في يوم 25 أبريل 1982، تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية في مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء. وذلك بعد استكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عاماً. وتم الاعتراف بهذا اليوم كعيد قومي مصري في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء.
وخلال الانسحاب النهائي لإسرائيل من سيناء في عام 1982، اندلعت معركة بين مصر وإسرائيل حول طابا. وأكدت مصر موقفها الثابت بعدم الاستسلام وعدم التنازل عن أرض طابا. واستغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه المنطقة الهامة سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المكثف من جانب مصر.
المواقع الأثرية في سيناء
وتاريخ سيناء يمتد عبر العصور، حيث استوطن الإنسان هذه المنطقة منذ العصر الحجري القديم الأعلى. كما لعبت سيناء دورًا هامًا في التاريخ المصري، حيث كانت منجمًا للمواد الخام مثل النحاس والفيروز. كما كانت سيناء معبرًا للعائلة المقدسة أثناء رحلتها من بيت لحم إلى الخليل ثم بئر سبع. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت في سيناء مجتمعات رهبانية في القرن الثالث الميلادي.
واسم سيناء مشتق من اسم إله القمر لدى الساميين، الإله سين. وقد تمت بعثات هامة للكشف والتنقيب عن الفيروز في هذه المنطقة.
وتحتوي سيناء على العديد من المواقع الأثرية في كلا الجانبين الشمالي والجنوبي. وبعض هذه المواقع تشمل تل القنطرة شرق، وتل أبو صيفي، وتل البرج، وتل الغابة، وتل الكدوة، وبئر العبد، وتل قصراويت، وتل العريش، ورفح، وتل قبر عمير، وطريق حورس الحربي، ومنطقة أخرى. وفي جنوب سيناء، تشمل المواقع الأثرية سرابيط الخادم، ونقوش مناجم وادي المغارة، وعيون موسى، ووادي الخريج، وسهل المرخا، ووادي فيران، وغيرها من المواقع.
رمز السلام
ومن جهته، أكد الدكتور محمود حامد الحصري، مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة في جامعة الوادي الجديد. أن سيناء هي أرض الفيروز ورمز السلام، وكانت تعد معبرًا للعائلة المقدسة ومقبرة للغزاة.
وأضاف الحصري ط، أن عيد تحرير سيناء هو عيد قومي يحتفل به الشعب المصري في 25 أبريل. وهو اليوم الذي استعادت فيه مصر أرض سيناء بعد صراع طويل مع إسرائيل. وشهد يوم 25 أبريل عام 1982 رفع العلم المصري على سيناء، بعد استعادتها كاملة من إسرائيل باستثناء طابا، وذلك بعد احتلال دام 15 سنة.
وتابع إنه اكتمل تحرير سيناء بعد عودة طابا في عام 1988. حيث نجحت الدبلوماسية المصرية في ذلك، وتم رفع العلم المصري أيضًا على طابا.
معركة تحرير سيناء
بدأت معركة تحرير سيناء منذ عام 1967 باستخدام وسائل النضال. حيث خاضت القوات المسلحة معارك شرسة خلال حرب الاستنزاف. واستكملت المعركة خلال حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973.
وبدأت الدولة العمل السياسي والدبلوماسي من خلال المفاوضات والمباحثات حتى تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد. وتلاها توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979.
وخلال ثلاث سنوات، تحققت هدف الدولة المصرية وتم الحصول على سيناء بعد انسحاب إسرائيلي، وذلك في 25 أبريل عام 1982.