود المصرية وبالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، كما أنه رسالة صمود فلسطيني في وجه كل محاولات التهجير القسري التي حاول الاحتلال فرضها عبر المجازر اليومية وسياسة الأرض المحروقة والتطهير العرقي.
وسبقت مشاهد عودة النازحين للشمال تصريحات مصرية أردنية واضحة وصريحة بالرفض المطلق لأي محاولات للتهجير، وقالت الخارجية المصرية في بيان إن مصر تشدد على رفضها لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو عن طريق إخلاء الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل الفلسطينيين من أرضهم سواء كان ذلك بشكل مؤقت أو طويل الأجل.
واعتبرت القاهرة أن محاولات كهذه تهدد الاستقرار وتنذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة كما تقوض من فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
من جانبه أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تمسك بلاده بموقفها الرافض لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين.
وشدد الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سيجريد كاج كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار في غزة على عمّان لن تقبل أي حل للقضية الفلسطينية على حساب المملكة الأردنية.