الرئيس التنفيذي
أشرف الحادي

رئيس التحرير
فاطمة مهران

سرطان الثدي: مرض لا يعرف أي حدود

"فايزر"

 

شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زيادة كبيرة في معدلات الإصابة بسرطان الثدي لدى الإناث على مدار العقود الثلاثة الماضية. يظل هذا النوع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في المنطقة؛ إذ يمثل ما يقرب من 38% من جميع حالات الإصابة الجديدة بمرض السرطان: بلغ عدد حالات الإصابة الجديدة بسرطان الثدي في منطقة الشرق الأوسط أكثر من 86 ألف حالة في عام 2020، في حين تجاوز عدد الوفيات نتيجة لهذا المرض 33 ألف حالة وفاة .إنه مرض لا يعرف أي حدود ولا يستثني أي شخص. يُعدّ سرطان الثدي اليوم أكثر أنواع السرطان شيوعاً من حيث تشخيص الإصابة به على مستوى العالم . يُصاب مليونا شخص وأحبّاؤهم بهذا المرض في مختلف أنحاء العالم كل عام.
قد تبدو هذه الأعداد هائلة، إلا أنها لا تكفي لوصف حجم المشكلة – لا سيما عندما نضع في الحُسبان الدور المهم الذي تقوم به المرأة في المجتمع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إذ تعمل المرأة على تربية وتنشئة الأطفال كما تُنمّي أيضاً الموارد المالية لأسرتها. تُلقي أي أزمة صحية تؤثر على المرأة بآثارها السلبية على مجتمعاتهن أيضاً، وذلك يتعدّى المشاعر السلبية للغاية التي تُرافق التشخيص.
تُعدّ كل حالة إصابة بسرطان الثدي فردية تماماً مثل الشخص الذي تم تشخيصه؛ إذ لدى هذا المرض العديد من مراحل التطوّر والأنواع الفرعية، ولا توجد طريقة واحدة صحيحة لمواجهة التحديات التي تصاحب مرحلة علاج هذا المرض. ثمة نقطة مهمة يجب أن توضع في الحسبان، وهي أن 50% من الأشخاص المتعايشين مع مرض سرطان الثدي في مختلف أنحاء العالم تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر . علاوةً على ذلك، عادة لا يتلقى المرضى الذين تزيد أعمارهم على 75 عاماً العلاج الصحيح .
من الحقائق غير المعروفة أن الرجال أيضاً عُرضة للإصابة بسرطان الثدي – وبالنسبة لهم، يبلغ احتمال خطر الإصابة أو الوفاة نتيجة لهذا المرض شخصاً واحداً من كل 833 شخصاً . قد لا يبدو هذا الأمر مُنذراً بالخطر، ولكن هذا هو سبب خطورته الحقيقية – وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ونظراً لندرة إصابة الذكور بسرطان الثدي، لم تُسفر التجارب السريرية المحدودة التي شملت الرجال سوى عن خيارات علاجية معتمدة قليلة .
هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لتعزيز الوصول إلى علاج سرطان الثدي.
يظل سرطان الثدي المنتشر -أكثر مراحل المرض تطوراً وخلال هذه المرحلة ينتشر السرطان خارج الثدي وينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم (مثل الأعضاء والعظام)- مرضاً غير قابل للشفاء ، . إضافة إلى ذلك، يُعد سرطان الثدي الإيجابي لمستقبِل الهرمون HR+/ السلبي للبروتين المستقبِل لعامل نمو البشرة البشري HER2- النوع الفرعي الأكثر شيوعاً وتفشّياً من سرطان الثدي؛ إذ يُمثّل ما يقرب من 73% من جميع حالات الإصابة، ويليه سرطان الثدي الإيجابي للبروتين المستقبِل لعامل نمو البشرة البشري، ثم سرطان الثدي الثلاثي السلبي. , , ,
أُحرز تقدّم كبير في علاج ورعاية مرضى سرطان الثدي الصحيّة على مدار السنوات، بما في ذلك قابليته للانتشار في الجسم، ولكن لا يزال هناك المزيد من العمل للقيام به. وينطبق ذلك بصفة خاصة على المجتمعات المحرومة من الخدمات والصعب الوصول إليها، والتي غالباً ما تعاني من فترات انقطاع حرجة أثناء تلقي الرعاية الصحية. وفقاً لتقديرات الخبراء، يعيش ربع المصابين بسرطان الثدي المنتشر في مناطق ريفية . في نفس الوقت، أظهرت الأبحاث أن الموقع الجغرافي يمكن أن يؤثر على إمكانية وصول المرضى إلى خدمات الفحص والعلاج ومجموعات الدعم. بالنظر إلى الأثر غير المتكافئ للفقر في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا، نرى أنه يسلّط الضوء على ضرورة الاستمرار في تقديم الرعاية الصحية للمجتمعات من أجل ضمان حصولها على الموارد اللازمة للتصدي لسرطان الثدي.
