على الرغم من انخفاض معدلات التدخين في العديد من المناطق حول العالم، تواجه بعض دول مجلس التعاون الخليجي تحديًا متناميًا يتمثل في ارتفاع نسبة الشباب الذين يتجهون نحو استهلاك النيكوتين. ويُثير هذا الاتجاه المتصاعد مخاوف صحية تتطلب تحرّكًا عاجلًا. ففي دولة الإمارات، يُقدَّر أن 14% من المراهقين هم من المدخنين حاليًا. أما في المملكة العربية السعودية، فيبلغ معدل التدخين بين الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا نحو 6.8% (وتشمل هذه النسبة تدخين الشيشة)، مع معدل 7.6% بين الذكور و5.7% بين

الإناث. [1]
لقد أثبتت الأبحاث العلمية أن لصقات النيكوتين وغيرها من أشكال العلاج ببدائل النيكوتين – مثل العلكة – أظهرت فعالية كبيرة في دعم الأفراد الراغبين في الإقلاع عن التدخين. يساعد استخدام هذه البدائل على التخفيف من أعراض الانسحاب، مما يُتيح للفرد تبنّي سلوكيات جديدة خالية من التدخين. وتُصنّف منظمة الصحة العالمية بدائل النيكوتين، بما في ذلك اللصقات والعلكة، ضمن قائمة الأدوية الأساسية المعتمدة للإقلاع عن التدخين، نظرًا لفعاليتها وأمان استخدامها. ومع ذلك، لا تزال العديد من الاعتقادات والمفاهيم الخاطئة تعيق استخدام هذه البدائل. كشف أبرز الاعتقادات الخاطئة حول العلاج ببدائل النيكوتين[2]
الاعتقاد الخاطئ: العلاجات ببدائل النيكوتين ضارة مثل التدخين.
الحقيقة: الضرر الحقيقي في التدخين لا يأتي من النيكوتين بحد ذاته، بل من آلاف المواد الكيميائية السامة الموجودة في دخان التبغ. أما العلاج ببدائل النيكوتين، مثل اللصقات، فتوفر جرعات محدودة ومنضبطة من النيكوتين من دون تلك المواد الضارة، ما يجعلها أكثر أمانًا من التدخين بشكلٍ ملحوظ.
الاعتقاد الخاطئ: العلاج ببدائل النيكوتين تسبب الإدمان بنفس درجة السجائر.
الحقيقة: تعمل العلاجات ببدائل النيكوتين على إيصال النيكوتين للجسم بشكل تدريجي وبكميات أقل بكثير من السجائر. وقد تم تصميمها بعناية للحد من مخاطر الإدمان، وهي معتمدة من قبل الجهات الصحية والخبراء في هذا المجال لاستخدامها بأمان. كما أن الإيصال البطيء للنيكوتين يساعد على تقليل أعراض الانسحاب، مما يقلل من فرص الانتكاس والعودة إلى التدخين.
الاعتقاد الخاطئ: لا يُساعد العلاج ببدائل النيكوتين فعليًا الأشخاص على الإقلاع عن التدخين.
الحقيقة: لقد ثبت فعلياً أن العلاج ببدائل النيكوتين يزيد بنسبة كبيرة من فرص إقلاع الشخص عن التدخين مقارنةً بأن يقوم بذلك بمفرده من دون مؤثرات محفزة. وتقرّ الهيئات والسلطات الصحية في مختلف أنحاء العالم بفعالية هذه البدائل وتدعمها على نطاق واسع، الأمر الذي يجعلها خياراً موثوقاً من قبل أولئك الذين يتطلعون للإقلاع عن تناول النيكوتين بشكل نهائي. وتوصي منظمة الصحة العالمية بالعلاج ببدائل النيكوتين باعتباره أسلوبًا مفضلاً للإقلاع عن التدخين، بفعل قدرته على تخفيض الرغبة الشديدة إزاء التدخين، والحدّ من الأعراض الناجمة عن التوقف عن ذلك. ومن خلال تقديم جرعات مضبوطة الكمية من النيكوتين، والخالية من المركّبات السامة الموجودة عادة في التبغ، يتيح العلاج ببدائل النيكوتين للجسم أن يتكيف بوتيرة بطيئة ويزيد من فرص النجاح – مقارنة بالإقلاع المفاجئ، والذي يمكن أن يسفر عن ارتفاع في معدلات الانتكاس والعودة إلى التدخين.
كيفية استخدام لصقات النيكوتين بشكل فعّال [3]
اختاروا الجرعة المناسبة والصحيحة
- 25 ملغم: للمدخنين الذين يدخنون أكثر من 10 سجائر في اليوم
- 15 ملغم: للمدخنين الذين يدخنون 10 سجائر أو أقل في اليوم
- 10 ملغم: للمدخنين الخفيفين أو لمن يقللون تدريجياً من مستويات النيكوتين العالية
التطبيق السليم والفعال
- ضعوا اللصقة على بشرة نظيفة، جافة، وخالية من الشعر، في الجزء العلوي من الجسم.
- تجنبوا البشرة المتهيجة أو الدهنية أو التالفة
- استخدموا منطقة جديدة كل يوم، ولا تعيدوا استخدام نفس الموقع خلال الأسبوع.
- اغسلوا يديكم بعد الاستعمال
احصلوا على الدعم
- انضموا إلى برنامج يساعدكم على الإقلاع عن التدخين
هل تعثّرت جهودكم؟
- لا تقلعوا عن استعمال اللصقة – ارموا السجائر بعيداً وواصلوا المحاولة!
الإقلاع عن النيكوتين أمر صعب، لكنه ممكن عند الحصول على الدعم والأدوات المناسبة. تُعدّ لصقات النيكوتين وغيرها من خيارات العلاج ببدائل النيكوتين، مثل العلكة، وسائل آمنة ومثبتة علميًا يمكن أن تساعد الأفراد على الإقلاع نهائيًا. ومن خلال فهم كيفية عملها، وتصحيح المفاهيم الشائعة الخاطئة، يمكننا دعم قرارات أفضل وتحقيق نتائج صحية طويلة الأمد.