قالت الدكتورة إيمان علاء الدين عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة ان العمل الإنساني والذي يشمل حق البشر في الازدهار، وجدناه على طاولة مناقشات منتدى شباب العالم لهذا العام، فعصر الجمهورية الجديدة منذ تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وضعت أمام نصب أعينها كافة متطلبات المجتمع المصري. فالتمسك بالقواعد التي تكفل صون الإنسانية ليس للمصريين فقط وإنما لتكون نبراسا تهتدي به جميع شعوب العالم أصبح عنوان هذه المرحلة. فلاشك أن تغيير حياة الناس ولا سيما من خلال المشروع الأكبر والمبادرة الرئاسية “حياة كريمة” يعد من أبرز نتائج تلك المرحلة؛ بالإضافة إلى أن التحول الملحوظ في استراتيجية التأهب للأزمات قبل حدوثها والتصدي لها؛ كلها تبرهن على ثمار استراتيجية الجمهورية الجديدة.
وذكرت الدكتورة إيمان علاء الدين انها تتذكر تعليق فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال جلسة “الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ .. لمواجهة التغيرات المناخية” خلال منتدى شباب العالم؛ وخاصا عندما ركز سيادته “على آليات العمل الإنساني” وكيف يمكن أن تكمن العديد من الفرص وقت ظهور المحن والتعامل معها… . تلك الكلمة التي دبت الأمل في قلوبنا ليس فقط من خلال عرض لابرز انشطة الدولة المصرية لمواجهة تغير المناخ ولكن لتغيير طريقة تفكيرنا نحو التعامل والنظر للمحن….تلك الكلمة التي كانت روشته متكاملة لجعل من المحن فرصا ممكنه يستفاد بها كل من حولنا… تلك الكلمة التي أثرت ومازالت تؤثر في تغيير نمط الحياة للأفضل…
واشارت الدكتورة إيمان علاء الدين ان خلال تلك الجلسة عرض السيد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي عددة نقاط أبرزها أن التغيرات المناخية أصبحت قضية حاكمة بكل المقاييس بصورة يجب أن يواجهها العالم بمنتهى الحسم والسرعة خلال الفترة القادمة وان القيادة السياسية المصرية تتبنى التكيف والحد من الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ بالرغم ان مصر ليست من الدول الكثيفة الانبعاثات. ولعل من الأنشطة المتميزة للحد من التغيرات المناخية هي تطوير البحيرات المائية وإقامة المشروعات الخضراء بنسبة ٣٠٪ من الاستثمارات العامة للدولة خلال العام المالى الحالى. بالإضافة إلى امتلاك مصر لأكبر قدرات كهربائية من طاقتي الرياح والشمس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتقدم ترتيب مصر في مؤشر جاذبية الاستثمار في الطاقة المتجددة لنصبح من أفضل ٢٠ دولة على مستوى العالم. كما عرض الدكتور مدبولي الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية وتنفيذ عدد من المشروعات العملاقة في مجال التكيف وتخفيض حدة التغيرات المناخية وإطلاق الخطة القومية للموارد المائية بتكلفة تزيد على ٥٠ مليار دولار وتنفيذ مشروعات ضخمة في مجالات تحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الزراعي والصرف الصحي وتبطين الترع. واوضح الدكتور مدبولي أن قضيتا ندرة وتلوث المياه وكيفية تعامل العالم معهما ستكونان محورا أساسيا خلال قمة COP27.
وأضافت الدكتورة إيمان علاء الدين ان قضية التغيرات المناخية تعتبر كمحنة تهدد البشرية إذا نظرنا إلى الآثار السلبية لها على صحة الإنسان والبيئة والإضافة الي النظر على حجم الخسائر التي تتعرض لها الدول نتيجة الكوارث البيئية التي تتسبب بها ظاهرة التغير المناخي بالإضافة إلى الكلفة الإضافية للتعامل مع ظاهرة الاحتباس الحراري.
