استعرض الاتحاد المصرى للتأمين من خلال نشرته هذا الاسبوع مساهمة قطاع التأمين في تنمية اقتصاد أزرق مستدام، حيث تُمثل المحيطات أبرز سمات الكوكب، إذ تغطي ما يقرب من ثلاثة أرباع الأرض، وهي أساسية لبقاء الكوكب.ومثلما لا يمكن لأي شخص أن يعيش بدون قلب ورئتين سليمين، فإن الأرض لا تستطيع البقاء من دون محيطات وبحار سليمة ونظيفة. وتعد المحيطات والبحار ضرورية للرفاهية الاقتصادية حيث يُقدر النشاط الاقتصادي العالمي المرتبط بالمحيطات بما بين 3 إلى 6 تريليونات دولار أمريكي، وهو يساهم في الاقتصاد العالمي بعدة أوجه هامة، حيث يتم نقل 90% من التجارة العالمية بحراً وتَنقل الكابلات البحرية حوالي 95% من مجموع الاتصالات السلكية واللاسلكية العالمية. ويُستخرج أكثر من 30% من إنتاج النفط والغاز من البحار ونظراً لتلك الأهمية ازداد في السنوات الأخيرة الوعي بالحاجة إلى استخدام هذه الموارد بشكل أكثر استدامة وتُعرّف الأمم المتحدة الاستخدام المستدام لموارد المحيطات والمياه العذبة لتعزيز النمو الاقتصادي وسبل العيش باسم “الاقتصاد الأزرق” حيث تبلغ قيمة الاقتصاد الأزرق عالمياً ما يقدر بنحو 2.5 تريليون دولار أمريكي سنوياً، أي ما يعادل حجم سابع أكبر اقتصاد في العالم، ومن المتوقع أن يصل إلى أكثر من 3 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030.
و على الرغم من عدم وجود تعريف محدد عالمياً لمصطلح الاقتصاد الأزرق Blue economy، يعرفه البنك الدولي بأنه “الاستخدام المستدام لموارد المحيط من أجل النمو الاقتصادي وتحسين سبل العيش والوظائف مع الحفاظ على صحة النظام الإيكولوجي للمحيط.”
ويعطي الاقتصاد الأزرق الأولوية لجميع الركائز الثلاث للاستدامة: البيئية والاقتصادية والاجتماعية فعند الحديث عن التنمية المستدامة، من المهم فهم الفرق بين الاقتصاد الأزرق واقتصاد المحيط ويشير المصطلح إلى أن المبادرة مستدامة بيئياً وشاملة ومرنة ضد تغير المناخ.
كما أشارت النشرة إلى دور صناعة التأمين لتشكيل اقتصاد أزرق مستدام، حيث تزايد قضايا الاستدامة المتعلقة بالمحيطات في صناعة التأمين، كما تسببت التغيرات المناخية في ظهور عدد متنوع من الأخطار التي تتسم بالتعقيد، فضلا عن تزايد الطلب على الحلول التأمينية المبتكرة