يعود الذهب (XAU/USD) للتداول بتوجه صعودي بعد أيام من التحرك العرضي أعقبت تصحيحًا هبوطيًا في وقت سابق من الشهر.
الأسبوع الماضي، افتقدت الأسواق الاتجاه الواضح وسط ضبابية بشأن سياسة الفيدرالي، ما قلّص شهية المخاطرة. أما هذا الأسبوع، فالدعم الأساسي لصعود الذهب يأتي من تجدد التوقعات بخفض الفائدة في ديسمبر، مدفوعًا ببيانات اقتصادية أمريكية مخيبة وتعليقات تميل للتيسير من مسؤولي الفيدرالي.
أحدث بيانات أداة CME FedWatch تشير إلى أن احتمالات الخفض وصلت إلى 85% بعد أن كانت أقل من 20% قبل أسبوع. من بين العوامل المحركة لهذا التحول، تزايد فرص اختيار كيفن هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني، من قبل ترامب لرئاسة الفيدرالي العام المقبل، إذ يُنظر إلى توجهاته الداعمة للنمو على أنها الأقرب لرؤية ترامب بخفض أكبر للفائدة، ما يجعله المرشح المثالي. وفي حال تعيينه، ستتسع التوقعات لدورة تيسير أسرع.
من سيرشح ترامب ليكون رئيس الاحتياطي الفيدرالي؟ احتمالات كالشي
لكن هذا السيناريو لا يزال بعيدًا أشهرًا، فيما تركز الأسواق الآن على الأسابيع المقبلة. فقد أظهرت بيانات صدرت الثلاثاء – رغم تأخرها وفقدانها بعض الزخم – أن الاقتصاد الأمريكي يواصل التباطؤ، إذ جاءت مبيعات التجزئة، أسعار المنتجين، وثقة المستهلك دون التوقعات. الأرقام ليست سلبية للغاية، لكنها كافية لدفع الفيدرالي للتفكير في مزيد من الخفض كإجراء احترازي تحسبًا لتدهور سوق العمل.
نتيجة لذلك، تراجعت العوائد الحقيقية على السندات الأمريكية إلى جانب ضعف الدولار، وهما عاملان يعززان جاذبية الذهب. إضافة إلى ذلك، تستمر العوامل الهيكلية في دعم الطلب، إذ تواصل البنوك المركزية شراء الذهب لتنويع الاحتياطيات، فيما يبقى المعدن النفيس ملاذًا آمنًا وسط الضبابية الاقتصادية والمخاطر المالية العالمية.
من المرجح أن يظل الذهب مدعومًا في الأيام المقبلة مع استمرار تسعير الأسواق لاحتمال خفض الفائدة قريبًا، ما يبقي العوائد الحقيقية والدولار تحت الضغط. لكن هناك مخاطر قد تحد من الصعود، أبرزها أي مفاجأة إيجابية في البيانات الأمريكية القادمة، والتي قد تعيد سيناريو “الفائدة المرتفعة لفترة أطول” وترفع العوائد مجددًا، إضافة إلى احتمال انتعاش الدولار، ما يجعل الذهب أكثر تكلفة للمشترين الدوليين. وأخيرًا، من الناحية الفنية، قد يشهد الذهب عمليات جني أرباح أو تراجعًا قصير الأجل بعد الصعود الأخير إذا بالغت المراكز الشرائية في التوسع. بشكل عام، تميل العوامل إلى استمرار القوة، لكن الطريق الصاعد ليس خاليًا من المخاطر القريبة.