واستشهدت الدكتورة إيمان علاء الدين بقول السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حين قال سيادته “الإنسان مصدر للتلوث ولكنه أيضا مصدر لإصلاح التلوث” فآليات العمل الإنساني التي تعتمد على تحويل المحنة الي فرص تتضمن آليات تنفيذية واضحة فحجم الاستثمارات الهائل التي تقوم بها الدولة المصرية لتبطين الترع لتقليل فقد المياه والحد من انتشار الأمراض والتلوث كان أيضا فرصه لتوفير عمل مباشر وغير مباشر لجميع فئات الشعب. فتلك هي رؤية الجمهورية الجديدة. ولعلنا نجني ثمار استراتيجية الجمهورية الجديدة وخاصا في ملف تمكين الشباب، ففي حفل ختام منتدى شباب العالم لهذه النسخة أعلن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، توصيات المنتدى والتي من أبرزها إعلان عام ٢٠٢٢ عاما للمجتمع المدنى، بحيث تقوم إدارة المنتدى والمؤسسات المعنية بإنشاء منصة حوار فاعلة بين الدولة والشباب ومؤسسات المجتمع المدنى المحلية والدولية، بجانب تكليف إدارة المنتدى بتفعيل مبادرتها لإنشاء حاضنة لرواد الأعمال والمشروعات الصغيرة بالتنسيق مع الحكومة وإشراك القطاع الخاص وشركاء التنمية. كما أعلن الرئيس السيسى، تكليف إدارة المنتدى بالتنسيق مع الجهات المعنية بتكوين مجموعات شبابية من مصر والعالم للمشاركة الفعالة فى تنظيم قمة المناخ العالمية COP27 بشرم الشيخ ، وكذلك تكليف رئاسة الوزراء بإعداد تصور شامل مع شركاء التنمية لتحقيق امتداد إقليمى لمبادرات التنمية المصرية فى إطار المسؤولية تجاه محيطنا، وتكليف الأكاديمية الوطنية للتدريب بإعداد برامج متخصصة للشباب العربى وللافريقى لتطوير قدراتهم فى التكنولوجيا وريادة الأعمال. كما أعلن الرئيس السيسى تكليف إدارة المنتدى بتفعيل منصة حوار تفاعلية دائمة لشباب مصر والعالم على أن تُعرض نتائجها دوريا على كل مؤسسات الدولة، وتكليف إدارة المنتدى والجهات المعنية بإطلاق حملة دولية قوامها شباب مصر والعالم للتعريف بقضايا الموارد المائية الدولية، بجانب تكليف رئاسة الوزراء بالتنيسق مع مؤسسات الدولة بإعداد تصور شامل يعبر عن رؤية مصر لإعادة إعمار مناطق الصراع إقليميا.
وأشادت الدكتورة إيمان علاء الدين إلى توصيات المنتدى والتي جاءت لتؤكد على حرص القيادة السياسية الدائم على المضي قدما نحو توفير حياة كريمة ومتناغمة ليس فقط للمصريين وإنما البشرية جمعاء…. وجاءت توصيات المنتدى كشعاع نور يلقى بظله على الإنسانية جمعاء… كما جاءت توصيات المنتدى لتذكرنا بدورنا كأفراد في نهضة هذا الوطن العظيم. فانبثاقا من اهتمام الدولة المصرية المتميز لوضع رؤى واستراتيجيات طويلة وقصيرة المدى وأهداف تنفيذية واضحة من خلال مؤشرات قياس الأداء والاتجاه الي التقييم ومن ثم التحسين والتعزيز بالإضافة إلى خطط الحد من المخاطر المتعلقة بنظام ومدخلات ومخرجات الخطة؛ تفرض علينا كأفراد تحمل المسئولية والانطلاق نحو المساهمة في نهضة هذا الوطن العظيم من خلال إطلاق العديد من المبادرات ونشر القصص الايجابية وقصص النجاح في كافة القطاعات ولعلي اذكر منها المبادرة الشبابية حياتك.. مناخك والتي تم عرضها على قناه dmc في برنامج ٨ الصبح” في وقت سابق. كما أضافت ان تلك المبادرة تم إطلاقها بهدف رفع الوعي المجتمعي ولاسيما الإنسان البسيط بضرورة الحفاظ على البيئة والحد من الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ بالإضافة إلى إتاحة بعض الأنشطة البسيطة التي يمكن أن يفعلها المواطن ليكون مشاركا في تنفيذ استراتيجية الدولة المصرية للتغيرات المناخية وذلك بهدف جمع ما يزيد عن مليون قصة نجاح مصرية وخاصة للافراد في مجال التغيرات المناخية وذلك في إطار استضافة مصر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ؛ لتظل مصر دائما وأبدا نبراسا يقتدي به الجميع.
وأختتمت الدكتورة إيمان علاء الدين ان البدء في تنفيذ خطة متكاملة للعمل الإنساني يحدد فيها الأهداف والإجراءات الرئيسية والتحولات الاستراتيجية الضرورية لتحقيق هذه الرؤية لإلحاق الجميع بالركب وتغيير ثقافة الإنسان من الاعتماد على المعونة إلى بذل الجهد وإنهاء الحاجة هي احد أبرز متطلبات الفترة الراهنة. فالاستثمار في العمل الإنساني أصبح ضرورة ملحة في هذا التوقيت. مع ضرورة ربط التكنولوجيات الحديثة بالعمل الإنساني.
[email protected]