تعد هيئة السوق المالية السعودية من أبرز الركائز التنظيمية التي أسهمت في بناء سوق مالية متطورة وفعالة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
ومنذ تأسيسها بموجب المرسوم الملكي رقم (م/30) بتاريخ 2 جمادى الآخرة 1424 هـ الموافق 31 يوليو 2003م، تولت الهيئة مسؤولية الإشراف الكامل على تنظيم وتطوير السوق المالية السعودية، لتكون بيئة جاذبة وآمنة تتسم بالعدالة والشفافية.
تتمتع الهيئة باستقلال مالي وإداري وقانوني، وترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء، ما يمنحها مرونة كبيرة في أداء مهامها بعيداً عن التأثيرات الخارجية، ويعزز من قدرتها على تنفيذ رؤيتها الطموحة بأن تصبح السوق المالية السعودية مصدراً رئيسياً للتمويل والاستثمار ومن بين أهم الأسواق المالية على مستوى العالم.
تركز الهيئة في عملها على عدة محاور أساسية، أبرزها التنظيم والإشراف على السوق المالية من خلال إصدار اللوائح والقواعد والتعليمات التي تضمن تطبيق أحكام نظام السوق المالية.
وتشمل مهامها الإشراف على عمليات التداول والإفصاح وإصدار الأوراق المالية ومتابعة أداء الشركات المساهمة والجهات المرخص لها.
كما تسعى الهيئة إلى تعزيز النزاهة والشفافية في التعاملات المالية وحماية المستثمرين من أي ممارسات غير عادلة أو غير سليمة قد تنطوي على احتيال أو تلاعب أو تضليل.
وفي إطار حماية المستثمرين، تضع الهيئة أنظمة رقابية صارمة لضمان التزام الشركات بالإفصاح الدقيق والكامل عن أوضاعها المالية وأدائها التشغيلي، بما يساعد المتعاملين في السوق على اتخاذ قرارات استثمارية مبنية على معلومات موثوقة.
كما تشرف على مراقبة الجهات العاملة في مجال الأوراق المالية، بما في ذلك شركات الوساطة والاستشارات المالية ومديري المحافظ والصناديق الاستثمارية، لضمان التزامها بالأنظمة واللوائح المعمول بها.
تلعب الهيئة كذلك دوراً محورياً في تطوير السوق وتنميته، من خلال تحديث الأنظمة التقنية والتنظيمية، وتبني أفضل الممارسات العالمية في مجالات الحوكمة والإفصاح وإدارة المخاطر.
وتسعى إلى تنويع الأدوات الاستثمارية المتاحة في السوق، مثل الصكوك والسندات وصناديق الاستثمار والعقود المستقبلية، بما يتيح للمستثمرين خيارات متعددة تتناسب مع مختلف مستويات المخاطر والعوائد.
ولا يقتصر دور الهيئة على التنظيم والرقابة فحسب، بل يمتد إلى رفع مستوى الوعي المالي لدى الجمهور والمستثمرين. إذ تنفذ برامج توعوية تثقيفية لتعريف الأفراد بطبيعة الاستثمار في الأوراق المالية ومخاطره وفوائده، وتشجع على تنمية ثقافة الادخار والاستثمار المسؤول.
كما تعمل على تعزيز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في السوق السعودية التي تشهد نمواً متسارعاً مدعوماً بإصلاحات اقتصادية واسعة ضمن رؤية المملكة 2030.
ومن خلال جهودها المستمرة في تنظيم السوق وحماية المتعاملين وتحقيق الشفافية، تمكنت هيئة السوق المالية من ترسيخ مكانة السوق السعودية كإحدى أكبر وأهم الأسواق في الشرق الأوسط، ومكنتها من أن تكون بوابة رئيسية لجذب الاستثمارات ورأس المال الأجنبي.
هذه الجهود المتواصلة تعكس التزام الهيئة الدائم ببناء سوق مالية متقدمة تواكب التطورات العالمية وتدعم استدامة الاقتصاد الوطني.







