الأسواق الأمريكية
بعد الهبوط الحاد الذي شهدته الأسبوع الماضي، أنهت المؤشرات الأمريكية تداولات الجمعة الماضية على ارتفاع، واستمر الزخم الإيجابي مطلع هذا الأسبوع بدعم من تجدد الآمال بخفض أسعار الفائدة في ديسمبر. إذ أشار جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إلى تنامي المخاطر التي تهدد سوق العمل وتراجع الضغوط التضخمية. وتزامنت تصريحاته مع صدور بيانات توقعات التضخم من جامعة ميشيغان التي جاءت أقل من التقديرات السابقة، ما دفع المتعاملين إلى رفع رهاناتهم على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر.
كما عزز المعنويات إعلان الولايات المتحدة بحث السماح لشركة إنفيديا ببيع شرائح H200 للصين، ما دعم الإقبال على المخاطرة.
نتيجة ذلك، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من متوسطه المتحرك لـ100 يوم ليُسجّل مكاسب بنسبة 0.35% عند مستوى 6,638، مع إغلاق 447 شركة من أصل 500 على ارتفاع—a ما يعكس اتساع قاعدة الصعود. ويُظهر المؤشر دعماً فورياً عند مستوى 6,555، بينما يحتاج إلى اختراق خط الاتجاه الصاعد والثبات فوق متوسط 50 يوم عند 6,713 لتعزيز الاتجاه الصعودي بشكل أوسع.
النفط الخام
تتعرض أسعار النفط لضغوط وسط التفاؤل بشأن محادثات الولايات المتحدة وأوكرانيا، ما يُخفّف من مخاطر انقطاع الإمدادات الروسية. وبالرغم من ذلك، فإن المكاسب تظل محدودة بفعل التحديات الاقتصادية العالمية.
حيث ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.26% إلى 57.87 دولار، بينما صعد خام برنت بنسبة 0.15% إلى 61.87 دولار.
ولا يزال نحو 48 مليون برميل من النفط الروسي عالقاً في البحر بفعل العقوبات الأمريكية، لكن ضعف الطلب وتوقعات أوبك+ بفائض في المعروض يضغطان على الأسعار. كما تظل مفاوضات السلام المحتملة بين روسيا وأوكرانيا عاملاً حاسماً، إذ إن أي تقدم قد يؤدي إلى رفع العقوبات وضخ كميات كبيرة من النفط المخزّن في السوق.
خام برنت يتحرك حالياً داخل نطاق ضيق، حيث تُظهر الرسوم البيانية اتجاهاً هابطاً منذ نهاية يونيو مع تسجيل قمم وقيعان أدنى. الدعم الأقرب عند 61.50 – 61.00 دولار، فيما تقع المقاومة عند 62.25 – 62.65 دولار. وتبقى النظرة سلبية ما لم يُسجّل السعر إغلاقاً فوق 62.65 دولار.
أما WTI فيتداول دون مستوى 58 دولار النفسي، مع مؤشر RSI دون مستوى 40، ما يعكس استمرار الضغوط البيعية. الدعم الرئيسي عند 57.50 ثم 57.00، بينما تقع المقاومة عند 58.20 – 59.54 ثم 60 دولار. وتشير الحركة الحالية إلى تداول جانبي.
مؤشر الدولار الأمريكي
تراجع مؤشر الدولار معظم عام 2025 تحت ضغط سياسات الرسوم الجمركية والتيسير النقدي، ليهبط إلى 96.83 في 18 سبتمبر بعد أن كان عند 108.48 مطلع العام. لكنه استعاد جزءاً من قوته بعد نبرة الاحتياطي الفيدرالي الحذرة في محضر اجتماع أكتوبر.
ومع ذلك، توقّف التعافي بعدما أشار جون ويليامز إلى تزايد مخاطر التباطؤ في سوق العمل وتراجع احتمالات ارتفاع التضخم. ونتيجة لذلك، ارتفعت توقعات خفض الفائدة في ديسمبر إلى 69% مقارنة بـ 44% الأسبوع السابق. كما تراجعت توقعات التضخم لسنة مقبلة من جامعة ميشيغان إلى 4.5% من 4.7%، وتراجعت توقعات الخمس سنوات إلى 3.4% من 3.6%.
يتداول مؤشر الدولار حالياً منخفضاً بنسبة 0.02% عند 100.11 قرب منطقة مقاومة بين 100.27 – 100.54، وهي منطقة كبحت الارتفاعات في مايو وأغسطس ونوفمبر. ومن المرجح أن يستقر المؤشر ضمن نطاق ضيق بانتظار محفزات جديدة مرتبطة ببيانات المنتجين PPI ومبيعات التجزئة و PCE الأساسية لشهر سبتمبر. كما أدى الإغلاق الحكومي الأخير إلى تأخر صدور البيانات الاقتصادية.
اختراق المقاومة قد يدفع المؤشر نحو 101.68، بينما الدعم القريب عند 99.881 والمتماشي مع متوسط 50 يوم.
الذهب والفضة
سجّل الذهب تراجعاً بنسبة 0.44% الأسبوع الماضي، واستمر في التداول ضمن نطاق ضيق مطلع الأسبوع، مستقراً قرب 4,050 دولار للأونصة. تصريحات جون ويليامز الداعمة لخفض الفائدة رفعت توقعات خفض ديسمبر إلى حوالي 70%، وهو ما يُفترض أن يدعم الذهب لكونه أصل غير مُولّد للعائد.
لكن قوة الدولار وتحسن الإقبال على المخاطرة في الأسواق الآسيوية حدّا من مكاسبه، في حين قدّم التفاؤل بشأن اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعض الدعم للأسعار.







