خلال فعاليات مهرجان دبي للمأكولات 2022، حدد عدد من كبار الطهاة ورجال الأعمال وقادة الشركات أفكارهم حول الخطوات التالية في قطاع ضيافة المتطور، والاتجاهات الرئيسية التي يمكن توقعها خلال الأشهر الـ 12 القادمة والفترة التي تليها.
بعد أن أسدل الستار على النسخة التاسعة من دبي للمأكولات، والذي يقام سنويا بتنظيم من مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة يتناقش المنظمون والقائمون عليه والذي يمثله نخبة من الشخصيات الرائدة في قطاع الضيافة في إمارة دبي، من رواد الأعمال وأصحاب المطاعم والمقاهي، والطهاة الحائزين على جوائز، وكبار المسؤولين التنفيذيين في القطاع، حول المواضيع والاتجاهات التي يعتقدون أنها ستهيمن على مشهد المأكولات والطهي في دبي خلال الأشهر الإثني عشر القادمة والفترة التي تليها.
تناولت المحادثات بعضاً من الموضوعات والآراء الرئيسية الهامة حول تطبيق المزيد من السياسات المتعلقة بالاستدامة، والحد من إهدار الطعام، بالإضافة إلى توقعات في تطوير العلامات التجارية المحلية في دبي، الأمر الذي يجعلها المكان الأكثر أهمية على الساحة العالمية، لتقدم المزيد من التجارب والنماذج المتنوعة من الأطباق والوجبات المنسقة:
أكمل أنور، رئيس طهاة، وايت رايز
“أضافت جائحة كوفيد 19 نموذجاً جديداً إلى مشهد المأكولات والمشروبات في دبي، حيث ظهرت المزيد من العلامات التجارية المحلية، وشهدنا مستويات رائدة من التجارب التي توفر أروع المأكولات للضيوف ورواد إمارة دبي”.
“يمتلك العملاء في يومنا هذا مهارة فذة في مجال الضيافة، فهم ينجذبون نحو أفضل الأماكن فقط. ومع افتتاح عدد كبير من المطاعم، فإن إيجاد المكان المناسب هو الحل الوحيد للتميز”.
“تتمثل في الوقت نفسه عوامل مهمة علينا مراعاتها وتحمل كامل المسؤولية تجاهها، وهي الحفاظ على البيئة من خلال تطبيق معايير الاستدامة، وتقليل النفايات، ويتجسد ذلك في استخدام جميع مطاعمنا منتجات قابلة للتحلل والتحول إلى سماد. كما نحرص على تحضير الوجبات من مكونات طازجة للوصول إلى أقل قدر ممكن من النفايات. تعد هذه الخطوات صغيرةً لكنها قادرة على إحداث فرق كبير وجعل كوكبنا المكان الأمثل للعيش للأجيال القادمة والحالية”.
“أرغب في رؤية المطاعم في دبي تزدهر أكثر وترتقي إلى مستويات عالية في فنون الطهي، حيث يكون للطهاة العالميين مطاعهم الخاصة يضيفوا من خلالها فلسفتهم الخاصة إلى عالم الطهي المحلي، تجسيداً للمشهد الحقيقي من تنوع المطاعم في المدينة”.
سامانثا وود، مؤسس موقع إلكتروني لتقييم المطاعم FooDiva.net، ورائدة في تجارب تناول الطعام
“تزخر دبي بمجموعة واسعة من المطاعم المحلية التي يتولى قيادتها طهاة يمتلكون مفاهيم تجمع النكهات المحلية والعالمية معاً، وتضفي المزيد من التألق والتميز لمشهد الطعام المتنوع في المدينة بفضل تطور هذه المطاعم والاعتماد عليها كلياً خلال فترة الجائحة. تحظى تجارب تناول الطعام الحصرية والمطاعم العامة وتجمعات العشاء في المنزل على شعبية كبيرة لما توفره من أجواء استثنائية للتواصل الاجتماعي أثناء تناول أشهى الوجبات”.
“أصبحت القيمة الاستثنائية مقابل النقود عاملاً حاسماً عند اختيار مكان لتناول الطعام في الخارج. لنأخذ نظرة خاطفة نحو مشهد الطعام في المستقبل، نجد أن الحصول على قوائم الطعام في المطاعم العالمية يعتمد على ثلاثة جوانب أساسية، وهي تقديم تجربة واسعة من المأكولات مع ظهور قوائم التذوق وخبرات الطهي الأكثر إبداعاً، وتقديم المزيد من الوجبات المتناسقة، وتنظيم أنشطة وفعاليات مبتكرة للمطاعم والمقاهي”.
سلطان إيتز، مدون المأكولات
“يبحث الجميع عن المزيد من الطرق البديلة للارتقاء بتجاربهم في تناول الطعام. ومع تطبيق مبدأ “القليل مثل الكثير” نجد أن المخابز ستشهد حقبة حافلة بالتميز في دولة الإمارات، لأنها تلبي احتياجات المجتمع وأذواقهم من خلال تقديم وجبات طازجة وشهية من الزبادي أو الفتات على سبيل المثال، فضلاً عن المخبوزات الطازجة والمتنوعة”.