تُعد المبادرة فوراً جوهرية من أجل تقليل معدل الوفيات جرّاء سرطان الثدي.
يُمكن للمؤسسات الصحية أن تُبادر فوراً للتغلّب على سرطان الثدي من خلال تسهيل إمكانية الوصول للمعلومات المتعلقة بالمرض. ويعني ذلك توفير المعلومات باللغات التي يتحدث بها السكان مثل اللغة العربية والسواحلية مع الابتعاد عن استخدام المصطلحات صعبة الفهم واستخدام تلك التي يسهل فهمها بالنسبة للأفراد الأكثر تأثراً بسرطان الثدي. ويُساعد ذلك في ضمان معرفة الأفراد بكيفية التعامل مع نُظم الصحة والوصول إلى الموارد المتاحة لهم.
من الضروري أيضاً مواصلة تحسين عملية اتخاذ القرارات السريرية عن طريق تعزيز استخدام أدلة من العالم الفعلي والتجارب العشوائية المحكومة في علاج سرطان الثدي، بالإضافة إلى دعم صُنّاع التغيير في مجتمعات مرضى السرطان، وكبار السن، والأقليات من خلال إقامة مشروعات وسُبل تعاون ذات صلة لمواجهة معوقات تقديم الرعاية الصحية.
يُعدّ الاستثمار في إزالة العقبات التي تحول دون تقديم خيارات علاجية بتكلفة معقولة وفي الوقت المناسب أمراً جوهرياً. وبالمثل، من المهم أيضاً الاستثمار في توسيع نطاق الموارد والبرامج التي تُعالج الفوارق الحالية من حيث السن والعرق والموقع وكون المريض ذكراً أم أنثى.
على سبيل المثال، بفضل الفحص المبكر، وزيادة الوعي، والعلاجات المُحسّنة، انخفضت معدلات الوفيات بين النساء الأكبر سناً بين عامي 2013 و2018 بنسبة 1% سنوياً.
في عام 2020، أطلقت شركة فايزر العالمية للمستحضرات الدوائية الحيوية حملة “بادر فوراً” التي تهدف إلى رفع درجة الوعي في المجتمع عن أنواع السرطان المختلفة، وسبل الوقاية، والتشخيص، والعلاج. وتعد إحدى أهم نقاط التركيز التي تضمنتها المبادرة نشر المعرفة بوسائل التشخيص الذاتي التي من شأنها إنقاذ الأرواح فعلياً.
تعد معرفة المؤشرات المُبكرة وإجراء الفحص بشكل مُنتظم وسائل مهمة لتقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي ويؤدي الفحص الذاتي إلى اكتشاف سرطان الثدي مبكراً وبحجم ورم أصغر من مثيله في حالة اكتشاف المرض دون إجراء الفحص. ويمكن أن يؤدي الفحص المنتظم إلى تشخيص الورم مبكراً مما يحسن فرص النجاة في النهاية . كما يُعدّ تغيير أسلوب الحياة أمراً شديدة الأهمية إذ يُقلل النشاط البدني من مستويات الإنسولين، ويُقلل الالتهابات، كما يُحسِّن المناعة الخلوية مما يحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ويمكن أن يؤدي اختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من السعرات الحرارية، والامتناع عن التدخين والإفراط في تناول الكحول، والحفاظ على الوزن المثالي الملائم للمرحلة العمرية إلى تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي . ومن المهم ضمان توفر إمكانية وصول الناس إلى هذه المعلومات عبر وسائل متنوّعة تشمل وسائل الأعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى اختصاصيي الرعاية الصحية الذين من شأنهم مناقشة هذه الموضوعات بصدر رحب وإظهار التعاطف من أجل ترويج فكرة الكشف المُبكر للمرض بشكل بسيط وسهل الفهم.
يُمكننا وينبغي علينا نحن جميعاً، من مقدمي خدمات الرعاية الصحية والمرضى وعامّة الناس، العمل معاً للتأكد من تشجيع جميع الأطراف للمبادرة فوراً واتخاذ الإجراءات اللازمة للانتصار في المعركة ضد مرض السرطان. يُمكن أن يؤدي تطبيق إجراءات الفحص المنتظم والكشف المبكر إلى نتائج أفضل للعلاج ومعدلات نجاة أعلى. لذا على كل منا تعريف نفسه بالمؤشرات الشائعة لسرطان الثدي، وإظهار التعاطف، والإنصات بصدر رحب من أجل ترك أثر إيجابي على حياة مرضى سرطان الثدي وعائلاتهم.

