يعد سوق التكنولوجيا المجددَّة من أسرع القطاعات نمواً في منطقة الشرق الأوسط، بفضل تكلفته الميسورة واستدامته والتغير في سلوك المستهلكين. وتشير التقديرات إلى أن قيمة سوق إعادة البيع في دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها بلغت نحو 1.71 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن تزيد بنحو الضعف تقريباً لتصل إلى 3.43 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029 بحسب “جلوب نيوزواير” (GlobeNewswire). وتستحوذ الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوترات المحمولة على الحصة الأكبر من الطلب، مع توقعات بأن يصل حجم سوق الهواتف المحمولة المجددَّة والمستعملة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 12.39 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030 بحسب “كوستوم ماركت إنسايتس” (Custom Market Insights).
بالإضافة إلى ذلك فإن شهية المستهلكين واضحة كذلك في هذا الإطار، إذ كشف استطلاع حديث أجرته “يو غوف” (YouGov) أن ثلثي سكان دولة الإمارات العربية المتحدة منفتحون على شراء الأجهزة الإلكترونية المجددَّة، مع انتقال أكثر من ربعهم بالفعل إلى هذا الخيار وفقاً لما أوردته “يور ستوري / يو غوف” (YourStory/YouGov). وبالتزامن مع تقاطع زخم إعادة البيع عالمياً مع الطلب المحلي، تنتقل التكنولوجيا المجددَّة بسرعة من قطاع متخصص إلى تيار سائد في دول مجلس التعاون الخليجي.
الروّاد الأوائل سيستفيدون من الطلب المتنامي
كان نوري غوكشو عندما أطلق قبل أكثر من عقد من الزمن شركته “ترينديو” (Trendyoo)، يبحث عن منتج قادر على تسويق نفسه بنفسه، وقام باختيار أجهزة “آيفون” ولكن ليست الجديدة منها، بل الأجهزة المُجدَّدة التي تتمتع بمعدل دوران عالي وتشهد طلباً مستمراً. وتمحور قراره الأولي الذي اتخذه منذ المراحل المبكرة للمشروع حول: العمل بشكل كامل عبر الإنترنت.
ونجحت شركته منذ ذلك الحين في توسيع نطاق حضورها من خلال التعاون مع “تيمو”، منصة التجارة الإلكترونية العالمية. وأشار غوشكو إلى أن منصة “تيمو” شكلت وخلال ثلاثة أسابيع فقط من إدراج منتجات شركته عليها 20% من إجمالي إيرادات الشركة، وعلق بالقول: “لقد بعنا منتجاتنا عبر العديد من المنصات، لكننا لم نشهد بداية قوية كما كان الحال مع ’تيمو‘، حتى مع أسماء منصات أكبر”.
وتشهد منصة “تيمو” انضمام أعداد متزايدة من بائعي الإلكترونيات المُجدَّدة إلى صفوفها والذين يقدمون منتجات تتراوح من هواتف “آيفون” إلى طابعات مستعملة وأجهزة آلية لتنظيف برك السباحة، وأجهزة ألعاب الفيديو، وكلها غالباً بخصومات تصل إلى 50% أو أكثر مقارنة بأسعار الأجهزة الجديدة منها.
تشاناوالا ياسين، مؤسس شركة “فون سنترال” (Fone Central) – الصورة مقدمة من “فون سنترال”
وتعد “فون سنترال” (Fone Central) من ضمن المزودين الآخرين الذين انضموا مؤخراً إلى منصة “تيمو” عام 2024 بهدف توسيع نطاق حضورهم خارج إطار قنوات البيع التقليدية. وتقوم الشركة إلى جنب الهواتف ببيع الأجهزة اللوحية والساعات الذكية وأجهزة الكمبيوتر.
وقال ياسين، مؤسس شركة “فون سنترال”: “تتسم المبيعات بسرعة كبيرة، ونأمل بأن تصبح ’تيمو‘ سوقنا الرئيسي لأنها تتمتع بإمكانيات حقيقية”.
وتحرص “فون سنترال” على زيادة أعداد الموظفين وتأمين المزيد من المخزون بهدف مواكبة الطلب، وأوضحت أن “تيمو” ساعدتها في الوصول إلى شرائح جديدة من العملاء تضم المستهلكين الأصغر سناً الذين يتسوقون بشكل أساسي عبر الإنترنت.
وتسهم عدة عوامل في دفع عجلة النمو، حيث من المتوقع أن ينمو سوق الهواتف المحمولة المجددَّة في دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص بأكثر من 10% سنوياً خلال الفترة ما بين عامي 2024 – 2029، مدفوعاً بقدرة المستهلكين على تحمل التكاليف وتنامي وعيهم بالاستدامة. ويجسد هذا التوجه التفضيلات المتغيرة التي تسير باتجاه إطالة دورات حياة المنتجات وتقليل النفايات.
هذا وأصبحت منصات مثل “تيمو” محورية في إعادة رسم ملامح الطريقة التي تصل بها الإلكترونيات المُجدَّدة إلى شرائح جديدة وأوسع من الجمهور وذلك بالتزامن مع ارتفاع طلب المستهلكين، وقوة عوامل الاستدامة، والنمو السريع الذي تشهده تجاره إعادة البيع في كل من الأسواق العالمية وأسواق مجلس التعاون الخليجي.