أكد خبراء في مجال الأمن السيبراني أن المؤسسات البحرينية في القطاعين العام والخاص؛ حالها حال كل المؤسسات حول العالم؛ ليست بمنأى عن الهجمات السيبرانية الهادفة إلى سرقة البيانات والمعلومات أو الابتزاز من أجل الحصول على الأموال، منوهين بالجهود التي تبذلها مملكة البحرين لحماية أمنها السيبراني، ومشيرين في الوقت ذاته إلى أنه ما من مؤسسة أو شركة أو جهة تستطيع ضمان مستويات حماية كاملة 100% من الهجمات السيبرانية، وهو ما يتطلب منها متابعة حثيثة ودائمة لتطبيق أحدث الممارسات والأنظمة في هذا المجال.
وخلال ندوة نظمتها شركة “إن جي إن” البحرينية لأنظمة المعلومات المتكاملة تحت عنوان “التحول إلى المرونة السيبرانية” أكد الخبراء أن التركيز الاستباقي على المرونة السيبرانية يساعد المؤسسات في مهمتها ويمكّنها من تطوير دفاعاتها السيبرانية لتتكيف مع تقنيات الهجمات الجديدة، مشيرين إلى أن الوصول للمرونة السيبرانية يتطلب من مسؤولي ومديري تكنولوجيا المعلومات تطوير استراتيجيات تتكامل مع خطط الأمن السيبراني، وتدعم القدرة على تحديد وكشف التهديدات وحماية البيانات والاستجابة والتعافي.
وأقامت “إن جي إن” هذه الندوة في فندق الخليج بالتعاون مع شريكها الاستراتيجي “كومفولت”، بمشاركة نخبة من الخبراء ضمت كلاً من سيد تبريز حسين مستشار فني النسخ الاحتياطي والتخزين في شركة “إن جي إن”، وجيمس فيليبس المدير الإقليمي للكويت والبحرين في “كومفولت”، وساتيش داتلا مهندس مبيعات أول في “كومفولت”.
وأكد المتحدثون خلال الفعالية أنه في الوقت الذي قد يكون فيه الأمن السيبراني ضروريا للتعامل مع الهجمات أو المخاطر أو التهديدات القائمة بالفعل، فإن الوتيرة المتسارعة لتطور الهجمات والثغرات الأمنية تفرض ضرورة تبنّي النهج الوقائي لتحقيق نتائج أكثر فعاليّة، والمعروف بالمرونة السيبرانية، والتي تعد استعدادا وقائيا لمواجهة أي تعطل للأعمال والتعافي السريع من آثار الهجمات المحتملة؛ وذلك عبر التحليل الاستباقي لنقاط الضعف في جميع مستويات البيئة الرقمية الداخلية، بما يُسهم في الحدّ من حجم الأضرار المادية والمعنوية للمؤسسات في مختلف القطاعات.
الرئيس التنفيذي لشركة “إن جي إن” السيد يعقوب العوضي أشار إلى الأهمية القصوى لرفع الوعي لدى الشركات والمؤسسات البحرينية حول المرونة السيبرانية لتكون جزءًا من جميع جوانب عمليات الشركات، في ظل تزايد الاستثمار في التقنيات الناشئة على مستوى القطاعين العام والخاص ومع تصاعد أهمية الاقتصاد الرقمي في النمو الاقتصادي، لافتا على صعيدٍ متصل إلى أن مفهوم المرونة السيبرانية ظهر منذ أعوام قليلة مع ظهور أنماط جديدة من الهجمات السيبرانية.
وقال السيد العوضي: “تنطلق فكرة المرونة السيبرانية من حقيقة أنه لا يوجد حل مثالي للأمن السيبراني، فلا يمكن حتى لأفضل أدوات واستراتيجيات الأمن السيبراني أن توفر الحماية من كل أشكال التهديد السيبراني، إذ أنه مع كل استراتيجية دفاعية يظهر ناقل هجوم جديد، وإدراكا لهذه القيود فإن المرونة السيبرانية تقدم خططا لتقليل المخاطر في مواجهة هذه التحديات المتطورة باستمرار، كما ينبغي تطبيق خطط المرونة السيبرانية جنباً إلى جنب مع ممارسات الامن السيبراني الأساسية، إذ أن المفهومان وجهان لعملة واحدة”.
ومن جانبه أكد جيمس فيليبس المدير الإقليمي للكويت والبحرين في “كومفولت”، على أهمية تبني استراتيجية شاملة في مواجهة تزايد التهديدات السيبرانية التي تواجهها المؤسسات في البحرين، وأشار إلى ضرورة التركيز على تعزيز قدرات التقييم والاستعداد والتعافي وإعادة البناء كأولويات قصوى ضمن هذه الاستراتيجية.
وصرح قائلاً: ” لقد كان من دواعي سروري المشاركة في هذه الندوة إلى جانب نخبة من خبراء القطاع لمناقشة أفضل الممارسات في التصدي لتهديدات برامج الفدية والهجمات الإلكترونية المتنامية، في ظل سعينا المتواصل لتحقيق المرونة الإلكترونية.”