تواصل الجامعة الأمريكية في الشارقة تركيزها على العمل البحثي الذي يخدم المجتمعات ويؤثر عليها إيجابًا، والتي من بينها أبحاث أستاذ علوم وهندسة الحاسوب في الجامعة الأمريكية في الشارقة الدكتور عبد الرحمن العلي، والتي تتناول تطبيقات المدن الذكية واستخدامات تكنولوجيا إنترنت الأشياء والأنظمة الفيزيائية الإلكترونية والمنصات القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وتكمن أهمية بحوث الدكتور العلي في آثارها التي يمكن أن تعود بالنفع على المجتمع في مختلف أنشطة الحياة اليومية بما في ذلك مراقبة الأجهزة المنزلية الذكية، والاستخدام الفعال للطاقة، وحلول النقل الذكية، والتطورات في تقنيات الزراعة الذكية.
وقد طور الدكتور العلي وفريقه البحثي حلولاً مبتكرة لأنظمة إدارة الطاقة المنزلية الذكية من خلال عملهم البحثي باستخدام تقنية إنترنت الأشياء وتحليلات البيانات الضخمة، حيث يسلط بحثهم الرائد الضوء على كيفية تحسين أصحاب المنازل ومقدمي خدمات المرافق استهلاكهم للكهرباء من خلال إدارة الأجهزة المنزلية الذكية بكفاءة. وإن لأبحاث الفريق أثر كبير في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وبالأخص الهدف رقم 7: طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، والهدف رقم 11: مدن ومجتمعات محلية مستدامة.
وقد نشرت نتائج بحث الدكتور العلي وفريقه في منصات أكاديمية مرموقة، فقد قدمت الورقة البحثية الأولى بعنوان “نظام إدارة الطاقة المنزلية الذكي باستخدام نهج إنترنت الأشياء وتحليلات البيانات الكبيرة” نهجًا شاملاً لإدارة الطاقة، وحصدت جائزة أفضل ورقة بحثية من المجلة العلمية المرموقة “مداولات حول الالكترونيات الاستهلاكية” التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات. بينما سلطت الورقة البحثية الثانية بعنوان “نهج التعلم العميق لرصد الأجهزة المنزلية الذكية وتصنيفها” الضوء على نهج قائم على التعلم العميق يساعد في مراقبة وتصنيف الأجهزة المنزلية الذكية، مما يؤدي إلى رفع كفاءة استهلاك الطاقة، والتي قدمها الفريق البحثي في مؤتمر معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات الدولي للإلكترونيات الاستهلاكية.
وقال الدكتور العلي تعليقًا على بحثه: “إن خطتي المستقبلية لهذا البحث تتمحور حول العمل على المزيد من تطبيقات المدن الذكية مثل الزراعة الذكية والتطبيقات ذات الصلة بمؤتمر الأطراف (كوب 28) بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، خاصةً الهدف رقم 11: مدن ومجتمعات محلية مستدامة”.
وكان آخر عمل بحثي قام به الدكتور العلي قد ركز على الهدف رقم 8 من أهداف التنمية المستدامة: تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع، حيث تمحور العمل حول تصميم عصا ذكية يمكن أن تساعد ضعاف البصر. وقد شارك في هذا المشروع أعضاء من الهيئة التدريسية من قسم علوم وهندسة الحاسوب في الجامعة الأمريكية في الشارقة ومجموعة من طلبة البكالوريوس. كما أنشأ فريق الدكتور العلي وحدة استشعار متنقلة قائمة على تقنية إنترنت الأشياء يمكن تركيبها على العصا لإعطاء الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية القدرة على الحركة باستقلالية وبلا مساعدة. تقوم الوحدة بجمع معلومات حول المستخدم والمناطق المحيطة أثناء سيره وتنبيهه بشأن العوائق التي كشفتها العصا حتى يتجنبها. أما في حالات الطوارئ مثل السقوط، فتنبه الوحدة جهات الاتصال التي ضمنها المستخدم في العصا للتواصل معها ومساعدته. كما وتم تطوير تطبيق للهاتف المحمول لتتبع مستخدم العصا الذكية عبر خرائط جوجل كإجراء أمان إضافي.
قال البروفيسور العلي: “أهدف في المستقبل إلى توسيع تطبيقات بحثي لتشمل مجالات متنوعة مثل أنظمة المراقبة الصحية الذكية وأنظمة إدارة الطاقة للمباني الذكية وأنظمة مراقبة تلوث الهواء وحلول المصانع الذكية، مما يسمح بتنفيذ أوسع لنتائج البحث ويساهم في تطوير تقنيات ذكية مختلفة في مختلف القطاعات”.