يحتفل الشعب المصري والقوات المسلحة في 25 أبريل بذكرى “تحرير سيناء”، حيث تكلل العبور العظيم للجيش المصرى فى 1973 وانتصاره على جيش الاحتلال الإسرائيلى، بخروج آخر جندي إسرائيلي، بحسب ما جاء في معاهدة “كامب ديفيد”، وقد تم رفع العلم المصرى فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من المحتل الإسرائيلى، وكان هذا هو المشهد الأخير فى سلسة طويلة من الصراع المصرى الإسرائيلى انتهى باستعادة الأراضى المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية فى 25 أبريل 1982
ذكرى مع ولاية جديدة للرئيس السيسي
وتأتي ذكرى 25 أبريل لهذا العام بالتزامن مع بداية فترة ولاية جديدة لـ “الرئيس عبدالفتاح السيسي”، الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة. قاد السيسي جهودًا حثيثة لمكافحة الإرهاب في منطقة سيناء، حيث تم القضاء على التهديد الإرهابي بعد ثمانية أعوام من الجهود المستمرة، وقد تم تحقيق هذا النجاح على حساب تضحيات جنود القوات المسلحة والشرطة والمدنيين الذين فقدوا حياتهم. وبفضل هذه الجهود، تحولت شمال سيناء من منطقة مظلمة إلى منطقة مزدهرة، حيث بدأت مدن العريش ورفح والشيخ زويد وغيرها من المناطق تشهد عمليات إعادة الإعمار والتنمية والزراعة.
رفض التنازل أو التفريط فى ذرة من رمال سيناء
وفي هذا الإطار، أكد الخبير الإستراتيجي ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية، اللواء أركان حرب “محمد الشهاوي”، أن النظرة الاستراتيجية التي ظهرت عقب ملحمة نصر أكتوبر 1973 وأجبرت العدو نحو السلام، ومن بعدها تحرير كامل التراب في سيناء، جعل من سيناء أرضا للنماء والخير لمصر، حتى باتت سيناء تجمع كل مكونات التنمية الشاملة.
ولفت “الشهاوي”، إلى أن بذكرى تحرير سيناء الذي يوافق يوم 25 أبريل من كل عام، أن من رفض التنازل أو التفريط فى ذرة من رمال سيناء، هم أنفسهم لن يفرطوا في آية نقطة مياه واحدة.
ومن جهته، أشار العميد “خالد عكاشة”، رئيس المركز المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أنه لم يكن ليتم دخول في سلام مع “العدو” إلا بعد حرب عام 1973، مؤكدًا على أن”العدو” كان يرغب في الإبقاء على الوضع كما هو، وفرض السلام بشروطه.
نقطة فارقة
وأردف “عكاشة”: “عودة الأرض كانت نقطة فارقة تمامًا، وهي الأساس لعملية السلام، حتى تمكنا من كسر نظرية الحدود الآمنة خارج الحدود من موانع طبيعية وصناعية، وتم فرض السلام من جانب مصر من منطلق القوة، فرضتها قوات مسلحة قوية وقادرة، تحرك على أثره عمل دبلوماسي وسياسي ناجح”.
وشدد “عكاشة”، على إن القوات المسلحة القوية هي الأساس لحماية الدولة وأي مشروعات تنموية، مشيرًا إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات أبدى نيته للسلام من منطلق القوة، ففرضت مصر وقيادتها السياسية وبإرادة مصرية “الحرب والسلام” معًا.
القوة الذكية
واستطرد “عكاشة”، إن القوة الصلبة، المتمثلة في القوات المسلحة تدعم القوة الناعمة والعمل الدبلوماسي والسياسي، وهو ما يمثل النموذج المحترف المعروف باسم “القوة الذكية”، وصولًا إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدول، مشيرًا إلى أن الرئيس السادات هو أول من استخدم القوة الذكية، حتى تحقق النصر وتحررت آخر ذرة رمال من أرض سيناء الغالية.
ولفت “عكاشة”، إلى أنه “خلال التفاوض على استرجاع طابا، لم يطلب المصريون من قيادتهم السياسية الإفصاح عن الخطط، أو الإعلان عن أوراق الضغط، ثقة منهم أنه سيتم ذلك في الوقت المناسب، حتى تحقق فعليًا ما تريده الدولة المصرية آنذاك.