 

أخبار ذات صلة

من يملك الخوارزميات يملك السوق.. صراع العقول بين وادي السيليكون والتنين الصيني

اليوم العالمي للعلاقات العامة: أكثر من مجرد مهنة

أبوظبي.. المدينة الأكثر أماناً في العالم

مراجعة البنك المركزي الأوروبي.. توقف مؤقت لدورة خفض أسعار الفائدة مع اقتراب الموعد النهائي للرسوم الجمركية

الموعد النهائي للرسوم الجمركية لشهر أغسطس.. حالات عدم اليقين.. اختبار الأرباح للبنك المركزي

لماذا تُعدّ سلسلة التبريد الذكية أمراً حيوياً للأمن الغذائي في دول الخليج؟

العلاقات العامة والذكاء القادم

تحليل: أسواق الأسهم العالمية تتجاهل التهديدات التجارية.. لكن مخاطر التصحيح الهبوطي تتزايد

آخر الأخبار
أسعار اللحوم الحمراء اليوم الإثنين أسعار الخضار والفاكهة اليوم الإثنين فندق وأجنحة ريكسوس النخلة دبي يحتفي بالتميّز مع باقة أجنحته المميزة الفاخرة هيونداي تقدم ايونك 6 طراز N بقدرات كهربائية محمد صلاح البدري مرشح الجبهة الوطنية بالمنيا: نعمل لصالح المواطن بعيدًا عن أي اصطفافات سياسية شكلية واتساب يختبر ميزة لاستيراد صور الملف الشخصي من فيسبوك و إنستجرام جوجل تحذر مستخدمي هواتف بيكسل لهذا السبب منها إنقاص الوزن.. فوائد غير متوقعة عند تناول التين مهرجان دبي للكوميديا 2025 يضيف 9 عروضٍ جديدة بست لغاتٍ مختلفة المملكة تُطلق مشروع "على خطاه" الذي يجسد مسار الهجرة النبوية بطريقة تفاعلية خلال نوفمبر المقبل هنفيدهن مبادرة نسائية من شرم الشيخ ترسم خارطة التمكين والعمل المجتمعي القصير من الإسكندرية: كلنا خلف القيادة السياسية.. ومصر أولًا وفوق كل اعتبار اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ونظيره القطري "Avis Budget Egypt" تفوز بجائزة أفضل وكيل لشركة "Avis" على مستوى العالم فى 2025 تنظيم الإتصالات يكشف مستجدات إجراءات منظومة حوكمة التليفون المحمول تنسيق المرحلة الأولى.. 85.37% للعلمي و81.71% للشعبة الهندسية نظام قديم بدء تسجيل الرغبات بالمرحلة الأولى الثلاثاء المقبل شيماء الهواري عبر برنامجها " حياة" : ظهور المدن الجديدة فتح فرصة ذهبية للاستثمار العقاري قبل استلام مهام عمله.. وفاة اللواء عصام الدين مدير أمن الوادي الجديد في حادث أليم بالمنيا رئيس الوزراء يتابع الإجراءات المُتخذة لمجابهة حوادث الطريق الدائري الإقليمي