نحتفل اليوم معاً بعيد الشرطة، والذى يوافق ذكرى غالية فى سجل الوطنية المصرية، وهي معركة الإسماعيلية المجيدة… التى تجسدت فيها بطولات رجال الشرطة وقيم التضحية والفداء والإستبسال دفاعاً عن تراب الوطن… وكانت وبحق ملحمة كفاح ونضال ستظل على مر العصور شاهدة على نبل البطولة وشرف الصمود..
أبناء مصر الكرام،
إن احتفالنا اليوم.. هو مناسبة نستدعي فيها من ذاكرة الوطن الثرية المعاني والقيم التي ضحى أبطالُنا من أجلها بأرواحِهِم الغالية.. ومن أسمى تلك القيم والمعاني قيمة الكبرياء الوطني.. فنتذكر معاً شهداء الشرطة الذين أصبحوا أبطالاً وضحوا بأرواحهم من أجل رفع راية مصر عالية… حيث رسمت معركة الإسماعيلية عام 1952 لوحة خالدة تلاحمت فيها بطولات “الشرطة والشعب” أثناء تصديهم للعدوان.. لتشهد للعالم أجمع بأن المصريين يد واحدة أمام العدوان الغاشم… وليصبح هذا اليوم عيداً يحتفل به المصريون بكل طوائفهم وثقافتهم كل عام… ويظل هذا الكبرياء الوطني والرصيد الحضاري العميق.. هو الدافع القوي لمسيرة الوطن وأجياله المتعاقبة نحو مستقبل وواقع أفضل..
شعب مصر العظيم،
إننا وإذ نستذكر بطولات رجال الشرطة في الماضي.. فإننا نتوجه بأسمى عبارات التحية والتقدير والاحترام لبطولاتهم في الحاضر.. فمع المتغيرات العالمية والإقليمية المحيطة، والتي تمضي فى تسارع محموم لتعصف باستقرار الأوطان ومقدرات الشعوب وأمنهم واستقرارهم… لتزيد من مخاطر الإرهاب وشراسته بعد أن أصبح أداة صريحة لإدارة الصراعات وتنفيذ المخططات والمؤامرات… وفى خضم تلك المخاطر والتحديات الجسيمة، كان الوضع المستقر لمصر تجسيداً للإرادة الجمعية الصلبة للدولة وشعبها العظيم… وكان حصاداً لتضحيات أبنائها الأوفياء من رجال الشرطة بجانب إخوانهم البواسل من القوات المسلحة… المدركين لمسئوليتهم تجاه وطنهم بالقضاء على آفة الإرهاب… وأقول بكل وضوح أن الأمر يتطلب استمرار اليقظة والجهد منا جميعاً لمحاصرة وتطويق أية محاولات يائسة لزعزعة الأمن أو المساس بمكتسبات الشعب المصرى العظيم..
السيدات والسادة،
لا يخفى عليكم أن تحقيق ما نصبو إليه من تقدم وازدهار في كافة المجالات.. يحتاج بالأساس إلى بيئة آمنة ومستقرة وأرض ثابتة.. ونحن اليوم نخوض معركةَ لا تقل ضراوة أو أهمية.. معركة البناء من أجل تحقيق التنمية الشاملة، وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. ومن هنا.. فقد عقدنا العزم وعاهدنا الله وعاهدناكم.. على أن نفعل ما هو في مصلحة وطننا وشعبنا.. دون النظر إلى أية عوامل أو مصالح أخرى…
لقد انتقلنا بخطى ثابتة… بفضل المولى عز وجل، ووعي ومساندة الشعب المصري العظيم… من مرحلة ترسيخ استقرار الدولة وتثبيت أركانها، إلى مرحلة البناء والتعمير والتنمية.. وها نحن الآن، نستكمل بجدية واجتهاد، ما بدأناه من مشروعات تنموية كبرى، انطلقت في جميع أنحاء البلاد، لتغيّر الواقع المصري إلى ما نطمح إليه، من تنمية شاملة ومستدامة… ونحصد ثمار العمل الدؤوب على الإصلاح الاقتصادي، في مؤشراتٍ تتحسن باضطراد، على الرغم من تداعيات جائحة كورونا، والتي سببت صعوبات جمة وهيكلية لمعظم الاقتصادات الناشئة على مستوى العالم… وأكرر ما أقوله دائماً لكم… أن تلك هي الخطوة الأولى على طريق التطور والتنمية لوضع وطننا الغالي في المرتبة التي تليق به.
السيدات والسادة،
أبناء مصر الأوفياء،
كما يتواكب اليوم مع احتفال مصر بذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، تلك الثورة التي قادها شباب مخلصون، متطلعين لمستقبل وواقع أفضل… وأقول لشباب مصر إن وطنكم يتطلع حالياً لسواعدكم الفتية وجهودكم الصادقة لاستكمال طريق الإصلاح والبناء والتنمية.. ولتحقيق آمال كل المصريين في مستقبل مشرق، يوفر لجميع المواطنين فرصاً متساوية في الحياة الكريمة.
السيدات والسادة،
رجال الشرطة الأوفياء،
شعب مصر العظيم،
فى تلك المناسبة الوطنية التى يحفظها التاريخ للشرطة المصرية… أبعث برسالة تقدير وعرفان لكل رجال الشرطة الساهرين على أمن مصر على امتداد مواقع العمل الأمنى فى كافة أرجاء البلاد، وهم يواصلون الجهد والعطاء والتضحية لأداء رسالتهم العظيمة فى الحفاظ على أمن وإستقرار الوطن.. كما أتوجه بتحية وفاء وتوقير لشهدائنا الأبرار فى معارك النضال الوطنى وفى ملاحم العمل الأمني.. وأقول لأبنائهم وعائلاتهم.. أن مصر لم ولن تنساكم..
وتحية للشعب المصري العظيم الذي يعي قيمة الأمن والأمان والاستقرار ويحافظ عليها.. ويقدر لرجال الشرطة مجهوداتهم المخلصة في خدمة هذا الوطن..
حفظ الله بكم مصرنا العزيزة الغالية.. لتظل لنا دائماً وطناً آمناً مطمئناً.. ومنارةً للخير والنماء والتقدم..
وكل عام وأنتم بخير، ومصر العزيزة الغالية في تقدم وازدهار دائماً وأبداً…