في تحذير جديد يسلط الضوء على خطورة الاستخدام العشوائي للمكملات الغذائية أثناء الحمل، كشفت دراسة علمية حديثة أن الإفراط في تناول بعض الفيتامينات والمعادن، خاصة الحديد والمغنيسيوم، خلال المراحل المبكرة من الحمل، قد يزيد من خطر إصابة المرأة الحامل بسكري الحمل.

وأجريت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Frontiers in Nutrition العلمية، على أكثر من 9,000 امرأة حامل وتراوحت أعمارهن بين 18 و45 عامًا، وشاركن جميعًا في تجربة بحثية واسعة النطاق لتحديد العلاقة بين مستويات العناصر المعدنية في الدم، وخطر الإصابة بسكر الحمل.
نتائج مثيرة للقلق
أظهرت النتائج أن 18.6% من النساء المشاركات أُصبن بسكري الحمل، وهي نسبة ليست قليلة، وتبيّن من خلال تحاليل الدم أن المصابات كانت لديهن مستويات مرتفعة من الحديد والمغنيسيوم مقارنة بنظرائهن غير المصابات. وبعد أخذ عوامل مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم وعدد مرات الحمل في الحسبان، أظهرت التحليلات الإحصائية أن هناك ارتباطًا إيجابيًا بين ارتفاع مستويات الحديد والمغنيسيوم وزيادة خطر الإصابة بسكري الحمل.
وتوصي الدراسة بعدم تناول مكملات المعادن دون إشراف طبي، خصوصًا في الحالات التي لا تعاني فيها المرأة من نقص واضح. وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية لا توصي حاليًا بتناول الزنك والمغنيسيوم كمكملات روتينية أثناء الحمل، وتدعو إلى الحذر في تناول مكملات الحديد إلا عند وجود فقر دم ناتج عن نقصه.
ويقول الباحثون إن هذه النتائج تؤكد على أهمية الموازنة الدقيقة بين الحاجة للعناصر الغذائية، وتجنب الإفراط الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية، موضحين أن الحمل ليس وقتًا للتجريب بالمكملات دون توجيه مختص.