يُعد اللعب جزءًا أساسيًا من نمو الطفل، حيث يُعترف بأهميته عالميًا في تعزيز التطور الإدراكي والاجتماعي والعاطفي والبدني. وفقًا لليونيسف، لا يُعد اللعب مجرد نشاط ترفيهي، بل هو عنصر حيوي في نمو الدماغ الصحي، حيث يساعد الأطفال على تطوير الإبداع والخيال والمهارات الحركية الدقيقة والقوة الإدراكية والعاطفية. وقد أظهرت الأبحاث أن اللعب ضروري لمساعدة الأطفال على تحقيق مراحل النمو الأساسية واكتساب مهارات حياتية مهمة.

مع نمو الأطفال، يجب أن يتطور اللعب أيضًا، بدءًا من التفاعل الحسي البسيط وصولًا إلى الأنشطة المنظمة التي تساهم في تنمية مهارات حل المشكلات والتنسيق والتواصل الاجتماعي.
كيف يتطور اللعب عبر مراحل الطفولة؟
يتغير شكل اللعب ليتماشى مع فضول الطفل المتزايد وقدراته الجسدية ومداركه الاجتماعية:
- حديثو الولادة (0-3 أشهر): يبدأ الرضع بالملاحظة والتفاعل مع الأصوات واللمسات والحركات البسيطة. الألعاب الناعمة، والموسيقى الهادئة، والتواصل البصري المباشر تعزز الروابط الإدراكية المبكرة.
- الرضع (3-6 أشهر): يطور الأطفال التنسيق بين اليد والعين وتقوية العضلات من خلال اللعب على البطن والإمساك بالأشياء. كما تعزز الألعاب التفاعلية مثل “الغميضة” الروابط الاجتماعية.
- الزاحفون (6-12 شهرًا): يبدأ الطفل في استكشاف القوام والأشكال والأشياء بفضول أكبر. تساعد الألعاب التي تعتمد على مبدأ “السبب والنتيجة”، والمكعبات القابلة للتكديس، والألعاب الموسيقية في تطوير مهارات حل المشكلات.
- الأطفال الصغار (12 شهرًا فما فوق): يصبح اللعب أكثر نشاطًا وإبداعًا، مما يعزز مهارات التواصل والتنسيق الحركي الدقيق والخيال، من خلال اللعب التخيلي، والألغاز البسيطة، والتفاعل الاجتماعي.
أفضل ممارسات اللعب
توفر الأنشطة اليومية فرصًا لا حصر لها لدعم نمو الطفل وتعزيز رفاهيته. ويؤدي الآباء دورًا محوريًا في تشكيل تجارب اللعب لطفلهم، مما ينعكس بشكل كبير على تطوره.
- استغلوا كل لحظة: التفاعل مع الطفل من خلال اللمس الحنون أثناء وقت الاستحمام يعزز نموه الصحي.
- اختاروا الألعاب المناسبة: انتقوا الألعاب التي تناسب عمر الطفل وتحفزه على الاستكشاف.
- شجعوا الفضول: دعوا طفلكم يكتشف القوام المختلفة والأصوات والألوان لمساعدته على فهم العالم من حوله.
- حددوا نمطًا منتظمًا للعب: يمكن للروتين الثابت، مثل أوقات الاستحمام المنتظمة، أن يوفر إحساسًا بالراحة والاستقرار للطفل.
اللعب بدون قيود
لا يجب أن يكون اللعب مرتبًا أو مخططًا له بشكل صارم، بل يمكن تحويل اللحظات اليومية إلى فرص ممتعة. وقت الاستحمام، والتغذية، والاستعداد للنوم كلها فرص لتعزيز الروابط الأسرية والتعلم. عندما يستمتع الآباء بلحظات اللعب، ينعكس ذلك إيجابيًا على تطور الطفل وسعادته.
هذه المقالة لأغراض التوعية فقط ولا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية المتخصصة.