هاينز بيك، رئيس الطهاة في Social by Heinz Beck
“شهد عالم فنون الطهي تغيرات كبيرة خلال السنوات الماضية وتغيرت احتياجاتنا معه. في الوقت الراهن علينا كطهاة التركيز على تدريب الأجيال الجديدة من المهنيين، وزيادة وعيهم حول مواضيع حديثة في مجال الضيافة، مثل الاستدامة والصحة في المطبخ، فضلاً عن مهمتنا الأساسية في إدارة المطعم من جميع جوانبه. أعتقد أن الغذاء أصبح وسيلة أساسية للوقاية في حياتنا، حيث علينا الاهتمام والمحافظة على تناول وجبات صحية، الأمر الذي يسهم في تحسين نوعية حياتنا في العديد من الجوانب الأخرى”.
إيما بانكس، نائب رئيس استراتيجية التنمية والأغذية والمشروبات في هيلتون، أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا
“تندرج الاستدامة على رأس أولويات زوارنا، ونرى أن أهميتها ستزداد في السنوات القادمة. نؤمن أن تناول الطعام المستدام سيكون نقطة نقاش رئيسية في مهرجان دبي للمأكولات لهذا العام، والذي آمل أن يعزز الحوار حول طرق العمل من أجل تقليل هدر الطعام، وتوفير المزيد من المنتجات المحلية لخفض البصمة الكربونية في قطاعنا. يتطلع هيلتون إلى الترحيب بالضيوف خلال المهرجان وتقديم أطباق رائعة محضرة من المنتجات المزروعة محلياً، والتي يقدمها لنا شريكنا Fresh on Table”.
سامر صالح حمادة، مؤسس شركة ايجيس للضيافة
“نشهد هذا العام علامات محلية في دبي ترتقي إلى العالمية في خطوة تجسد مشهد المأكولات والمشروبات في المدينة، سيتم استبدال ثقافة استيراد الوجبات العالمية إلى ابتكار وتحضير وجبات محلية تصل إلى أشهر المطاعم العالمية، وأنا واثق من وصول العديد من العلامات التجارية المحلية في قطاع الضيافة إلى العالمية”.
“شهدت المطاعم وراد الأعمال في المجال صعوبات وتحديات كبيرة جراء تداعيات الجائحة، وتمكنت دبي من تجاوزها وعدم التوقف عن التطور والازدهار، بينما كانت مدن أخرى تغلق أبوابها وتتبنى حرفياً قصة “نهاية العالم”. ضاعفت صناعتنا في تطوير مفاهيم جديدة في دبي، لذلك أرى أن هذه الجهود الدؤوبة سوف تؤتي ثمارها خلال العام المقبل مع ظهور بعض العلامات التجارية المحلية الجديدة المذهلة”.
“نلاحظ اليوم تطور العلامات التجارية الخاصة بتوصيل المطاعم أيضاً، بعدما قدمت تجارب مميزة لعملائها، ليس فقط من خلال التوصيل، بل أيضاً عبر توفير قاعات خاصة بالطعام تجمع بين التسليم وتناول الطعام، مع مراعاة فخامة التصميم وتطبيق الاستدامة”.
نعيم معداد، مؤسس شركة جيتس للضيافة
“يمثل التعاون الدائم عاملاً أساسياً لنجاح مشهد المأكولات والمشروبات في عالم الضيافة، وتجسد دبي هذا النهج بنجاح، فقد شهدنا خلال الأشهر الأخيرة بعضاً من أفضل المواهب المحلية الطموحة لتصميم أشهى الأطباق وأكثرها تميزاً، والآن، أكثر من أي وقت مضى، نشهد ارتفاعاً كبيراً في عدد نوادي العشاء، والعلامات التجارية المحلية. وقد ظهر جيل جديد من رواد الأعمال والطهاة الذين تمكنوا من اغتنام الفرصة للتميز، مستفيدين من الجائحة ومطبقين مبدأ تحويل التحديات إلى فرص للإبداع والتألق”.
“أصبح مشهد تناول الطعام في دبي مع لمسات من الإبداع والجودة والابتكار والأناقة والأصالة، مميَّزاً بكافة تفاصيله، ويواصل التقدم والريادة لخلق فرص تضع المدينة على خارطة وجهات فنون الطهي العالمية”.
ريف عثمان، مؤسس ومالك شركة Hotaru Holdings
“نشهد اليوم أربعة اتجاهات رئيسية لتجربة تناول الطعام في الوقت الحالي في دبي منها ظهور مطاعم بإطلالات على الشاطئ مع إمكانية الجلوس في الداخل، وتناول الطعام الساحلي، والمزيد من المفاهيم المختلفة لتناول الطعام في قاعات خاصة. ومفاهيم تقديم البيتزا دائماً ما يكون الموضع الذي يتم طرحه معي للتشاور، ما يؤكد بوجود فجوة في السوق هنا”.
“مع انضمام عائلة دليل ميشلان إلى دبي، سنشهد عودة إلى مفاهيم قائمة الطعام والتذوق الفاخرة، لنسلط الضوء على الرفاهية والفخامة التي تشتهر بها دبي، بالإضافة إلى تنوع المأكولات المتوفرة نتيجة لموقع المدينة وتاريخها ـ فضلاً عن الاعتراف بدور المطاعم الصغيرة المستقلة في دعم مشهد المأكولات في دبي. أعتقد أن فئة المأكولات الآسيوية ستكون الأوسع والأكثر شعبية دائماً، ولكن خلال العام المقبل ستبدأ المطاعم الكورية على وجه الخصوص في أخذ نصيبها من مشهد المطاعم”.
