إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أرحب بأخي فخامة الرئيس تشيسيكيدي والوفد المرافق لسيادته في بلده الثاني مصر، وذلك في أول زيارة له إلى القاهرة، متمنياً له وللوفد المرافق إقامة طيبة ومثمرة.
وأنتهز هذه المناسبة لأعرب عن تقديرنا البالغ للعلاقات التاريخية التي تجمع مصر وشعبها مع الكونغو الديمقراطية من خلال روابط أزلية، وتاريخية مشتركة، ترجع إلى فترات التحرر الوطني في بلدان قارتنا الإفريقية خلال القرن الماضي، والتي تجسدت كذلك في خصوصية العلاقات التي جمعت مصر بزعماء وقادة جمهورية الكونغو الديمقراطية على مدار عقود.
لقد أجريت مع أخي الرئيس تشيسيكيدي مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة تبادلنا خلالها الرؤى ووجهات النظر تجاه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى نحو عكس إرادتنا السياسية نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لقدراتنا لخدمة مصالح البلدين. كما أكدنا عزمنا على الانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب للتعاون الثنائي، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المصرية في الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى الاتفاق على أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب فرصة.
ولقد اتفقنا كذلك على تكثيف التعاون في مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبناء قدرات الكوادر الوطنية في الكونغو الديمقراطية الشقيقة في مختلف القطاعات.
كما تناولت مباحثاتنا تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مجال الموارد المائية والري وجهودنا المشتركة لتعظيم الاستفادة من موارد نهر النيل، وأكدنا على رؤية مصر المستندة إلى كون نهر النيل مصدراً للتعاون والتنمية وشريان حياة جامع لشعوب دول حوض النيل، كما استعرضنا آخر المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة ومسار المفاوضات الجارية بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد.
كما أعدت التأكيد خلال المباحثات على موقف مصر الراسخ حيال دعم كافة جهود تثبيت السلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشقيقة، واستمرار مصر في العمل بشفافية وبدافع من اعتبارات الصداقة والأخوة على مساندة الجهود الكونغولية الوطنية الرامية إلى ترسيخ دعائم السلام والاستقرار الداخلي، وبما يفتح آفاق التنمية والرخاء لجموع الشعب الكونغولي ويحفظ هياكل ومؤسسات الدولة ومقدراتها للاستمرار في مسار التحول الديمقراطي المؤسسي.
السيدات والسادة،
لقد تزامنت زيارة أخي الرئيس تشيسيكيدي مع قرب تسلم سيادته رئاسة الاتحاد الإفريقي، وأود التأكيد على دعمنا الكامل لسيادته خلال فترة رئاسته للاتحاد وثقتنا في قيادته الحكيمة للعمل الإفريقي المشترك، ونجاحه في قيادة القارة خلال تلك المرحلة التي تشهد عدداً من التحديات، وعلى رأسها تعزيز جهود احتواء تفشي فيروس كورونا، والقضاء على خطر التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى تفعيل التكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة.
فخامة الرئيس/ فيليكس تشيسيكيدي… أسعدني لقاؤكم اليوم، وإنني أتطلع لمزيد من التعاون فيما بين بلدينا بشكل وثيق لما فيه المصلحة المشتركة لنا ولقارتنا الأفريقية، وأتمنى للكونغو الديمقراطية كل الخير والاستقرار والرفاهية، وأجدد ترحيبي بكم والوفد المرافق لفخامتكم في بلدكم الثاني مصر.