استعرضت غرفة تجارة وصناعة الشارقة، مع وفد اقتصادي من غرفة التجارة العامة لهونغ كونغ علاقات التعاون الاستثماري والشراكات الاقتصادية المتاحة بين الجانبين والمجالات التي يمكن التركيز عليها لخدمة رجال الأعمال والمستثمرين في كل من الشارقة وهونغ كونغ، إلى جانب بحث سبل تعزيز وتفعيل العمل المشترك في مجالات وقطاعات اقتصادية رئيسية ومستقبلية لاسيما في قطاعات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا والعقارات والتجارة الإلكترونية.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته الغرفة في مقرها بمناسبة زيارة وفد هونغ كونغ بحضور سعادة محمد أحمد أمين العوضي، مدير عام غرفة الشارقة، وسعادة جوناثان لامبورت، رئيس لجنة آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط في غرفة التجارة العامة لهونغ كونغ، وعبد العزيز الشامسي مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والأعمال في غرفة الشارقة، وجمال سعيد بوزنجال مدير إدارة الاتصال المؤسسي في الغرفة، وحمد عبيد الشامسي مدير الاستثمار للترويج الإقليمي في مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة”، وممثلين من عدد من المؤسسات والهيئات الحكومية في إمارة الشارقة، إلى جانب رجال أعمال من كبرى الشركات التجارية والغذائية والصناعية في الإمارات وهونغ كونغ.
قطاعات استراتيجية واعدة
وتم خلال اللقاء بحث الفرص المتاحة أمام رجال الأعمال من الشارقة وهونغ كونغ لتعزيز المزيد من الشراكات والتنسيق بين المستثمرين ورجال الأعمال لتبادل المعلومات وعرض مجالات التعاون وتعزيز بيئة الاستثمار في كلا الجانبين، لخلق فرص جديدة للأعمال، وضمّ وفد هونغ كونغ مجموعة من الشركات المتخصصة في عدد من القطاعات الاستراتيجية النوعية، مثل الطاقة المتجددة والعقارات، وتجارة المواد الغذائية، والخدمات المالية، وتجارة مواد البناء، والرعاية الصحية، والتجارة الإلكترونية، والهندسة المعمارية وصناعة المنسوجات والأقمشة.
تعزيز التبادل التجاري
وأكد سعادة محمد أحمد أمين العوضي أن اللقاء يأتي في إطار غرفة الشارقة على تعزيز العلاقات الاقتصادية وحجم التبادلات التجارية بين إمارة الشارقة والأسواق العالمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، واستقطاب شركات هونغ كونغ للعمل في الإمارة، إلى جانب المساهمة في تنمية العلاقات الثنائية الراسخة بين الإمارات وهونغ كونغ والتي شهدت نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، حيث بلغ حجم التجارة بين الجانبين 7.98 مليار دولار في النصف الأول من العام الماضي 2023، بزيادة نسبتها 8.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022، لافتا إلى أن هذه الإحصائيات تعتبر مؤشراً عملياً لما يمكن تحقيقه مستقبلا بالاستناد إلى القدرات والإمكانيات الاقتصادية للجانبين، وما يتمتعان به من موقع استراتيجي مهم حيث تعد هونغ كونغ مركزاً رئيساً في مبادرة الحزام والطريق على مستوى دول آسيا، في حين تمثل الإمارات بوابة رئيسة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
توسيع شبكة العلاقات الدولية
من جانبه أشاد سعادة جوناثان لامبورت بحفاوة الاستقبال، مؤكداً على المكانة الرائدة التي تتصدرها الشارقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وأنها وجهة مفضلة لدى مجتمع الأعمال في هونغ كونغ، مشيراً إلى أن لجنة آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط هي إحدى لجان المناطق التجارية التابعة للغرفة والمسؤولة عن توفير البرامج والمعلومات لأعضائها الراغبين في تطوير وتعزيز العلاقات التجارية مع الدول في مناطق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، مؤكداً التزام اللجنة بمواصلة جهودها لتعزيز التجارة الثنائية والاستثمار بين هونغ كونغ ومختلف دول العالم، من خلال عقد الملتقيات وتنظيم الفعاليات والاجتماعات، مشيراً إلى أن اللجنة عملت على توسيع شبكة علاقاتها الدولية من خلال الاجتماع مع أكثر من 100 وفد اقتصادي ودبلوماسي بالإضافة إلى المشاركة في البعثات التجارية الخارجية.
منصة متميزة
إلى ذلك أشار عبد العزيز الشامسي إلى أهمية هذا اللقاء الذي شكل منصة متميزة لزيادة التعاون ودعم رجال الأعمال والمستثمرين في كلا الجانبين لتنفيذ المشاريع المشتركة وتطوير التبادل التجاري وتأسيس الشراكات الرائدة في المجالات الاقتصادية المختلفة حيث تمثل هونغ كونغ خياراً استثمارياً مجزياً للشركات المحلية وخصوصا في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والعقارات، لافتا إلى أن إمارة الشارقة توفر مزايا عديدة واستراتيجية للشركات في هونغ كونغ للتوسع في أسواق المنطقة، من خلال ما تقدمه الإمارة من حوافز استثمارية واعدة لرجال الأعمال والمستثمرين من مختلف أرجاء العالم لتمكنهم من تحقيق المزيد من النجاح والتقدم على أرضها، مؤكداً على التزام غرفة الشارقة، بتوفير كل الدعم والتسهيلات لرجال الأعمال في هونغ كونغ لتأسيس شراكات اقتصادية مستقبلية، وذلك انطلاقا من أهدافها الاستراتيجية بدعم نمو الأعمال، والترويج لإمارة الشارقة كمركز تجاري عالمي.
60 ألف شركة صغيرة ومتوسطة
واستعرض حمد الشامسي أمام وفد هونغ كونغ ورجال الأعمال فرص الاستثمار النوعية في إمارة الشارقة، والبيئة الاستثمارية المتطورة التي تشهدها الإمارة، والقطاعات الرئيسية التي تشكل فرصا لجذب الاستثمارات الأجنبية والشركات الناشئة حول العالم إلى أسواق الإمارة وأهمها: السياحة والثقافة، واللوجستية، والتكنولوجيا الخضراء، والرعاية الصحية، ورأس المال البشري والابتكار، والتصنيع المتقدم، والتكنولوجيا الزراعية، منوهاً إلى أن إمارة الشارقة استطاعت أن تستقطب استثمارات أجنبية خلال عام 2022 بقيمة بلغت 291.20 مليون دولار، كما تضم نحو 60 ألف شركة صغيرة ومتوسطة، داعيا رجال الأعمال في هونغ كونغ للاستفادة من بيئة الأعمال النموذجية التي تتميز بها إمارة والتي تتيح التملك للمستثمرين الأجانب في عدد من القطاعات الاقتصادية بنسبة 100%.
وفي ختام اللقاء تبادل الحضور الدروع والهدايا التذكارية، وأكد الجانبان على ضرورة تبادل الوفود والزيارات وعقد اللقاءات المشتركة مستقبلاً.